الأربعاء 17 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

كات ستيفن من صخب الموسيقى إلى سكينة الإيمان

كات ستيفن من صخب الموسيقى إلى سكينة الإيمان
22 سبتمبر 2007 21:52
من صخب موسيقى ''البوب'' إلى سكينة الإيمان! من أضواء النجومية إلى عزلة المسلم الذي يناجي ربه بعيداً عن أمراض الدنيا وشواغلها! إنه المطرب الإنجليزي الشهير كات ستيفن الذي اعتنق الإسلام ليصبح اسمه ''يوسف إسلام''، اجتهد في مجال الأعمال الخيرية وأنشطة الإغاثة الإنسانية لمنكوبي المسلمين حول العالم· ''القدس'' كلمة السر في قصة تحوله للدين الحنيف، ودخوله إلى المستشفى مريضاً بالسل نقطة تحول فاصلة في مشواره، المفارقة أن مدينة القدس لعبت الدور الأهم في تاريخ حياته، وفي إسلامه· بدأ ''كات'' الغناء في الستينيات في بريطانيا، اهتم بدراسة الأديان بدءاً من عام ،1969 فاطلع على البوذية والهندوسية وأديان أخرى، ولكنه لم يعرف شيئاً عن الإسلام· وفي السبعينيات دخل ''كات ستيفن'' آنذاك الشهرة من أوسع أبوابها عندما أخذت أغانيه تنتشر في الولايات المتحدة بسرعة كبيرة، وعكست أغانيه ما يعيشه من حيرة وبحث عن الحقيقة، وعن أصل الوجود· وفي منتصف السبعينيات زار ديفيد شقيق يوسف إسلام مدينة القدس المحتلة، وشاهد المسجد الأقصى، وتبين له أن ثمة ديناً غير معروف في الغرب اسمه ''الإسلام''، فقرر أن يُعرّف شقيقه الباحث عن الحقيقة عليه· وبعدما عاد ديفيد من القدس وجد معرضاً إسلاميًّا في لندن يعرض كتباً دينية للبيع، فاشترى منه مصحفاً وأهداه لشقيقه المغني· وقد تأثر يوسف إسلام كثيراً بما قرأ في القرآن، ويقول إن أكثر ما شدّه إلى الإسلام ثلاثة أمور: توحيد الله، والإيمان بجميع الأنبياء وعلى رأسهم عيسى وموسى عليهما السلام، واعتبار الناس جميعاً أبناء أب واحد وأم واحدة وبالتالي المساواة الكاملة بينهم ورفض التمييز بين إنسان وآخر، وهو ما قاده إلى زيارة مدينة القدس، حيث سمع الأذان لأول مرة في حياته، وكان أول مسجد يدخله في حياته هو المسجد الأقصى، ثم قرر في عام 1978 أن يُسلم ويتخلى عن شهرته الواسعة· يحكي يوسف إسلام عن نشأته الأولى قائلاً: نشأت في بيئة مرفهة تملؤها أضواء العمل الفني وكانت أسرتي تدين بالمسيحية وتعلمت فيها أن الله موجود ولكن لا يمكننا الاتصال المباشر به، فلا يمكن الوصول إليه إلا عن طريق عيسى· ورغم اقتناعي الجزئي بهذه الفكرة فإن عقلي لم يتقبلها كلية· وبدأت أبتعد عن نشأتي الدينية بمعتقداتها المختلفة شيئاَ فشيئاً وانخرطت في مجال الموسيقى والغناء وكنت أرغب في أن أكون مغنيا مشهورا· حتى أصبح الثراء هو هدفي الأساسي، وقد حققت نجاحاً واسعاً وأنا لم أتعد سنواتي التسع عشرة بعد واجتاحت صوري وأخباري وسائل الإعلام المختلفة وكانت وسيلتي لتعدي حدود الزمن الانغماس في عالم الخمور والمخدرات· ويحكي يوسف عن تجربة عصيبة مر بها قائلاً: بعد مضي عام تقريباً من النجاح المادي و''الحياة الراقية'' وتحقيق الشهرة أصبت بالسل ودخلت المستشفى· أثناء وجودي بالمستشفي أخذت أفكر في حالي وفي حياتي هل أنا جسد فقط، ومن ثم فقد كانت هذه الأزمة نعمة من الله حتى أتفكر في حالي، وكانت فرصتي لأفتح عيني على الحقيقة وأعود إلى صوابي· ''لماذا أنا هنا راقدا في هذا الفراش؟'' وأسئلة أخرى كثيرة بدأت أبحث لها عن إجابة· وبدأت لأول مرة أفكر في الموت حاولت أن أجد ضالتي التي أبحث عنها في علم الأبراج أو الأرقام ومعتقدات أخرى، لكني لم أكن مقتنعاً بأي منها· ولم أكن أعرف أي شيء عن الإسلام في ذلك الوقت، وتعرفت عليه بطريقة اعتبرها من المعجزات· فقد سافر أخي إلى القدس وعاد مبهوراً بالمسجد الأقصى وبالحركة والحيوية التي تعج بين جنباته· وأضاف يوسف: أحضر لي أخي من القدس نسخة مترجمة من القرآن ورغم عدم اعتناقي الإسلام فإنني أحسست بشيء غريب تجاه هذا الكتاب وتوقعت أن يعجبني وأن أجد فيه ضالتي· وعندما قرأت الكتاب وجدت فيه الهداية، فقد أخبرني عن حقيقة وجودي والهدف من الحياة وحقيقة خلقي ومن أين أتيت· وعندها أيقنت أن هذا هو الدين الحق، وبدأت أدرك أن كل شيء من خلق الله ومن صنعه وأنه لا تأخذه سنة ولا نوم، وعندها بدأت أتنازل عن تكبري لأني عرفت خالقي، وعرفت أيضاً السبب الحقيقي وراء وجودي وهو الخضوع التام لتعاليم الله والانقياد له وهو ما يعرف بالإسلام· وعندها اكتشفت أني مسلم في أعماقي· وعند قراءتي للقرآن علمت أن الله قد أرسل بجميع الرسل برسالة واحدة، وكلما قرأت المزيد من القرآن عرفت الكثير عن الصلاة والزكاة وحسن المعاملة، ولم أكن قد اعتنقت الإسلام بعد، ولكني أدركت أن القرآن هو ضالتي المنشودة وأن الله قد أرسله إلىّ، ولكني أبقيت ما بداخلي سراً لم أبح به إلى أحد· وبدأ فهمي يزداد لمعانيه· عندما قرأت أنه لا يحل للمؤمنين أن يتخذوا أولياء من الكفار تمنيت أن ألقى إخواني في الإيمان· ويحكي يوسف عن لحظة اعتناقه الإسلام قائلاً: فكرت في الذهاب إلى القدس مثلما فعل أخي، وهناك بينما أنا جالس في المسجد سألني رجل ماذا تريد؟ فأخبرته بأني مسلم وبعدها سألني عن اسمي فقلت له: ''استيفن'' فتحير الرجل· وانضممت إلى صفوف المصلين وحاولت أن أقوم بالحركات قدر المستطاع· بعد عودتي إلى لندن قابلت أختا مسلمة اسمها نفيسة وأخبرتها برغبتي في إشهار إسلامي فدلتني على مسجد نيو ريجنت· وكان ذلك في عام 1977 بعد عام ونصف العام تقريباً من قراءتي للقرآن· وكنت قد أيقنت عند ذلك الوقت أنه عليَّ أن أتخلص من كبريائي وأتخلص من الشيطان وأتجه إلى الله الواحد· وفي يوم الجمعة بعد الصلاة اقتربت من الإمام وأعلنت الشهادة بين يديه·
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©