الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

خطباء الجمعة يدعون إلى معاملة الأطفال بالرحمة والرفق واللين

18 ابريل 2009 01:40
دعا خطباء الجمعة في مساجد الدولة أمس إلى معاملة الأطفال بالرحمة والرفق واللين؛ لأنها السبيل الأمثل لبناء أسرة مترابطة قوية ومجتمع يسوده الحب والوئام• وبيّن الخطباء أن ديننا الحنيف دعا إلى الرحمة بالأطفال في قول الله تعالى ''كتب ربكم على نفسه الرحمة''، وفي قول رسوله الكريم محمد ''صلى الله عليه وسلم'': ''ما كان الرفق في شيء قط إلا زانه، ولا عزل عن شيء إلا شانه''• وأكد الخطباء أن الرحمة هي السمة الغالبة للإنسان في تعامله مع الخلق، وبها يستحق رحمة الخالق، حيث قال رسول الله ''صلى الله عليه وسلم'': ''الراحمون يرحمهم الرحمن، ارحموا أهل الأرض يرحمكم من فى السماء''، مشددين على أن الأطفال الصغار هم أولى الناس بالرحمة ''فهم بأمس الحاجة إلى كنف رحيم ورعاية حانية وبشاشة سمحة وود يسعهم وحلم يراعي ضعفهم، إنهم بحاجة إلى قلب كبير، يرحمهم ويحسن إليهم، ويرفق بهم ويعطف عليهم''، وقد قال ''صلى الله عليه وسلم'': ''ليس منا من لم يرحم صغيرنا''• وقال أئمة المساجد في الخطبة الموحدة إن رسول الله ''صلى الله عليه وسلم'' كان الأسوة الحسنة والمثل الأعلى في معاملة الصغار بالرحمة والشفقة والرفق واللين، فعن أنس بن مالك ''رضي الله عنه'' قال: ما رأيت أحدا كان أرحم بالعيال من رسول الله ''صلى الله عليه وسلم''• وكان ''صلى الله عليه وسلم'' يرحم الأطفال ويراعي أحوالهم حتى وإن كان في صلاة، فعن شداد بن الهادي ''رضي الله عنه'' قال: خرج علينا رسول الله ''صلى الله عليه وسلم'' فى إحدى صلاتي العشاء وهو حامل الحسن أو الحسين، فتقدم رسول الله ''صلى الله عليه وسلم'' فوضعه ثم كبر للصلاة فصلى فسجد بين ظهراني صلاته سجدة أطالها••• فلما قضى رسول الله ''صلى الله عليه وسلم'' الصلاة قال الناس: يا رسول الله إنك سجدت بين ظهراني صلاتك سجدة أطلتها حتى ظننا أنه قد حدث أمر، أو أنه يوحى إليك• قال ''كل ذلك لم يكن، ولكن ابني ارتحلني فكرهت أن أعجله حتى يقضي حاجته''• وأضافوا: كان ''صلى الله عليه وسلم'' يقطع الخطبة وينزل من منبره رحمة بالأطفال، فعن بريدة بن الحصيبِ ''رضي الله عنه'' قال: خطبنا رسول الله ''صلى الله عليه وسلم'' فأقبل الحسن والحسين ''رضي الله عنهما'' عليهما قميصان أحمران يعثران ويقومان، فنزل فأخذهما فصعد بهما المنبر، ثم قال ''صدق الله (إنما أموالكم وأولادكم فتنة) رأيت هذين فلم أصبر''• ثم أخذ في الخطبة• وأوضح الخطباء أن هذه الرحمة لم تكن خاصة بأهل بيته بل بكل الأطفال عامة، قال رسول الله ''صلى الله عليه وسلم'': ''إني لأقوم في الصلاة أريد أن أطول فيها، فأسمع بكاء الصبي، فأتجوز في صلاتي كراهية أن أشق على أمه''• وكان ''صلى الله عليه وسلم'' يلاطف الأطفال، فعن جابر بن سمرة ''رضي الله عنه'' قال: صليت مع رسول الله ''صلى الله عليه وسلم'' الصلاة الأولى ثم خرج إلى أهله وخرجت معه، فاستقبله وِلدان فجعل يمسح خدي أحدهم واحدا واحدا، وأما أنا فمسح خدي فوجدت ليده بردا أو ريحا كأنما أخرجها من جؤنة عطار• ولفت الخطباء إلى أن رسول الله ''صلى الله عليه وسلم'' عدَّ عدم تقبيل الأطفال أو رحمتهم من علامات الجفاء والشقاء، فعن السيدة عائشة ''رضي الله عنها'' قالت: جاء أعرابي إلى النبي ''صلى الله عليه وسلم'' فقال: تقبلون الصبيان؟ فما نقبلهم• فقال النبي ''صلى الله عليه وسلم'': ''أو أملك لك أن نزع الله من قلبك الرحمة''• وقال ''صلى الله عليه وسلم'': ''لا تنزع الرحمة إلا من شقي''• وأشاروا إلى أن الخليفة عمر بن الخطاب ''رضي الله عنه'' بيَّن أن من لا يرحم الصغار لا يصلح أن يتولى أمور الناس وشؤونهم، لأنه سيعاملهم بقسوة وجفاء، فعن أبي عثمان النهدي قال: استعمل عمر بن الخطاب ''رضي الله عنه'' رجلا من بني أسد على عمل، فجاء يأخذ عهده• قال: فأتى عمر ''رضي الله عنه'' ببعض ولده فقبله قال: أتقبل هذا؟ ما قبلت ولدا قط• فقال عمر: فأنت بالناس أقل رحمة، هات عهدنا، لا تعمل لي عملا أبدا• وشدد الخطباء على الرحمة في تربية الأطفال ومعاملتهم بالرفق واللين مطلوبة، لأن أسلوب التربية بالرحمة والملاطفة أسلم وأقوم وأنجح وأشد تأثيرا في نفس الطفل الصغير، فالقلوب جبلت على حب من أحسن إليها، وأما منهج العنف والقسوة والغلظة فهو دخيل على ديننا وأخلاقنا ومجتمعنا• وختم الخطباء بالقول: هذه صور مشرقة لرحمة الكبار بالصغار، ومع كل هذا فإن وسائل الإعلام تطالعنا بين حين وآخر بقصص مؤسفة عن قسوة الكبار على الصغار بلا مبرر يعرف أو ذنب يقترف، وهذا مخالف لتعاليم ديننا الحنيف وللفطرة الإنسانية السوية، ومناف لتراثنا وأعراف مجتمعنا المتراحم الذي يعيش أفراده كأسرة واحدة مترابطة، الكبير فيها يرحم الصغير، وينعم الكل فيها برغد العيش ويهنأون بالأمن والأمان في ظل قيادة رشيدة رحيمة عادلة
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©