الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

أدَّبني أدبـاً

22 سبتمبر 2007 21:29
ترجل من سيارته وسط الشارع والإشارة لا تزال حمراء، ثم تقدم نحوي طالباً مني إنزال زجاج نافذة السيارة، كان منظره يوحي بأنه يضمر شراً، كل السائقين الذين شاهدوه يمشي وسط الشارع ظنوا بأنه سيقضي عليّ في هذا اليوم لا محالة، وفي أحسن الأحوال ربما أخرج بإصابات وعاهات مستديمة· كادت تسقط زخات من دموعي على عيني لولا أني تمكنت من السيطرة على مشاعري، لِمَ لا وهذا الرجل يكاد بلهجته الغاضبة أن ينتزعني انتزاعاً من السيارة، لم أعرف ما الذي يقوله، ولم أفهم كلمة واحدة منه سوى غضبه الشديد، كان يصرخ بشدة وأنا في عالم آخر، كنت أتخيَّل ما يمكن أن يفعله بي إن وقعت في قبضته، مع طوله الفارع وجسمه الضخم يمكن أن يجعلني أسياخاً من الكباب والتكة بالروب· استمر في التهديد والوعيد وأنا أحرك رأسي يمنة ويسرةً حتى كاد العقال أن يسقط من على رأسي، كان يصرخ ويشير إلى ثيابه قائلاً: سأرى ما يمكن أن تفعله بي!، بحثت حينها عن النياشين العسكرية والرتب الموجودة متوقعاً أن يكون قائداً عسكرياً، فالشخص الذي ينزل وسط الشارع ليهدد بهذه الطريقة لابد أن يكون كذلك (كما يعتقد البعض ) ولو أني أنفي عن العسكريين مثل هذا الخلق ، مع هذا لم أجد أي رتبة لها محل من الإعراب تكفل له أن يفعل بي ما فعله· تخيلوا لقد اشتغل اللون الأحمر والأخضر مرتين ولم ينته من تهديده ووعيده، ولم أتنفس الصعداء إلا بعدما هدأت ثورته وتوجه إلى سيارته، حينها شكرت الله كثيراً أنه لم يكن يحمل معه مسدساً لأن القراء كانوا سيقرأون نعيي في هذا العدد· ولكن هل عرفتم لماذا حصل كل هذا، الموضوع بكل بساطة أنه كان يقود سيارته الخاصة في الحارة اليسرى بسرعة بطيئة جداً، وكل خطئي أنني تجرأت وتذمرت من أسلوب قيادته كالسلحفاة التي يركبها فجاءني منه ما جاء والحمد لله دون إصابات· المزوحي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©