الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

فرصة ذهبية

فرصة ذهبية
21 سبتمبر 2007 21:55
سؤال: هل صالحت نفسك خلال ما انقضى من الشهر الفضيل؟، هل أصلحت أخطاءك في حق نفسك؟ إن كنت قد فعلت فقد حققت أهم مقومات الاستفادة الصحية من الصيام، ووضعت أقدامك على أول طريق استعادة الصحة والحيوية والشباب· يقول الأستاذ الدكتور محمود وائل صلاح الدين استشاري الجراحة العامة وجراحة المناظير في مركز الهنداوي الطبي بأبوظبي: قد يبدو حديث التصالح مع النفس غريباً بالنسبة للكثيرين، فلا أحد يتصور خصاماً حقيقياً مع الذات ولا عداوة بالمعنى الحرفي مع النفس، ولكن الحقيقة التي تغيب عنا في الغالب هي أن الكثير من المشاكل الصحية التي نعاني منها ناتج عن حالة الخصام مع النفس أو عن ما يمكن أن نطلق عليه سوء السلوك الصحي· وعلى سبيل المثال فإن البدانة في معظم حالاتها ترجع إلى سوء سلوك غذائي، وإلى الكثير من السلوكيات الضارة جداً والتي نعرف جميعاً أنها ضارة، وأنها تفتك بصحتنا، ومع ذلك نمارسها بانتظام، ونجني آثارها المرة دون تبرم، نحن نعرف أن الوجبات السريعة تحتوي على كميات هائلة من الدهون والزيوت والنشويات تفوق حاجة الجسم، وتتراكم فيه على شكل شحوم تقود إلى البدانة التي تقود بدورها إلى قائمة هائلة من الأمراض بعضها هو الأكثر خطورة على الإطلاق· والعديد من الدراسات الإحصائية ودراسات التقصي الوبائي للأمراض، والتي تنشر تفاصيلها في الصحف تباعاً عبر وسائل الإعلام الجماهيري جنباً إلى جنب مع الدوريات الطبية المتخصصة، تؤكد ارتفاع معدلات البدانة بشكل كبير ومخيف في المجتمعات العربية بشكل عام وفي المجتمع المحلي بشكل خاص، والدراسة التي نشرت نتائجها قبل أيام نقلاً عن دائرة الصحة والخدمات الطبية في دبي، أكدت هذه الحقيقة، وأكدت معها حقيقة أخرى تابعة وهي ارتفاع معدلات الإصابة بمرض السكري في الإمارات· فالبدانة الشديدة ترتبط بأكثر أنواع مرض السكري شيوعاً، وهو ما يعرف بسكري البالغين أوالسكري من النمط الثاني، أوالسكري غير المعتمد في علاجه على الحقن اليومي بهرمون الأنسولين، والسكري من الأمراض الصامتة التي قد تتسلل إلى الجسم في الكثير من الحالات دون إنذار سابق وبلا أعراض ظاهرة أو بأعراض غير واضحة، مما يؤخر بدء العلاج ويفاقم من المضاعفات المحتملة للمرض وهي كثيرة وخطرة· يضيف الدكتور محمود وائل: كلنا إذن نعلم مخاطر ومضاعفات سوء السلوك الغذائي أو أخطاء التغذية، ومع ذلك يصر الكثيرون على ممارستها، وهو ما يمكن اعتباره خصاماً مع النفس وعداءً للذات· والشهر الفضيل فرصة ذهبية للتخلص من معظم أخطاء السلوك الغذائي، بل هو فرصة ذهبية للتدريب على منهاج غذائي صحي وتطبيقه في جميع شهور السنة بحيث لا يصبح منهاجاً رمضانياً لا يطبع إلا في الشهر الفضيل· وعلى سبيل المثال فإن الشهر الفضيل يعيد اجتماع الأسرة على مائدة الطعام بشكل منتظم، ويضبط مواعيد تناول الطعام بدقة فائقة، ويعيد إلى الطعام المنزلي مكانته وحضوره على موائدنا، وخلال الشهر الفضيل نتخلى عن ثلث ما نتناوله من طعام خلال شهور السنة الأخرى أو المفروض أن نفعل ذلك، وفيه نستطيع اتباع نمط غذائي صحي يعتمد على تحقيق التوازن بين عناصر الغذاء في كل وجبة، ونحن إن فعلنا ذلك نستطيع التخلص من البدانة، ونمنح أجسامنا كل ما تحتاجه من عناصر غذائية·· الشهر الفضيل فرصة ذهبية لتحقيق كل ذلك، فلماذا لا نغتنمها؟·
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©