الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

الطفل المتوحد لا يشفى لكن يمكن تعديل سلوكه ودمجه اجتماعياً

الطفل المتوحد لا يشفى لكن يمكن تعديل سلوكه ودمجه اجتماعياً
18 ابريل 2009 01:39
كانت امل تحلم بان يصبح عمرو مهندساً، كان طفلاً جميلاً وذكياً بدأ بالسير واللعب وحفظ الكلمات وكانت تعده لدخول المدرسة• وصل الى عمر السنتين ونصف وبدأت حالته بالتراجع شيئاً وشيئاً وبدأ يفقد القدرة على النطق والكلام واضحى انعزالياً وعنيفاً• حملته الى الأطباء وهناك تلقت الصدمة ''ابنك لن يتمكن من دخول المدرسة فهو متوحد''• ويعتبر التوحد من الإعاقات الصعبة التي تعرف علمياً بانها خلل وظيفي في المخ• لكن لم يصل العلماء حتى الآن لمعرفة اسبابه، ويظهر التوحد خلال السنوات الأولى من عمر الطفل يعاني خلالها من تأخر في النمو الإجتماعي والإدراكي مع الآخرين• ويكون الطفل المتوحد طبيعياً عند الولادة وليس لديه اي اعاقة جسدية او خلقية، وتبدأ المشكلة بملاحظة الضعف في التواصل لدى الطفل، ثم يتجدد لاحقاً بعدم القدرة على تكون العلاقات الإجتماعية وميله للعزلة مع ظهور مشاكل في اللغة ومحدودية في فهم الأفكار• ويصيب التوحد طفل من كل 1000 وهو يصيب الذكور اكثر من الإناث بنسبة 1/•4 وتقول أمل،''صدمت وسالت حينها ما هو التوحد• فمنذ 18 عاماً لم يكن هذا المرض معروفاً''• لكن اليوم اضحى ''التوحد'' معروفاً، وخصصت الجمعية العامة للأمم المتحدة في نهاية العام 2007 يوم 4 آبريل يوما عالميا للتوحد• وباشر العالم بالإحتفال بهذا اليوم ولمدة شهر منذ العام الفائت اي •2008 ويهدف هذا اليوم الى التحذير والتعريف بالتوحد وصفاته• فالطفل المتوحد قد لا يحب الحضن ولا الحمل وهو صغير، ولا يتجاوب مع الأم او الإبتسامات او المناغاة• وتقول احدى الأمهات: ''عندما كان يرضع طفلي مني كنت اظن انه اعمى، فهو لا ينظر الي ولا الى من حوله، ويحدق في السماء معظم الوقت''• وتختلف كل حالة عن اخرى، فليس هناك قاعدة للجميع، لكن اغلبهم يشتركون بالقصور في ثلاث مناطق تطورية بالنسبة للطفل وهي القدرة على التواصل، وتكوين العلاقات الإجتماعية، والتعلم من خلال اكتشاف البيئة من حوله كطفل طبيعي• بعض المتوحدين لديهم حركات استثارة داخلية كالرفرفة باليد او التحديق في الأصابع وهي تتحرك لساعات طويلة• وتستمر معاناة الأهل لسنوات طويلة وتقول احدى الإمهات: ''اشعر كاني فقدت الرغبة بالضحك او الإحساس بالسعادة لاي شيء سيحدث في حياتي مرة اخرى''• لا يشفى الطفل المتوحد، لكن افضل ما يتفق عليه الجميع الآن هو التدريب التعليمي المنظم باستخدام وسائل التعليم الخاص بالتوحد مع وضع خطط مناسبة لتعديل السلوك ومتابعتها واشغال وقت الطفل بنشاطات محببة الى نفسه وسنه وشخصيته• وتعمل هذه الوسائل على تعليم الطفل الإعتماد والثقة بنفسه مع التركيز على مهارات التواصل لدى كل متوحد حسب مستواه• وتقول امل، ''عندما عدت من الولايات المتحدة حملت معي عدة برامج تعليمية للمتوحدين• ترجمها زوجي وبدأت بتطبيقها على طفلي• وتحديت العالم به، تحديت نظرتهم التي كانت تقتلني الى ان توصلت الى دمجه في المدرسة وهو الآن في الصف الثاني الإعدادي''• وتضيف، ''افتتحت مركز الإمارات للتوحد لمساعدة باقي الأطفال ودمجهم في المدارس والمجتمع• ويضم المركز الآن 45 طالبا 55% منهم مواطنين• ياخذ الأطفال دروسا مع الأساتذة داخل المركز كما يذهبون للمدارس جزئياً برفقة اساتذتهم في المركز''
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©