بلاتيني ضد الفيديو!

لأنه كان موجوداً في فرنسا بمناسبة المباراة المهمة في تصفيات كأس الأمم الأوروبية 2008 بين منتخبي فرنسا واسكتلندا، والتي انتهت بمفاجأة هزيمة منتخب الديوك على أرضه ووسط جماهيره صفر/،1 فقد حرصت صحيفة ''ليكيب'' على أن تجري معه حوارا طويلا تحدث فيه عن المنتخب الفرنسي ومديره الفني ريمون دومينيك، ونجمه الكبير تيري هنري، وعن مشروعاته وأفكاره كرئيس للاتحاد الأوروبي لكرة القدم، وميشيل بلاتيني بحكم وضعه الجديد يعلم تمام العلم أنه يتحدث باسم 53 دولة أوروبية وليس فرنسا وحدها، ولهذا كان حريصا على ان يؤكد حياديته وسعيه الى مصلحة الدول الأعضاء في اتحاده، بل وميله أكثر الى مساعدة الدول الصغيرة· وكشف بلاتيني النقاب عن أن السبب الحقيقي الذي دفعه الى زيارة فرنسا وحضور مباراة اسكتلندا انما يرجع الى رغبته في مقابلة النجم تيري هنري الذي كان على بعد هدف واحد من الرقم القياسي لعدد الأهداف التي سجلها لاعب مع منتخب فرنسا، والمسجل باسم ميشيل بلاتيني (41 هدفاً)، بلاتيني كان يتصور أن هنري سيعادل رقمه أو يتجاوزه ولهذا كان حريصا على الحضور الى فرنسا للاحتفال بانجاز هنري لو كان قد تحقق، ولكن للأسف الشديد لم يتحقق لأن هنري لم يسجل في مباراة ايطاليا ولم يلعب مباراة اسكتلندا· وقال بلاتيني للصحيفة إنه من حيث المبدأ لا يشاهد بشكل منتظم مباريات منتخب فرنسا ويعلق على ذلك بقوله: عندما تكون فرنسيا ورئيسا لاتحاد الكرة الأوروبي في نفس الوقت فإن ذلك يجعلك موضع شبهة، صحيح أن ذلك لا يهمني ولكنني على أية حال لن أذهب لمشاهدة مباراة فرنسا مع منتخب جزر الفارو يوم 13 أكتوبر القادم· وعندما سألته الصحيفة عما يعجبه في تيري هنري، قال: صعب أن أتحدث في التفاصيل ولكنني أقول إنني سأكون سعيداً لو حطم رقمي القياسي لأنني أحب فيه ليس اللاعب فقط وإنما الإنسان وافضل أن يحطم هو رقمي القياسي وليس أي أحد آخر، واستطرد بلاتيني قائلا: هنري يذكرني بالنجم الهولندي الكبير كرويف الذي كان نجمي المفضل وهناك تشابه كبير بينهما وخاصة في الانطلاق بالكرة نحو مرمى المنافس· حماقة وبمنتهى الجرأة والوضوح قال بلاتيني انه بصفته رئيسا للاتحاد الأوروبي لا يثير قلقه على الاطلاق كون منتخب فرنسا يواجه موقفا خطيرا في التصفيات المؤهلة لكأس الأمم الأوروبية وعلق على ذلك قائلا: لأن فرنسا لو لم تتأهل، فسوف تتأهل بدلا منها ايطاليا او اسكتلندا وهذا سيان عندي، واضاف بلاتيني وهو يبتسم: صحيح أن فرنسا اسم كبير في عالم كرة القدم ولكني لا يمكن أن اقارنها بالايطاليين أو الاسكتلنديين الذين صوتوا لصالحي في انتخابات الاتحاد الأوروبي· وماذا عن ريمون دومينيك المديرالفني لمنتخب فرنسا والذي تعرض لعقوبة الايقاف مباراة واحدة بسبب الاتهامات التي وجهها للايطاليين؟ هكذا سألته الصحيفة، فقال بلاتيني: دومينيك أدلى بتصريح وعوقب عليه، فبادرته الصحيفة بقولها: أدلى بتصريح أم ارتكب حماقة؟ قال بلاتيني: دومينيك وجه اتهاما بأن الايطاليين اشتروا مباراة ولكنه لم يستطع اثبات ذلك ونحن كاتحاد أوروبي لا يمكن أن نتساهل أو نتسامح عندما يقول ذلك شخص مربي ومعلم· اختيار جيد وعندما سألت الصحيفة بلاتيني عن رأيه في دومينيك صراحة، قال: تلك هي شخصيته، فلقد لعبت ضده منذ ثلاثين عاماً وكان مثلما هو الآن تماما، واستطرد بلاتيني قائلا: عندما يقول اطفالك حماقة فإنك تضربهم على أصابعهم وهذا ما فعلناه معه، ضربناه على أصابعه وهذا كل شيء، وهكذا سيتعلم توخي الحذر والانتباه فيما يقوله بعد الآن، فيتعين عليه ان يعي معنى الكلمات· وعن رأيه في اختيار جيرار أولييه المدير الفني السابق لكل من ليون وليفربول مستشارا فنيا لاتحاد الكرة الفرنسي، قال بلاتيني: إنه اختيار جيد وسبق أن شغل هذا المنصب بنجاح خلال الفترة من 1990 الى ·1998 وفيما يتعلق بالتحكيم وتراجع مستواه في الآونة الأخيرة في المسابقات الأوروبية قال بلاتيني: الاستعانة بثلاثة حكام (حكم دائرة وحامل راية) في مباريات كرة القدم مسألة باتت قديمة وعفا عليها الزمن واذا كنا نريد فعلا النهوض بكرة القدم فعلينا أن نحسن أحوال الحكام ونزيد عددهم وسوف أسعى الى زيادة عدد حكام كل مباراة وسأناقش جوزيف بلاتر رئيس الاتحاد الدولي في هذا الأمر وأعتقد ان لي تأثيراً عليه كرئيس للاتحاد الأوروبي· وماذا عن الفيديو؟ هكذا سألته الصحيفة؟ فقال بلاتيني: أنا ضد الفيديو واذا كان الفيديو موجودا في التنس والرجبي فذلك لرؤية الكرة واذا ما كانت قد تجاوزت الخط أم لا، ومع ذلك فإن اللجنة التنفيذية للفيفا وافقت على اجراء تجارب بالنسبة للفيديو وهي محاولات ولكن صعبة، فايجاد الوسيلة الفنية المثلى أمر صعب ولا تنسَ ان شباك المرمى والعارضتين والقوائم تحجب الرؤية· معارضة فرنسية وعن مشروع اصلاح نظام دوري الابطال الاوروبي وتطوره واختلافه عن المشروع الذي كان قد طرحه في بداية انتخابه كرئيس للاتحاد الأوروبي، قال بلاتيني: اختلف قليلا عن المشروع المبدئي والذي كنت اتحدث عنه منذ اربع سنوات ولكنه ليس بالاختلاف الشاسع· وعندما سألته الصحيفة عما اذا كان قد استسلم لضغوط الدول الأوروبية الكبرى، قال بلاتيني: أنا لم استسلم طالما اننا لم نقرر شيئا بعد، وعلى أية حال فإن الدول الكبرى ايطاليا واسبانيا وانجلترا تؤيدني، والمانيا لم تدل برأيها بعد، وليس هناك ضدي من الدول الكبرى سوى فرنسا، وعلق بلاتيني على ذلك قائلا: فرنسا تعارض ولكنني رئيس لـ53 دولة ومن الضروري ان افكر في الجميع، واذا كان البعض يقول إن النظام الجديد سيضعف مستوى المسابقات الأوروبية فإنني أتساءل: ماذا نفعل اذن لكي نطور الكرة في البلدان الأخرى؟ اذا كنا نريد رفع المستوى فعلينا ان نضع ثمانية فرق انجليزية ومثلها اسبانية ومثلها ايطالية، وعلى الآخرين ان يموتوا وينفجروا ودوري كرئيس اتحاد أوروبي ليس زيادة ثراء الأندية الكبرى وانما رفع مستوى كرة القدم وتطويرها وتوسيع قاعدتها·