السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

قضايا التعليم 3-3

قضايا التعليم 3-3
22 سبتمبر 2007 00:20
المهم أن ندرك أن التعليم مشروع وطني يحظى بخطة تعليمية لها أبعادها التاريخية والأيدلوجية الاجتماعية، وبكل دول العالم دائما تستند الخطط التعليمية إلى معطيات مؤثرة في الحراك التعليمي، فتستنبط من المحيط المتصل بذلك الحراك، فتقوم على تلك المبادئ ثم تنتهج ما من شأنه إن يغذى بالمستجد من وسائل تعليمية عالمية ورؤى ذات تجارب رصينة! فلا يمكن إن تنأى الخطة التعليمية العالمية عن مسار الوقت المحدد والزمان والمكان، كما تعتمد الخطة على عينة بعينها من الطلبة والطالبات، وإلا أصبحت العملية محض تجارب عشوائية لا أكثر!! كما تعتمد على التهيئة النفسية ودراسة متقنة لإدراك مدى النجاح الذي سيتحقق من وراء تطبيق الخطة التعليمية التي يراد تطبيقها!! وإذا كانت هذه المعايير والأسس الخاضعة لأي خطة تعليمية، فلماذا لا تستشفها وزارة التربية أو تدركها على المدى القصير، بل نشعر بالمتغيرات التي تطرأ بين الفينة والأخرى، بل إن العام الدراسي عبارة عن خطط تنم عن أهواء خاصة أحيانا أو قرارات ارتجالية ليس إلا، لتصحيح لمسار أو تهذيب ما هو مستطاع، وهذا ليس بالجُرم المبين إذا كانت هناك خطط قادمة لا يستوعبها الوقت· لإدراكها إذن على الوزارة أن تحدد على الملأ خططها ورؤيتها من قبل بدء العام الدراسي، وهذا الذي لم يحدث بالآونة الأخيرة، مما أصبح الوضع أكثر تعقيدا من قبل!! والأهم أيضا إن ندرك كمجتمع، من المناط إليه بالحركة التعليمية؟، هل وزارة التربية، مجالس التعليم في كل إمارة، أم المناطق التعليمية التي فقدت بريقها وكأنها بدأت مكاتب تنسيق ما بين الوزارة والمجالس التعليمية!! اذن هناك تفرع إداري وتشتت، بينما القضية التعليمية لا يمكن إن تستند في كل بقاع العالم إلا إلى مصدر إداري واحد قادر على وضع الخطط والضوابط والإشراف التام على الحراك التعليمي والمتمثل في جهاز وزارة التربية التي من شأنها إن تصبح أكثر دقة في اتخاذ الخطط العامة!! فمن مظاهر العيوب الإدارية حين يتخلى السلك الإداري عن الشخصيات التعليمية القيادية وأخذ بمنهج التغيير من اجل التغيير أو توابع لا نعرف لها مبررا !! وهذا أكثر تأثيرا على عملية الحراك التعليمي، فمن خلال الرؤية العامة لا نجد جيلا قياديا تربويا قادرا على تقديم نفسه كانطلاقة تربوية مواطنة تحاط بالمنهجية وتغذى بالدورات وبالمعرفة، حتى تستطيع أن تضع الخطط وفق المعايير المدروسة!! لكن، فكم من الشخصيات التربوية ذات الخبرة و التي برزت على مستوى رفيع وما لبثت حتى اندثر وهجها بسبب عدم الحرص على الثروة الإدارية!! اذن أمام هذه المعطيات ذات الصلة بقضايا التعليم لابد من العمل الجاد والمخلص على نحو إقامة مؤتمر عام للتعليم لإدراك ما يمكن وما هذه القضايا إلا نقطة ببحر فما خفي أعظم، فلا يمكن إن نشرع عن بعد وهناك من هم على قرب وباستطاعتهم وضع اليد على الجرح!!! amarat_h@hotmail.com
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©