الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

حب الخير للآخرين من كمال الإيمان

حب الخير للآخرين من كمال الإيمان
21 سبتمبر 2007 22:02
دعا الإسلام الى حب الخير للآخرين ونشر روح الود بين أبناء المجتمع حتى يتحقق الوئام والاستقرار بين أفراده· وبلغت عنايته بهذه القيمة أن جعلها من علامات كمال الايمان، ورسولنا الكريم ضرب لنا أروع الامثال في بناء الأمة على اساس متين من التواد والتآخي والرحمة، بعيداً عن الحقد والبغضاء والتشاحن· وإذا أردنا لمجتمعاتنا أن تنهض وأن يسودها الود يجب أن نتعلم من هديه كيف نحب الخير لمن حولنا· ويقول الدكتور طه أبوكريشة -نائب رئيس جامعة الأزهر سابقا: إن الإسلام دين الألفة والتعاون والترابط والإخلاص لوجه الله تعالى الذي يقول في محكم آياته: (إنما المؤمنون إخوة) (الحجرات: 10)، فالاسلام لا يعرف الكراهية والحقد والبغضاء والتشاحن والحسد والقطيعة ولا يعرف الا الخير والصفاء والنقاء والمحبة والسلام بين ابناء المجتمع· وأضاف: ديننا الحنيف يربي أبناءه على حب الخير للآخرين ويدربهم على استشعار الاخوة الصادقة والروح الاسلامية القائمة على المودة والعطف والتعاون، مصداقا لقوله تعالى: (إن هذه أمتكم أمة واحدة) (الأنبياء: 92)· فالانسان المسلم يلتزم بالاخلاق الفاضلة والقيم القويمة في علاقاته مع من حوله، وعليه أن يجعل من محبة الناس والاحسان اليهم والتواضع لهم منهجا يسير عليه في كل تعاملاته، والرسول صلى الله عليه وسلم يعلمنا ''لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه''، ويقول أيضا ما معناه: ''ترى المؤمنين في تراحمهم وتوادهم وتعاطفهم كمثل الجسد اذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى''· وقال د· أبوكريشة: حب الخير للآخرين جانب ايماني، ورسولنا صلى الله عليه وسلم يقول: ''والذي نفسي بيده لن تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا، ولن تؤمنوا حتى تحابوا، أولا أدلكم على شيء اذا فعلتموه تحاببتم؟ أفشوا السلام بينكم''، فالانسان المسلم يحب للآخرين ما يحب لنفسه· الإخلاص أما الدكتور محمد الدسوقي -أستاذ اصول الفقه بجامعتي الأزهر وقطر- فيرى أن عظمة المنهج الاسلامي تتجلى في جعل حب الخير للآخرين من علامات كمال الايمان، فقد روى الترمذي وابن ماجة عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ''أحب للناس ما تحب لنفسك تكن مؤمناً''، وقال عليه الصلاة والسلام: ''أوثق عرى الايمان الحب في الله والبغض في الله''· وهذا يؤكد أن الأخوة والألفة والصداقة في الله فضيلة وثمرة للخلق الكريم· ويضيف أن حسن الخلق يوجب تبادل الحب والوفاق، وهذا يؤدي الى التآلف بين ابناء المجتمع وأوضح أن المجتمع المسلم يقوم على اساس أن المؤمنين إخوة، وأنه لا فضل لعربي على عجمي الا بالتقوى، وهذا تأكيد للمبادئ الانسانية التي تزيد تماسك المجتمعات وتؤدي الى سيادة الوئام والاستقرار، وكلها سمات يجب أن نحرص على وجودها وتأكيدها في المجتمع حتى نكون أمة واحدة ويتحقق فينا قول المولى عز وجل: (واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا واذكروا نعمة الله عليكم إذ كنتم أعداء فألف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته إخوانا) (آل عمران: 103)· والرسول الكريم يعلمنا أن المجتمع المسلم يقوم على مبادئ المودة والرحمة والإخاء والعطف والشفقة، كما أكد الدكتور محمد إبراهيم الجيوشي -عميد كلية الدعوة سابقا- وأوضح قائلا: من هديه عليه الصلاة والسلام ''المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يسلمه''، وأيضا ''من كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته، والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه''، وقد نشر الرسول صلى الله عليه وسلم روح المودة في الدولة الاسلامية منذ بدايتها الاولى وعمل على القضاء على أسباب التنازع والتطاحن والفرقة والانتقام والثأر والتعصب الأعمى وأسس المجتمع على التعاون والتآلف ويقول الحق سبحانه: (واذكروا نعمة الله عليكم إذ كنتم أعداء فألف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته إخواناً'' فقد كانت سمة المجتمع العربي قبل الاسلام الحروب والعنف وسفك الدماء والتعصب، لكن الرسول الكريم حقق بالمنهج الاسلامي الإخاء التام بين ابناء المجتمع، فتحولت العداوة بين الأوس والخزرج الى مودة وتعاون كما آخى بين المهاجرين من مكة والانصار في المدينة، وبذلك أصبح المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضا''· واستكمل الجيوشي رأيه قائلا: التربية الايمانية مؤثرة في توطين النفس على حب الخير للآخرين والحرص على النفع لهم وأن يحب الانسان لأخيه ما يحب لنفسه· وعن أثر حب الخير للآخرين في المجتمع يقول الدكتور حمدي مصطفى -أستاذ الشريعة الاسلامية بجامعة الأزهر: إن هدف المبادئ الاسلامية هو تحقيق الوحدة القوية في المجتمع بحيث تسود بين أفراده المودة وتبادل المنافع في حدود ما أحله الله تعالى· ويضيف د·حمدي: عندما تتحقق المودة الصادقة وتترسخ يشعر كل انسان نحو أخيه في المجتمع بالإخاء والتضامن وأنهم جسد واحد، بحيث يسود التعاون في السراء والضراء والمشاركة الحقيقية وتنتفي روح العدوان والبغضاء والحقد والظلم والله سبحانه وتعالى يقول: (وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان)، فإن فهم هذه المعاني يحقق الاستقرار النفسي والاجتماعي والسلام في أركان الأمة، الأمر الذي يجعلها تتجه بكل قوتها نحو البناء والعمل والانتاج والسعي لزيادة تقدمها ومكانتها وبما يعود بالخير والنفع على كل فرد في المجتمع· ومن جانبه يقول الدكتور كارم غنيم -أمين جمعية الإعجاز العلمي للقرآن والسنة: محبة الخير للآخرين من أسس وحدة الأمة، فالاسلام يدعو الى الأخوة القائمة على المحبة والرضا والتعاون يقول الله تعالى: (لو أنفقت ما في الأرض جميعاً ما ألفت بين قلوبهم ولكن الله ألف بينهم إنه عزيز حكيم) (الأنفال: 63)، فالانسان المسلم لا يحقد ولا يعرف الكراهية والتشاحن أو الحسد وإنما يعلم يقيناً أن محبته لغيره ومن حوله تجلب رضا الله تعالى وتساهم في إسعاد ذاته وتقوية وتنمية مجتمعه· ويضيف د·كارم أن ترابط المجتمع وقوته تتحقق بتأكيد روح المودة بين أفراده، فالدولة الاسلامية قامت على أساس المحبة والأخوة التي وحدت بين المسلمين وانتفت فيها اسباب الكراهية
المصدر: القاهرة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©