الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الغلو والتشدد

الغلو والتشدد
21 سبتمبر 2007 22:01
''الغلو والتشدد'' من السلوكيات التي يرفضها الاسلام سواء في معاملاتنا اليومية في البيع أو الشراء وغيرها أو حتى في العبادات، لأن من أهم المبادئ الاسلامية والتي تتفق مع الفطرة البشرية التيسير والتخفيف على النفس وعدم المغالاة والتشدد وقضاء مصالح الناس· ويقول الدكتور محمد نبيل غنايم -استاذ الشريعة بكلية دار العلوم جامعة القاهرة-: إن التيسير ورفع الحرج عن الناس وعدم التشدد عليهم هو روح الشريعة الاسلامية وسمتها البارزة، ويقول الحق تبارك وتعالى في سورة ''البقرة'': (لا يكلف الله نفسا إلا وُسعها)، ويقول جل شأنه في سورة ''الحج'': ··· وما جعل عليكم في الدين من حرج''، ويقول سبحانه في سورة ''النساء'': (يريد الله أن يخفف عنكم وخلق الانسان ضعيفا)· وكانت السمة البارزة لرسول الله (صلى الله عليه وسلم) أنه ما خُيِّر بين أمرين إلا اختار ايسرهما ما لم يكن إثما، فإن كان إثما كان أبعد الناس عنه، وكان من توجيهاته لاصحابه (رضي الله عنهم): ''يسروا ولا تعسروا، وبشروا ولا تنفروا'' وكان (صلى الله عليه وسلم) يدعو لمن يرفق بالمسلمين وييسر قضاء مصالحهم فيقول: ''اللهم من ولى من أمر أمتي شيئا فشق عليهم فاشقق عليه، ومن ولى من أمر أمتي شيئا فرفق بهم فارفق به''· ويضيف الدكتور غنايم: لقد تعددت آيات القرآن الكريم وأحاديث الرسول (صلى الله عليه وسلم) في النهي عن الغلو والتشدد وحثت على التوسط والاعتدال حتى في العبادات التي يتقرب بها إلى الله· يقول الله تعالى: (قل يا أهل الكتاب لا تغلوا في دينكم غير الحق) ويقول الرسول (صلى الله عليه وسلم): ''خذوا من الأعمال ما تطيقون، فإن الله لا يمل حتى تملوا''· ويقول (صلى الله عليه وسلم): ''إن هذا الدين متين فأوغل فيه برفق، فإن المنبت لا أرضا قطع، ولا ظهرا أبقى''، والمقصود به هنا أن المنبت هو الذي انقطع به السفر وماتت دابته في الطريق؛ لأنه حملها أكثر مما تطيق، فلا هو وصل الى المكان الذي يقصده، ولا هو أبقى دابته· وهذا هو شأن المغالي في الامور، لا يستطيع مواصلة ركب الحياة لأن الدين الاسلامي كله قائم على التيسير والتخفيف وعدم الغلو والتشدد، وقد وصف الله تعالى رسوله محمدا (صلى الله عليه وسلم) في الكتب السابقة بأنه جاء ليرفع الاغلال التي أرهقت الأمم السابقة ويضع مكانها الرأفة والرحمة والتيسير والتخفيف· يقول الله سبحانه وتعالى: (الذين يتبعون الرسول النبي الأمي الذي يجدونه مكتوبا عندهم في التوراة والانجيل يأمرهم بالمعروف وينهاهم عن المنكر ويحل لهم الطيبات ويحرم عليهم الخبائث ويضع عنهم إصرهم والاغلال التي كانت عليهم)· وتحقيقا لمبدأ التيسير على النفس البشرية شُرعت الرخص التي تعني التيسير على المسلم في ظروف خاصة تستدعي ذلك، كالسفر والمطر والمرض، فشرع الاسلام قصر الصلاة الرباعية، وكذلك الفطر في رمضان، والجمع بين الظهر والعصر وبين المغرب والعشاء جمع تقديم أو تأخير، والمريض الذي لا يستطيع ان يصلي قائما يصلي قاعدا أوكيفما استطاع، بل ان المريض الذي يعجز عن بعض العبادات التي كان يؤديها وهو صحيح تكتب له من غير أن يؤديها، وصدق رسول الله (صلى الله عليه وسلم) حيث يقول: ''بعثت بالحنيفية السمحة السهلة''·
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©