الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

دواء ساحر لداء قاتل

دواء ساحر لداء قاتل
22 سبتمبر 2007 21:57
التدخين داء، والإقلاع شفاء، وطريق الشفاء يمر حتما بالرغبة في التخلص من هذا الداء القاتل وبالإرادة القوية·· والشهر الفضيل فرصة ذهبية لتحقيق ذلك، والتخلص من آفة العصر وأخطر ما ابتلي به الإنسان على مر ثلاثة قرون من الزمان·· فالصيام علاج، والصيام في جانب مهم منه اختبار للإرادة، وهو حافز مهم على ترك التدخين والتصالح مع النفس· يقول الأستاذ الدكتور شريف امبابي استشاري طب وجراحة العيون ورئيس وحدة علاج أمراض الشبكية والجسم الزجاجي في مركز المغربي للعيون بأبوظبي: على مدى عشرات السنين أثبتت الأبحاث علاقة التدخين بمعظم الأمراض الخطرة أو ما يطلق عليه أمراض العصر·· لم تعد النظرة إلى مضاعفات وأضرار وأمراض التدخين مقصورة على أورام الرئتين كما في السابق بل امتدت إلى قائمة متخمة من أنواع الأورام، والأبحاث أثبتت علاقة التدخين بشيخوخة الجلد وبالكثير من أمراض العيون مثل الكتاراكت أو إعتام عدسة العين أو الماء الأبيض· هل هذا كل شئ؟·· بل هناك المزيد والمزيد·· هناك متاعب القلب وأزماته، حيث يصنف التدخين ضمن أهم عوامل الخطورة المساعدة على الإصابة بالذبحة القلبية والجلطات الشريانية·· ويمتد تأثير التدخين إلى الخصوبة والقدرة الجنسية· وليس أدل على خطورة التدخين من انه أصبح يصنف ضمن أهم عوامل التلوث البيئي، وأن الكثير من دول العالم أصبحت تطبق قوانين تحصر المدخنين في أضيق نطاق، وأصبحت لافتة ممنوع التدخين تتصدر معظم المطاعم والأسواق المغلقة، وسوف يتسع نطاق هذا الحظر ليصل الأمر إلى وضع المدخن في عزلة شبه كاملة، حيث لا مكان يتسع له مع سيجارته· ولكن ما علاقة كل هذا بالشهر الفضيل وما علاقة التدخين بالصيام؟· يقول الدكتور شريف إمبابي: الصيام هو الدواء الساحر للداء القاتل·· في الشهر الفضيل يمتنع المدخن عن التدخين لمدة قد تصل إلى 14 ساعة يوميا، هي الفترة من أذان الفجر إلى أذان المغرب·· فإذا أضفنا إلى ذلك الفترة التي يؤدي فيها الصائم صلاتي المغرب والعشاء ثم صلاة التراويح، وساعات النوم فإن عدد ساعات الامتناع عن التدخين قد تصل إلى 19 ساعة يوميا، فإذا ما تحمل المدخن الامتناع عن التدخين كل هذه المدة فلن يشق عليه تحمل الساعات الخمس الباقية·· وعندما يعتاد المدخن على الامتناع الطويل عن التدخين لمدة 29 إلى 30 يوما، فإنه يكون قد خطا أهم خطوة على طريق الامتناع الكامل والنهائي عن التدخين· وأخيرا، فإن الفوائد الصحية للصيام لا تقتصر على التأثير الإيجابي الهائل للامتناع في نهار الشهر الفضيل عن الطعام والشراب، ولكنها تمتد إلى الفوائد الهائلة للامتناع عن السلوكيات الضارة التي تؤثر على صحتنا وفي مقدمتها أخطاء التغذية والتدخين·· فالصيام يخلص الجسم من الرواسب الضارة ويخفض مستويات الكولسترول الضار في الدم، ويخلص الجسم من البدانة الممرضة، ويوفر فرصة مهمة جدا للتخلص من التدخين·· فهل يحدث هذا؟·· الواقع يقول إن الكثيرين يكتسبون وزنا زائدا في شهر الصيام·· وان الكثيرين يقيمون أمسيات احتفالية محورها التدخين، بل إن البعض يبدأون رحلة التدخين في الشهر الفضيل من خلال جلسات الشيشة أو الأرجيلة، فيما أصبح يعرف باسم الخيام الرمضانية·
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©