اسطوانات غاز المطاعم بين البنايات تثير مخاوف السكان

دعا مواطنون ومقيمون إلى ضرورة فرض مزيد من الرقابة على استخدام المطاعم ومحلات الحلويات المنتشرة في الأحياء السكنية لإسطوانات الغاز والتي تتوزع بين ممرات البنايات السكنية والتجارية، محذرين من الأخطار التي قد تقع في حال عدم الالتزام باشتراطات السلامة العامة والوقاية التي تفرضها الجهات ذات العلاقة· وطالبوا بضرورة اتخاذ حزمة من الإجراءات الوقائية التي يمكن أن تمنع الخطر قبل وقوعه، مؤكدين أن الإجراءات والشروط التي حددتها أجهزة الدفاع المدني كفيلة بتحقيق الوقاية والسلامة إذا ما تم الالتزام بها والتعامل معها من قبل العاملين بتلك المحلات بكل جدية ومسؤولية· واللافت أن كثيراً من المطاعم تعمد إلى وضع تلك الإسطوانات العملاقة خارج المحلات وفي الممرات الضيقة بين البنايات وملقاة على الأرض دون استخدام السياج المعدني لحمايتها من العبث، بيد أن أغلبية المطاعم بتصنيفاتها المختلفة تكون في بنايات سكنية وتجارية ومناطق حيوية مكتظة بالمارة والسكان· اشتراطات الدفاع المدني واضحة ومحددة، وتهدف في مجملها إلى إحكام السيطرة على الاستخدام الدائم لإسطوانات الغاز، فهناك شروط وشروط تحدد مستلزمات السلامة في عملية نقل وتداول واستخدام تلك الإسطوانات، وتحديد موقع منعزل للتزود بالغاز تحت الإشراف المباشر للدفاع المدني· وانتقد ناصر السعود والذي يسكن هو وأسرته بجوار أحد المطابخ الشعبية، استهتار أصحاب مطاعم في مناطق مختلفة من أبوظبي تستخدم إسطوانات غاز عملاقة تكون أحياناً ممددة على الأرض بين ممرات البنايات المتقاربة الأمر الذي يثير فزع المارة والسكان من جهة وينذر بأخطار كارثية من جهة أخرى، وحذر من خطورة عدم الالتزام بشروط السلامة العامة فالقضية خطيرة ولا يمكن التساهل معها ويجب محاسبة كل مستهتر بأشد العقوبات، مشدداً على ضرورة تكثيف الجهات ذات العلاقة لجولاتها التفتيشية على تلك المطاعم التي لا تكاد تخلو بناية سكنية في المناطق الشعبية من واحدة منها· أما المهندسة سلام يوسف الإبراهيم وهي أم لثلاثة أطفال فقد اعتبرت أن إسطوانات الغاز العملاقة التي تتوزع بين البنايات أمر يثير الفزع والخوف بمجرد المرور بجانبها، وقالت إن معظم المطاعم في أبوظبي خصوصاً الشعبية منها ترتكز في عملها على الأفران وعدد كبير من إسطوانات الغاز، داعية إلى تشديد العقوبات بحق المخالفين وإغلاق الأماكن المخالفة واتخاذ كافة الإجراءات الوقائية الحازمة بحقهم· ويؤكد وليد عبده ويعمل في أحد المطاعم المتوسطة أن غالبية المطاعم تلتزم باشتراطات السلامة العامة وإجراءات الدفاع المدني المطلوبة، مشيراً إلى أن كافة المطاعم وبمختلف تصنيفاتها تخضع لجولات تفتيشية من قبل فرق السلامة والوقاية في الدفاع المدني، بهدف التأكد من الالتزام الكامل بتلك الاشتراطات· ولفت إلى أن التعليمات واضحة محددة إذ يتوجب على كل مطعم توفير صندوق معدني يوضع خارج المطعم ليحمي إسطوانات الغاز من العبث والتلف، مشيراً إلى تزويد توصيلات الغاز بمحابس لمنع تدفق الغاز عند اللزوم إلى جانب حفظ إسطوانات الغاز المستخدمة في مكان مناسب بعيداً عن المواد السهلة الاحتراق أو أي مصادر حرارية· ومن جهته أكد النقيب جمال الجعيدي رئيس قسم العلاقات العامة والتوجيه المعنوي بالإدارة العامة للدفاع المدني أن تعليمات الدفاع المدني التي إذا ما تم الالتزام بها فإنها توفر قدراً كبيراً من شروط السلامة العامة مؤكداً وجوب أن توضع أنابيب الغاز خارج المطاعم مع إحاطتها بسور شبكي وأن تكون توصيلات الغاز من النحاس مع توفير قاطع للغاز أوتوماتيكي معتمد من الدفاع المدني، إلى جانب عمل مدخنة فوق أسطح المطاعم على أن تكون مقاومة للحريق، وأن لا يقل ارتفاعها عن 1,5 متر· وقال النقيب الجعيدي إن إلقاء اسطوانات الغاز بين الممرات الجانبية للبنايات هو أمر ممنوع قانونياً بالأساس، فتعرض الإسطوانة لأشعة الشمس مباشرة يؤدي إلى مخاطر كثيرة لا تحمد عقباها، لافتاً إلى أهمية الالتزام باستخدام الصناديق المعدنية لحماية اسطوانات الغاز الخارجية، معتبراً أن اشتراط وجود الاسطوانات خارج المطاعم في تلك الصناديق هو أجراء وقائي بحت، ففي حال تسرب الغاز من الإسطوانة فانه يكون في الهواء الطلق وتأثيراته أقل بكثير من تسربه داخل المطعم الذي قد يؤدي إلى اشتعال وانفجار المطعم بأكمله· وتشدد تعليمات الدفاع المدني على ضرورة عدم تخزين إسطوانات غاز احتياطية داخل المطابخ، وعدم وضع اسطوانات الغاز قرب المخارج أو في الممرات، إضافة إلى عدم إضافة أية تعديلات أو إجراءات دون الرجوع إلى الدفاع المدني وذلك لتحديد الشروط الوقائية المطلوبة· وتقضي التعليمات أيضاً بإلزامية توفير مطفأة حريق وبطانية إنقاذ من الحريق في كل مطعم، وكذلك تغليف جدران المطاعم بعوازل حرارية، فضلاً عن عزل التوصيلات الكهربائية وعدم تحميل المآخذ أكثر من طاقتها، وعزل الأفران بعوازل حرارية، وضرورة توفير صناديق للإسعافات الأولية في كل مطعم، إضافة إلى تركيب مراوح شفط الدخان المقاومة للحريق· استفادة من القطرة الأخيرة قال النقيب جمال الجعيدي إن دحرجة اسطوانات الغاز وإلقاءها على الأرض خارج الصندوق المعدني، يعود أحياناً إلى تطلع أصحاب بعض المطاعم إلى تحقيق أكبر استفادة من نسبة الغاز الموجودة في الإسطوانة· جولات وعقوبات أكد رئيس قسم العلاقات العامة والتوجيه المعنوي بالإدارة العامة للدفاع المدني أن الرقابة التي تقوم بها أجهزة الدفاع المدني هي رقابة دورية ومكثفة إلى جانب ما تقوم به أقسام الوقاية والسلامة من برامج التفتيش المفاجئة على كافة المطاعم والمطابخ الشعبية، وفي حال وجودت المخالفة فإنه يكون هناك بداية الإنذار والمخالفة وصولاً إلى تحويل المخالف للنيابة العامة·