الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

معرض«سرسق» يستدعي نكبات الفلسطينيين وينتقد التمييز ضد المرأة

معرض«سرسق» يستدعي نكبات الفلسطينيين وينتقد التمييز ضد المرأة
18 ابريل 2009 01:30
بخطى متسارعة وواثقة، يواصل متحف «سرسق» اللبناني استضافته لمعرض الخريف الذي يقيمه سنوياً، حيث يفسح مجالاً كبيراً للفنانين التشكيليين الشباب لعرض أعمالهم ضمن مسابقة مهمة يقيمها المتحف في ظل حضور خجول لجيل الفنانين المخضرمين، حيث مساحات مرسومة بالألوان والأشكال وتماوج لوني يتنقّل من مشهد إلى آخر نراه في كل أعمال المعرض الذي ضم 97 عملاً لـ79 فناناً. وشهد هذا العام غزارة للجوائز التي منحتها اللجنة التحكيمية للفنانين العارضين. ولأن الأعمال التجهيزية كانت قليلة وكذلك النحت، فإن ما طغى على المشهد التشكيلي هو لوحات متنوعة المدارس والأساليب من الواقعية والتجريد والسوريالية والفانتازيا إلى فن التصوير الفوتوغرافي، حيث تطل أسماء للمرة الأولى وأخرى تقدم عروضاً جديدة مختلفة عن تلك التي قدمتها في الأعوام السابقة حتى يشعر زائر المعرض بأن الفن لا ينفصل عن وقائع الحياة اللبنانية السياسية والاجتماعية، ولكن جاءت الأعمال هذه المرة بنبرة فكاهية سوداء. فحصلت مي عبود على جائزة متحف سرسق عن تركيب منفّذ بمادة السيراميك، في عمل يتناول حرب يوليو. ولعل أهم ما يلفت هذا العام هو غياب الأفكار الجريئة والتركيز على عوالم المرأة، فضلاً عن حميمية الأمكنة وذاكرة الشارع البيروتي بكل ما يحمله من لافتات ومشاعر وأحداث درامية. فمثلاً هناك لوحة «لبنان الأخضر» لزينة عاصي، وهي عبارة عن تلصيق ورسم بالحبر والأكريليك الملون على قماش تسخر من بعض الأبنية العشوائية المتلاصقة في لبنان! ويستحوذ الفنان الفلسطيني عبدالرحمن قطناني للمرة الثانية على إعجاب لجنة التحكيم ليفوز بجائزة الفنانين الشباب عن عمل يستدعي الذاكرة الفلسطينية في إسقاطات مباشرة على حرب غزة، مستخدماً صفائح التنك التي تذكر بهشاشة المساكن في المخيمات الفلسطينية مع القماش المجعلك، وهو يجسد واقعة هجرة عام 1948. وهناك مطبوعة لودي أبي اللمع السينوغرافية التي تتناول موضوع التدخين من خلال صورة للممثل رشدي أباظة. وتصف رولا شمس الدين متاهات السوريالية الغرائزية التي تذكّر بالجرائم العنيفة ضد المرأة في مشهدية سوداوية. في حين تظهر «أصيص» النبات، التي رسمتها ريما أميوني بالأبيض والأسود. ومن بين اللوحات المهمة في المعرض صور للوجوه بتوقيع إيما حركة، وبعض الصور الشخصية لفنانين، منها ما يحمل نزعة واقعية كالتي رسمها أسامة بعلبكي لنفسه. في حين رسم مازن كرباج ولور غريب لوحة واحدة بعنوان «أنت وأنا هيئتان ذاتيتان»، التي حصلت على جائزة لجنة التحكيم، حيث تجسد بأسلوب شبه كاريكاتوري المظاهر الخرقاء لوجهين محاطين بدانتيلا من الزخارف الصغيرة مع حوارات يتبادلها الأم والابن الشغوفين بالرسم. وأجمل ما في لوحات المعرض أن الرسم يتحول إلى فعل كتابة ليوميات العيش في بيروت التي تعكس عفوية الناس ومعاناتهم وسعادتهم في أعمال مثل: «رائحة بيروت باطون». كما يحافظ التجريد على مكانته في معرض الخريف، من بوابة الفنان العراقي حليم مهدي هادي، إلى لوحة رؤوف الرفاعي، المتميزة بقوة أشكالها ثم تنقلنا جيزيل رحيّم إلى «صيف هندي» بألوانها الحارة المقطوفة من رحيق الأزهار وألوان البراكين. وفي مجال التصوير الفوتوغرافي، يتفنن بسام لحود في إبراز مهاراته التقنية، ويبدو عنصر الإغراء في صورة التقطها جيلبير الحاج بحساسية لافتة، عبارة عن جورب أسود من الشبك في ساق امرأة تنطوي على الغموض الشبيه بالعمل التجريدي. يذكر أن مبنى المتحف القديم شيّده اللبناني نقولا إبراهيم سرسق عام 1920، ومنحه عام 1950 إلى بلدية بيروت لتحويله إلى متحف للفن المعاصر، وافتتح عام 1961، وهو يزخر بعشرات التظاهرات الفنية ومن بينها «معارض الخريف» التي يشارك فيها رسامون لبنانيون
المصدر: بيروت
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©