الفلاسي: مد جسور التعاون مع الأشقاء لتعزيز التراث العربي

شهد سعادة الدكتور ''رستم الزعبي'' سفير الجمهورية العربية السورية لدى الدولة وسعادة ''عتيق قنون الفلاسي'' رئيس اللجنة العليا المنظمة لمهرجان رمضان الثاني مساعد المدير العام للأنشطة وجمهور غفير مساء أمس الأول في مسرح أبوظبي بجوار القرية التراثية بكاسر الأمواج ليلة دمشقية استثنائية روحانية من التراث العربي الإسلامي قدمتها ''رابطة المنشدين بدمشق'' التي أسسها الشيخ ''حمزة شكور'' عام ،1974 وتعد من الفرق العالمية المميزة ببرنامجها التراثي الصوفي النابع من مسجد بني أمية الكبير بدمشق وتتمتع بسمعة طيبة على المستوى المحلي والعربي والعالمي نظراً لنجاحها في إحياء أحد الجوانب المهمة في الموروث الشعبي· وقد ثمَّن سعادة السفير السوري لفتة وتوجيهات سمو الشيخ سلطان بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء رئيس نادي تراث الإمارات باستقدام الفرقة وتقديمها لجمهور عربي شقيق مما يعكس صورة مشرقة من صور تدعيم التواصل بين الشعبين الشقيقين وإتاحة الفرصة للتعرف على بعض وجوه الفن السوري الأصيل· وثمَّن سعادته جهود سموه في حماية التراث وصيانة الهوية الوطنية وتعزيز التواصل الثقافي والتراثي العربي من خلال صرح مثالي وهو نادي تراث الإمارات الذي أصبح ملتقى للثقافة العربية والعالمية ونشر التراث الوطني والإنساني وقال: ''إن توجيهات سمو رئيس النادي ورعايته للأنشطة الثقافية والتراثية الكبيرة وتشجيع الإبداع العربي إنما يشكل الحافز للمبدعين بكافة أنواع وأشكال وفروع الثقافة على التواصل مع المبدعين في الإمارات البلد المعطاء ضمن ثوابت نابعة من توجيهات سديدة للقيادة الرشيدة، وأن مشاركة الفرقة في هذا المهرجان إنما تعكس صورة طيبة عن التواصل الإنساني بين شعبي سوريا والإمارات لاسيما في شهر رمضان الفضيل وهو عنوان للمحبة والسلام والتضامن العربي والإسلامي والموحد لجهود الشعوب في تقديسها لفضائل الشهر الكريم· وثمَّن سعادة السفير السوري جهود نادي تراث الإمارات وجهود رئيس اللجنة العليا المنظمة للمهرجان في إحياء شهر رمضان ببرنامج ذي مستوى عال وراق ويحمل في جنباته نفحات روحانية أصيلة ومتوازنة تحمل خطاباً يتمتع بالشفافية ومد الجذور إلى عمق الحضارة العربية متأملاً أن تكون هذه هي البداية للتواصل الثقافي بين البلدين الشقيقين وإقامة أسبوع ثقافي سوري في الإمارات خصوصاً في العاصمة أبوظبي خلال الربع الأول من العام المقبل بالتعاون مع النادي ووزارة الثقافة ويشتمل على مجالات فنية وثقافية وتراثية عديدة من موسيقى وغناء وتصوير وتشكيل وشعر وفنون معمارية وغيرها· وعلى الصعيد الرسمي فقد وجه سعادته الدعوة إلى إدارة النادي لزيارة سوريا في إطار الاهتمام بعرض أوجه التراث الإماراتي للشعب السوري الذي تربطه علاقات متينة من المحبة مع الشعب الإماراتي الشقيق· مثنياً على نجاح المهرجان والحضور الجماهيري الكبير لبرنامجه المتنوع والحافل بالفعاليات الدينية والثقافية بما يحقق أجواء إنسانية وروحانية تستحق الاهتمام والتقدير· من جانبه رحب سعادة ''عتيق قنون الفلاسي'' رئيس اللجنة العليا المنظمة للمهرجان بتلبية السفير السوري لدعوة النادي لحضور هذه الاحتفالية الكبيرة التي وجه سمو رئيس النادي بإقامتها ضمن فعاليات المهرجان لتكون فرصة للتواصل مع الأشقاء والمبدعين العرب، مرحباً في ذات الوقت بتواصل التعاون وتبادل الخبرات في مجالات التراث والثقافة وتعزيز المشهد الإبداعي بين الشعبين الشقيقين، مشيداً بعرض الفرقة الاحتفالي الذي قدمت من خلاله رسالة التراث العربي الأصيل في ثوب فني محبب إلى النفس· وقال سعادته: إن الاهتمام بالتراث العربي والمبدعين العرب هو جزء من اهتمامنا وجزء مهم من توجهات سمو رئيس النادي ومشروعه الكبير في تعزيز ثقافة الإسلام ومد جسور التعــاون والمحبة بين الأشقاء للمحافظة على الهوية العربية وإحياء مخزونها الفكري والموروث الشعبي في نفوس الأجيال الجديدة· من جهته أعرب الشيخ ''حمزة شكور'' مؤسس الفرقة عن سعادته بتقــــديم رســالة رابطة المنشدين بدمشق إلى الشعب الإماراتي في إطار فني محبب إلى النفس، مشيداً بجهود واهتمام ادارة النـــادي بإتاحـــة الفرصة للفرقة للمشاركة في نقل صورة طيبة من صور الفن الإسلامي إلى شعب ذواق ورفيع المستوى في تقدير الإبداع الأصيل· برنامج حافل كان ''محمد حسن المرزوقي'' رئيس قسم العلاقات العامة في النادي قد استهل برنامج الفرقة بكلمة ترحيبية أشاد فيها بتميز فرقة حمزة شكور في تقديم لمحات طيبة وأناشيد في حب الرسول ''صلى الله عليه وسلم'' في ثوب رشيق يتناغم مع متطلبات العصر مما جعلها من الفرق الدولية ذات الخصوصية في تقديم إبداعها في الكثير من المهرجانات العالمية والعربية· وفي هذا السياق قدمت الفرقة بمشاركة ''الفرقة المولوية'' لوحات رائعة من الرقص المولوي المتدفق مع فقرات من الأداء الديني الصوفي حيث ابتدأت عرضها بتقديم الأذان الأموي الشهير من رحاب جامع بني أمية الكبير بدمشق وهو آذان قديم يمتد عمره إلى مئات السنين، وتلا ذلك أغان إنشادية منها: مدد يا رسول الله وطلع البدر علينا وصلوا على النبي ومولاي صلي وسلم دائماً على حبيبك خير الخلق كلهم، بالاضافة إلى أداء مقطوعات منفردة على آلات العود والرق والناي والقانون وابتهالات دينية وموشحات وأدوار من أهمها: نوح الحمام على الغصون شجاني ويا شادي الألحام وأحن شوقاً وغيرها من اللوحات التي جذبت إليها الجمهور في ليلة دمشقية استثنائية استمرت لأكثر من ساعتين وتميزت بأداء جماعي مفعم بالحيوية والتفاعل مع الروحانيات والأجواء الصوفية وأداء منفرد للشيخ حمزة شكور صاحب الصوت الجهوري الذي وصفه النقاد بأنه أحد أجمل الأصوات التي ظهرت في الوطن العربي في أداء الأناشيد الدينية والصوفية· محاضرة يلقي الدكتور فاروق حمادة من ضيوف صاحب السمو رئيس الدولة لإحياء ليالي رمضان اليوم السبت محاضرة دينية في القرية التراثية·