السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الإصلاح والتغيير في عمان

الإصلاح والتغيير في عمان
22 سبتمبر 2007 21:58
ينطبق عليه المثل الشعبي ''فرخ البط عوّام''، فوالده عازف على العود من الدرجة الأولى، ووالدته تعزف على الأكورديون، وعمه عامر ماضي من أشهر الملحنين، وهو متعدد المواهب يغني ويلحن ويمثل ويرقص ويرسم في الوقت ذاته· هذا هو الفنان الأردني مالك ماضي الذي صمد بشموخ الكبار ووضع بصمة خاصة على الحركة الفنية في الأردن· قال: لا أعتبر نفسي من جيل الرواد، بل أنتمي لجيل الوسط الذي فتحت أمامه فرصة دراسة الموسيقى والغناء، وما فعله الرواد هو جمع الفولكلور وتهذيبه أكثر من أن يكونوا صانعي حالة موسيقية وغنائية· والآن أرى أن الحركة الفنية في وضع صعب رغم وجود معاهد موسيقية وأكاديمية وخريجين، فالقائمون على الجانب الإعلامي والفني بعيدون عنه كل البعد، فقد كان عندنا أساتذة أشقاء يقدمون علمهم وخبراتهم، ولكن بعد توطين تدريس الموسيقى هبط المستوى وتراجع· والأهم من ذلك في رأيي هو غياب استراتيجية حقيقية لتشكيل حالة موسيقية وغنائية بالشكل الذي نطمح اليه· الجيل الحالي يتمتع بمواصفات جيدة، لكنه يفتقد الروح الإبداعية، وتسيطر عليه المكاسب المادية، فالعمل الموسيقي عمل جماعي وتآلف وتوافق·· ''هذا الحكي مفقود''، والشباب يبحثون عن الفلوس على حساب الرسالة الفنية، إلا القليل، وعلاقتهم ليست شللية بل مصلحية· وقد علمني الفن الصبر وكيف أكون ذكيا اجتماعيا قادرا على تحديد مساري في الحياة وعيوني ثاقبة، وأعطاني ثقافة واسعة تتجاوز الفن والموسيقى وكيفية التفكير للمستقبل بموضوعية وواقعية· وفي المقابل أخذ مني أشياء كثيرة، فالفن يعتبر خارج المألوف في مجتمع محافظ ينظر إلى الفن نظرة سلبية، وهذا جعلنا نتحمل الكثير لإثبات وجودنا واكتساب احترام الناس· وشخصياً لم أواجه بعذابات أسرية لأن عائلتي فنية ولكن عذابات المجتمع أكثر وجعاً· ولو عشت في مكان آخر لكنت أحد النجوم العرب المهمين·· هذه حقيقة أحكيها بقلب مجروح وصادق تماما· وفي العصر الحالي تزايدت السرقات من الموسيقى التركية واليونانية رغم ثراء التراث العربي وخاصة في الميلودي، ومن السهل على الفنان الذي لا يملك أدواته البحث عما هو موجود ويطابق عليه الكلمات، فالسرقة أسهل الطرق، وأجزم أن الفنانين الحقيقيين لا يسلكون هذه السبل على الإطلاق· وقبل فترة أنتجت مسرحية ''الزمن لمين''، وضع الفنان ناصر عمر آخر بصمة عليها وهي تناقش بغيرة الحالة الحقيقية للفن وما يجري على الساحة، وقد مثلت ورسمت وغنيت ورقصت، لأن الفن من وجهة نظري لا يتجزأ· وقد قدمت 17 عرضاً، ولم أكمل، لأن المشاهدين خرجوا وهم يرددون الأغاني السخيفة، فالهدف كان دعوة صريحة ومباشرة للفن الجاد الملتزم وليس نشر أغان غايتها في المسرحية لفت الأنظار إلى الحالة الفنية المتردية· وفي المضمون ذاته أنتجت مسرحية ''الكباريه'' مع اختلاف الممثلين، فأصبت بنكسة مالية وخسرت 20 ألف دينار رغم أنها كانت تجمع الفنون السبعة· لم أعتزل ولا يوجد فنان يتوقف عن العمل، وشخصياً لم أكن سواقا، فأصبحت فنانا، ولا يفوتني العزف أو الغناء يوميا، ولكن ضمن عالم التجارة والفضائيات المفتوحة لجانب الإثارة من الصعب أن نمارس دورنا· الفن حاد عن رسالته واختفت الضوابط وأصبح الوضع كما يقال ''ليس كل من صف الصواني أصبح حلواني'' والآن الكل حلواني للأسف، ونحن نشاهد صورا ولا نسمع· فالفنانون الأوائل مهمشون على أرض الواقع، باستثناء البعض الذين لا يمثلون الحالة الفنية على الإطلاق· والآن أعد برنامجا رمضانيا غنائيا لقناة ''الغد'' الأردنية ''أيامنا الحلوة''، مدة الحلقة تسع دقائق، يعرض على شكل حزيرة تتناول المهن القديمة المختزنة في الوجدان الشعبي المندثرة أو التي تطورت بهدف إعادتها لواقعنا بمعاصرة· كما أحضر لخوض انتخابات نقيب الفنانين الأردنيين في 28 سبتمبر تحت شعار ''الإصلاح والتغيير'' وإعادة التألق للفنانين وتنشيط النقابة، وأتمنى إعطاء الفرص للفنانين الحقيقيين في الأردن الذين لم يأخذوا حقهم ''قطع الأعناق ولا قطع الأرزاق''· وقال هناك من يقطعون أرزاق الناس وليس لهم علاقة بالمهنة وهم متسلقون ودخلاء·
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©