السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

أم عمارة فارسة العرب

21 سبتمبر 2007 22:04
هي نسيبة بنت كعب بن عمرو بن عوف الأنصارية، ولقبت بأم عمارة، صحابية جليلة ومجاهدة كبيرة، أسلمت مبكراً، وحضرت ليلة العقبة، وبايعت النبي صلى الله عليه وسلم، وشهدت غزوة أحد مع زوجها غزية بن عمرو وابنيها، فخرجت في أول النهار لتسقي الجنود وتداوي الجرحى، ولما انكشف المسلمون، وثبت عدد قليل منهم حول رسول الله كانت أم عمارة من بينهم، وعندما قدم ابن قمئة -أحد جنود المشركين- يريد قتل رسول الله وهو يصيح: دلوني على محمد فلا نجوت إن نجا، فاعترض له مصعب بن عمير وناس معه، وقد كانت أم عمارة فيهم فضربها ابن قمئة وضربته عدة ضربات، ولكن كان له درعان فاتقى بهما ضرباتها، وتتحدث أم عمارة عما حدث في أُحُدٍ فتقول: انكشف الناس عن رسول الله فما بقي إلا نفر ما يتمون عشرة، وأنا وابناي وزوجي بين يديه نذب عنه، والناس يمرون منهزمين، ورآني رسول الله لا ترس لي فرأى رجلاً مولياً معه ترس فقال له: ''ألق ترسك الى من يقاتل''، فألقى ترسه فأخذته، وأخذت ادافع به عن رسول الله، فأقبل رجل على فرس فضربني وتصدى ترسي لسيفه فلم يصنع شيئاً وضربت عرقوب فرسه فوقع على ظهره وهنا قال الرسول: ''يا ابن أم عمارة أمك أمك''، ثم جاء اليّ ابني فعاونني عليه حتى اوردته الموت· وظلت أم عمارة تقاتل وتداوي الجرحى وتسقيهم الماء حتى جُرح ابنها عبيد بن زيد وأخذ دمه يسيل وهي لاهية عنه بقتال الاعداء حتى نادى رسول الله ابنها فقال: ''أعصب جرحك''، فتنبهت الى ابنها وأقبلت اليه فربطت جرحه والنبي ينظر اليها، ثم قالت لابنها: بُنَي انهض فضارب القوم، فقال رسول الله: ''ومن يطيق ما تطيق ام عمارة''؟ ثم اقبل الرجل الذي ضرب ابنها فقال رسول الله: ''هذا ضارب ابنك''، فاعترضته وضربت ساقه فبرك، ثم رأيت رسول الله يتبسم حتى رأيت نواجذه، وقال: ''استقدت يا أم عمارة'' ولما قُتل الرجل قال الرسول: ''الحمدلله الذي أظفرك وأقر عينيك من عدوك وأراك ثأرك بعينك''· وقيل لأم عمارة: هل كان نساء قريش يومئذ يقاتلن مع ازواجهن؟ قالت: ما رأيت امرأة منهن رمت بسيف ولا حجر، ولكن رأيت معهن الدفوف يضربن ويذكرن القوم قتلى بدر· وقد شهدت ام عمارة بيعة الرضوان، ثم شهدت قتال مسيلمة باليمامة، وعندما تهيأ خالد بن الوليد الى اليمامة جاءت الى أبي بكر فاستأذنته للخروج فقال: قد عرفنا بلاءك في الحرب فاخرجي على اسم الله، وأوصى خالدَ بنَ الوليد بها، وقد جاهدت وقاتلت يوم اليمامة حتى جُرحت 11 جرحاً وقطعت يدها وقُتل ولدها، ولما انتهت الحرب وعادت الى بيتها جاءها خالد بن الوليد يطلب من العرب مداواتها بالزيت المغلي فكان أشد عليها من القطع، وكان خالد كثير التعاهد بها حسن الصحبة ويحفظ فيها وصية الرسول، ولما قدمت الى المدينة اعتاد ابوبكر زيارتها والسؤال عنها· وقد روت أم عمارة عن النبي، وروى لها الترمذي والنسائي وابن ماجه، وقد روي عنها أنها جاءت الى رسول الله وقالت: ما أرى كل شيء إلا للرجال وما أرى النساء يذكرن، فنزل قرآن كريم يؤكد كرامة المرأة·
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©