الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

«أخبار الساعة» : الاقتصاد العالمي أمام حقائق جديدة

15 فبراير 2014 21:52
أبوظبي (وام) - أكدت نشرة «أخبار الساعة» أن ما شهدته الأسواق الناشئة خلال الشهور الأخيرة من تراجعات واسعة في قيم عملاتها المحلية، وارتفاع معدلات التضخم فيها، وانسحاب سريع لرؤوس الأموال الأجنبية منها، وتراجع فوائضها التجارية أو تحول تلك الفوائض إلى عجوزات صافية، وتباطؤ في معدلات نموها الاقتصادي، كان بمنزلة إشارة تنبيه إلى عوامل ضعف وتهديدات قد تكون كامنة في الأسواق الناشئة، وقد يكون لها صداها على الأداء الاقتصادي العالمي خلال الفترات المقبلة. وقالت النشرة الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية في افتتاحيتها أمس تحت عنوان «الاقتصاد العالمي أمام حقائق جديدة»: إنه منذ فترة وجيزة لم يكن أحد يتوقع أن تمثل الأسواق الناشئة يوماً ما مصدراً للتهديد للتعافي الاقتصادي العالمي، فلطالما تم التعويل عليها لكي تكون هي الرافعة والمحركة للنمو، وبالتالي قيادة ذلك التعافي خلال السنوات المقبلة. وأوضحت، أنه بعد أن اختتمت معظم عملات الأسواق الناشئة العام الماضي بانخفاضات كبيرة وصلت إلى مداها في اقتصادات، مثل الاقتصاد الهندي الذي فقدت عملته الروبية نحو 11% من قيمتها، ووصل انخفاضها في بعض الفترات من ذلك العام إلى 40%، فإن بداية العام الجاري بدورها لم تحمل أنباء إيجابية بالنسبة إلى تلك الأسواق، وكانت بداية قاتمة للعديد منها، فمنذ بداية العام تراجعت العملة الكورية الجنوبية الوون بنحو 3%، وتراجع الروبل الروسي بنحو 5, 5%، وفقدت الليرة التركية نحو 7% من قيمتها، ولم يختلف الوضع كثيراً في باقي الاقتصادات، حيث وصل التراجع إلى مداه في الأرجنتين التي فقدت عملتها المحلية البيزو نحو 19%، ولم تشذ عن القاعدة سوى الصين صاحبة أكبر اقتصاد ناشئ في العالم، فهي السوق الناشئ الوحيد الذي ارتفعت قيمة عملته اليوان خلال الفترة المنقضية من العام. وأوضحت النشرة أن التطورات الأخيرة وغير الإيجابية في الأسواق الناشئة تلفت الانتباه إلى عدد من الحقائق المتعلقة بأوضاعها الاقتصادية الهشة التي يجب أخذها بعين الاعتبار لتجنب التهديدات التي يمكن أن تنشأ عنها فيما بعد. وحددت النشرة الحقيقة الأولى تتمثل في أن هذه الاقتصادات تعاني الآن نوعاً من الاختلال الهيكلي، وأن النمو السريع الذي عايشته خلال الأعوام الماضية تركز في قطاعات بعينها على حساب قطاعات أخرى، وبرغم أن من هذه الاقتصادات ما شهد طفرة صناعية كبيرة، كما حدث في دول مثل الصين وكوريا الجنوبية، فإن اقتصادات أخرى تركزت الطفرة التي شهدتها في قطاعات مثل تصدير المواد الأولية ومدخلات الإنتاج، وقد تكون دول مثل الأرجنتين ودول أوروبا الشرقية مثالاً على ذلك. وأشارت إلى أن الحقيقة الثانية تظهر أن الاقتصادات الناشئة وبقدر ما نمت في السنوات السابقة وما تمتلك من إمكانات تؤهلها للمزيد من النمو في المستقبل في ظل نموها السكاني وتوسع أسواقها المحلية، فإنها تظل بحاجة إلى الاقتصادات المتقدمة لتوليد الطلب على منتجاتها الذي ظل أحد محركات نموها في الماضي، والتي كان انسحاب رؤوس الأموال المنتمية إليها أيضا سبباً رئيسياً للمخاطر التي تكتنفها الآن. وأكدت «أخبار الساعة» في ختام افتتاحيتها أن الحقيقة الثالثة لا تتعلق بالأسواق الناشئة في حد ذاتها بقدر ما تتعلق بأن تعاون الدول والحكومات حول العالم وعملها الجماعي خلال السنوات الماضية لم يرتق إلى مستوى الأزمة المالية العالمية وتهديداتها، حيث لم تنجح الحكومات في تغليب النزعة التعاونية على نزعتها الفردية، وهو ما يثير التساؤلات بشأن ما سيكون عليه مستقبل النظام الاقتصادي العالمي ومدى فاعلية المؤسسات الاقتصادية الدولية فيه في حال حدوث أزمات جديدة أو موجات جديدة للأزمة الحالية.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©