الثلاثاء 16 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الترفيه

العاصفة مرت من هنا يروي مقاومة عرفات في فلسطين

22 سبتمبر 2007 00:17
احتشد عشرات المسؤولين والمثقفين الفلسطينيين أمس الأول في قاعة سينما القصبة برام الله لمشاهدة الفيلم الوثائقي الجديد ''العاصفة مرت من هنا'' الذي يروي قصة دخول الرئيس الراحل ياسر عرفات سرا الى الضفة الغربية عام 1967 لتشكيل نواة المقاومة المسلحة ضد اسرائيل· واستند مخرج الفيلم الشاب الفلسطيني طارق يخلف في تجميع مادته إلى رفاق عرفات الذين شاركوه في عملية الدخول سرية إلى الأراضي الفلسطينية والذين تمت محاكمتهم أمام المحاكم الإسرائيلية على العمليات العسكرية التي نفذوها في أواخر الستينات· ويقول المخرج إنه أمضى عاما كاملا في تصوير الفيلم، حيث صور 90 ساعة واختار منها 84 دقيقة هي مدة الفيلم· ويظهر الرئيس الفلسطيني الحالي محمود عباس في الفيلم وهو يروي الحالة السياسية في العام 1967 بعد ان احتلت اسرائيل القدس الشرقية والضفة الغربية وغزة، الأمر الذي دفع عرفات للدخول الى الأراضي الفلسطينية لتفعيل العمل المسلح من الداخل· ويروي الفيلم شهادات عن عرفات حينما دخل مع مجموعة من الفدائيين في جيب عسكري صغيرة صيف 1967 عن طريق الحدود الاردنية، حيث وصل الى قرية تياسير ومن ثم الى بلدة طوباس شمال الضفة الغربية قبل أن يصل الى بلدة قباطية ويمكث فيها· وحسب ما يرويه الفيلم، فإن بلدة قباطية كانت المحطة الأولى التي شكل فيها عرفات قاعدة عسكرية لحركة فتح ضمت 200 عنصر مسلحين بأسلحة خفيفة· ومن الشهود الذين عرضهم الفيلم عبد الحميد القدسي وعبد العزيز شاهين الذي عمل وزيرا سابقا، وكانا مع عرفات في الجيب العسكري عند الدخول الى الأراضي الفلسطينية· وبعد أيام من الوصول الى قباطية، بايع أهالي البلدة عرفات على السير معه في العمل ضد الاحتلال الاسرائيلي، وانتقل عرفات الذي انتحل حينها اسم '' أبو محمد'' الى مدينة نابلس حيث تمركز ومن معه في البلدة القديمة التي لا تزال تشهد لغاية الآن مواجهات بين الجيش الاسرائيلي والناشطين الفلسطينيين· ويروي الفيلم كيف أن عرفات، حينما تمركز في نابلس، أصدر أمرا لأحد رفاقه بقتل فلسطيني كان معروفا لدى أهالي المدينة بأنه متعاون مع اسرائيل، حيث تضمن الفيلم رواية أحد الذين شاركوا في تنفيذ عميلية القتل داخل مقهى· وحسب ما يرويه الفيلم فإن عرفات وخلال تمركزه في مدينة نابلس، قام بتقسيم الاراضي الفلسطينية الى مناطق عسكرية ووزع رفاقه الذين دخلوا معه لقيادة هذه المناطق، وبشكل سري· كما يروي رفاق عرفات في الفيلم أنه قام بنفسه هو وشخص ثان بتفجير مخزن أسلحة، حيث استمر هذا المخزن بالانفجار على مدار أسبوع كامل· ويسرد الفيلم كيف ان عرفات كان يتنقل بين المدن الفلسطينية بشكل سري وحمل معه العديد من الوثائق والهويات المختلفة، إلى ان وصل مدينة رام الله بهدف تشكيل خلايا مسلحة في مدينة القدس· ويروي الفيلم شهادة فاطمة البرناوي التي كانت أحد أفراد خلية حاولت تفجير سينما اسرائيلي في مدينة القدس، لكن القنبلة تم اكتشافها وتم تفجيرها بعيدا عن دار السينما واعتقلت البرناوي وأعضاء خليتها من قبل اسرائيل· وحسب شهادات الذين كانوا يشاركون عرفات في عمله العسكري في الاراضي الفلسطينية فإن الاسلحة التي كانت تأتي للخلايا المسلحة كانت تمر عن طريق الاردن وعن طريق الجولان السوري الذي ما زالت اسرائيل تحتل جزءا منه· ويعرض الفيلم مقتطفات من الصحف الاسرائيلية التي تحدثت حينها عن خطورة العمليات العسكرية والتي كانت الخلايا التي شكلها عرفات تنفذها ضد أهداف إسرائيلية بالتعاون مع تنظيمات قومية كانت أصلا موجودة أواخر الستينات· ويقول عبد الحميد القدسي الذي تم اعتقاله من قبل الجيش الاسرائيلي في تلك الفترة ان اسرائيل بدأت تلاحق عرفات وتبحث عنه في أواخر الستينات، لدرجة ان المحققين سألوا القدسي عن رسم لعرفات تم تجميعه من خلال شهود عيان، عن هوية هذا الشخص· وبعد شعور عرفات بشراسة الملاحقة له، قرر مغادرة الاراضي الفلسطينية حيث صعد في شاحنة لنقل الاحجار من بيت فجار واختبأ بين الحجارة، وتمكن من الوصول الى منطقة الكرامة في الاردن ليبدأ بتجنيد خلايا مسلحة من جديد·
المصدر: رام الله
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©