معارك المصريين والسوريين أشعلت كواليس فاروق

شهدت كواليس مسلسل ''فاروق الأول والأخير'' -تأليف لميس جابر وبطولة الفنان السوري تيم الحسن وعزت أبوعوف ووفاء عامر وعبدالرحمن أبوزهرة وهناء الشوربجي وحسن كامي ونبيل الحلفاوي وهادي الجيار ونبيل نور الدين وعايدة فهمي وسامي مغاوري ومنة فضالي وإخراج السوري حاتم علي- أزمات ومشاكل ومواقف ساخرة· وبلغت تكاليف الإنتاج 20 مليون جنيه، وشارك فيه 300 ممثل· الفنانة وفاء عامر التي تجسد شخصية ''الملكة نازلي'' والدة الملك فاروق تقول: استغرق تصوير المسلسل أربعة أشهر كاملة، ورغم المدة الطويلة في التصوير لم تتكون صداقة بين فريقي العمل المصري والسوري، باستثناء المصور نزار، فهو طيب وأكثر ألفة من باقي الفريق، وحاتم علي مخرج جيد لكن طريقته في التعامل وعدم احتوائه للفريق المصري أدت الى مشاكل في البلاتو، فقد استأت من مصممة الأزياء السورية رجاء لأنها تهتم بملابس بطل المسلسل السوري تيم الحسن طوال الوقت دون غيره، ولفت نظر المصممة أكثر من مرة ولم يعلق المخرج حاتم علي· وتضيف: حدثت أزمة في الإسكندرية، فأوقفنا التصوير ورفضنا جميعًا العمل حينما تعدى مساعد المخرج وهو سوري اسمه علي بالضرب على الماكيير الخاص بي لأنه دخل لضبط ماكياجي وهو أمر طبيعي يحدث أثناء التجهيز لمشهد، وتطور الموقف، وتضامن معي باقي فريق العمل المصري في عدم استكمال التصوير إلا بعد حل هذه المشكلة، واتصلت بالمنتج حيث أصر على اعتذار مساعد المخرج السوري للماكيير المصري· وقالت وفاء: انسحبت في أحد الأيام من العمل وتوقف التصوير لأنني تأخرت عن موعد التصوير ساعة لارتفاع درجة حرارة ابني، فنقلته إلى مستشفى الهرم المجاور لمسكني وأبلغت المخرج حاتم علي بالتأخير، ولما عدت انفجر في تيم الحسن فرددت عليه بعنف واتهمته بالخطأ فى حقي ورفضت أن أتلقى منه دروسا فى احترام المواعيد وطلبت أن يعتذر أمام الجميع وإلا فلن أعود للتصوير، فاعتذر· وسألنا المخرج السوري حاتم علي عن أسباب عدم التفاهم بين الفريقين السوري والمصري، فقال: لماذا يأخذ الجميع في مصر مني هذا الموقف؟ ولم يعلق بأكثر من ذلك· منة فضالي التي تجسد شخصية ''الملكة فريدة'' الزوجة الأولى للملك فاروق تقول: لن أنسى الصفعة التي تلقيتها من ''الملك فاروق'' -تيم الحسن- ففي أحد المشاهد التي تجمع فاروق بفريدة يتطور النقاش بينهما فيصفع فاروق فريدة بيده، وأجرينا بروفة على المشهد وكان يتم تأدية الصفعة بالطريقة الأميركاني، لكن أثناء التصوير فوجئت بتيم الحسن يصفعني صفعة حقيقية على وجهي وشعرت بالدنيا تدور بي واحمر وجهي ولم أستطع استكمال التصوير لإحساسي بتورم وجهي· الفنان هادي الجيار الذي يجسد شخصية ''مكرم عبيد باشا'' تعرض لموقف صعب أثناء تصوير أحد مشاهده ويقول: كدت أموت عندما سقط كشاف الاضاءة، ويصل وزنه لأكثر من 100 كجم، بجواري مباشرة وأحدث انفجارا قويا أصاب الجميع بالرعب· وأضاف: أما الموقف الساخر فسببه الطربوش الذي كنت أرتديه في أول يوم تصوير، فقد فوجئت بأن الطربوش مقاسه صغير على رأسي، وعندما طلبت تغييره قالوا إن هذا سيستغرق حوالي ساعتين لحين إحضار طربوش جديد، فاقترحت التصوير بهذا الطربوش لحين إحضار الطربوش المناسب، وعندما دارت الكاميرا وأنا أرتديه وبمجرد حركتي في المشهد سقط من فوق رأسي، فأوقف المخرج التصوير واضطررنا للإعادة أكثر من خمس مرات· وشهد مسلسل ''الملك فاروق'' العديد من الاعتذارات، فقد كان مرشحا لدور الملك ''فاروق'' قبل أن يقع الاختيار على تيم الحسن كل من أحمد عز وكريم عبدالعزيز وأحمد السقا إلا أنهم اعتذروا دون إبداء الاسباب، وبمجرد الاعلان عن اختيار السوري تيم الحسن لأداء دور الملك فاروق قوبل الأمر باستهجان شديد من جانب الوسط الفني في مصر، ووجهت اتهامات للمخرج السوري حاتم علي بأنه وراء هذا الاختيار، لكنه فجر مفاجأة عندما سألناه وقال لا أخفي سراً لو قلت إنه كان أكثر راحة لي لو كان الممثل مصرياً، فهذا كان سيخلصني على الأقل من عبء التبرير الدائم والمستمر لماذا يقوم ممثل سوري بدور الملك فاروق وهي مسألة استنفدت مني وقتاً وجهداً كبيرين وكنت في غنى عنها، لكن لم أجد حماسة من ممثلي الصف الأول في مصر لهذا الدور، وربما هذا يعود إلى قناعات سابقة تتعلق بشخصية فاروق، خصوصاً أن الدراما المصرية قدمته بنمطية شديدة ووجهة نظر تحكم عليه سلفاً من الناحيتين الأخلاقية والايديولوجية، الى درجة أن ملامحه أصبحت شبه كاريكاتورية لشدة ما ألصق بها من مبالغات· ولأن المخرج حاتم علي يخوض أول تجربة له في الدراما المصرية بهذا المسلسل وكان يخشى الاختلاف بين التجربة السورية والتجربة المصرية في طريقة ونظام العمل، احتاط وأحضر معه من سوريا فريقا من المساعدين الذين عملوا معه من قبل، من مدير تصوير ومصور ومصمم أزياء ومساعد إخراج ومونتير، واستطاع أن يعمل بطريقته، ولكن كانت الصعوبه الأكبر في بداية تصوير المسلسل استخدامه لكاميرا واحدة وهو ما لم يتعود عليه كثير من الممثلين المشاركين في المسلسل· وقال حاتم علي: في الأيام الأولى للتصوير وقعت لدى البعض صدمة، قرأتها في وجوه بعض الممثلين· وبعد أن تعمقت العلاقة الشخصية بيننا، صارحوني بخوفهم من العمل بكاميرا واحدة، إذ يعني هذا بالنسبة للممثل المصري الكثير من الوقت والجهد، وبعضهم قال صراحة إنه لو كان يعلم أن العمل سيصور بكاميرا واحدة، كان سيعتذر سلفاً· ومع مرور الأيام الأولى فهموا أن في الإمكان بكاميرا واحدة إنجاز ما يمكن انجازه بالكاميرات الثلاث وربما أكثر· وقال الفنان السوري تيم الحسن: شعرت في البداية بقدر من القلق، وبعد أن ارتديت ملابس الملك فاروق ووضعت المكياج تعايشت تماماً مع الشخصية، وجميعنا اجتهد والمسلسل حاليا بين يدي المشاهد وهو صاحب الكلمة في الحكم عليه· المؤلفة د·لميس جابر قالت: فاروق جاء إلى العرش في ظروف صعبة وتعرض لظلم شديد من قبل بعض المؤرخين، لكن الزمن كشف كذب كثير من الادعاءات، وأصبح الحكم على فترة توليه عرش مصر أكثر وضوحاً من خلال الوثائق والمراجع التاريخية التي حملت كثيراً من التناقضات ومنها ظهرت الحقيقة، وكان أمامي وأنا أكتب هدف واضح هو الانصاف، فلا يمكن أن نرى فاروق ملاكاً وهو ليس بشيطان، لكنني حاولت الإنصاف وإظهار ما له وما عليه· وحول الأخطاء الشائعة عن فاروق والتي يصححها المسلسل تقول المؤلفة: ألصقت بفاروق العديد من الاتهامات الباطلة، منها أنه كان سكيراً ومستهتراً في سلوكه وأقواله، وكلها ادعاءات باطلة، فقد كان هو وشقيقاته لا يتحدثون إلا همساً وبأسلوب راق جداً، ولم يقرب الخمر طوال حياته، وكان حريصاً على مظهره اللائق دائماً· لكنه أخطأ فيما يخص صورته أمام الناس ولم يحاول أن يصحح بعض ما ألصق به من تهم·