السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الأعداء المتصارعون توحدوا لتفريق الأمة

الأعداء المتصارعون توحدوا لتفريق الأمة
22 سبتمبر 2007 21:59
تؤكد أوضاع الأمة الإسلامية أنها أحوج ما تكون إلى التوحد والاتفاق في هذه الأزمنة التي يعمل فيها أعداء الإسلام على تفرقة المسلمين وزرع بذور النزاعات والخلافات والعداوات بينهم· وحول مكاسب التقريب بين المذاهب الاسلامية أوضح الدكتور محمد الشحات الجندي -عضو مجمع البحوث الاسلامية وأستاذ الشريعة بجامعة حلوان- إن أعداء الإسلام الذين اجتمعوا على محاربته في مختلف البلدان، لم تفرق بينهم مسافات الخلاف الداخلية أو الخارجية في محاولاتهم تدميره وتحويل أهله عنه بكل وسيلة لديهم ظاهرة أو خفية واتفقوا وتوافقوا على كل هذا، وهم لا تجمعهم عقيدة صحيحة، ولا أخوة إيمانية صادقة، فوحدت بينهم عداوتهم للإسلام· ونحن معشر المسلمين تجمعنا العقيدة الواحدة الحقة، والكتاب الرباني العظيم، والرسالة النبوية الهادية الجامعة، ومنا من يقوم بتصديع وحدة الأمة، وشق عصا المسلمين، وتغذية فرقتهم وتمزيق جماعتهم، وتوسيع مسافة الخلاف والشقاق بينهم، وهو يظن أنه ينصر ديناً، ويحمي يقيناً وينشر شريعة، وهذا هو الخلاف الذي حذرنا منه القرآن الكريم، وضرب لنا الأمثلة عليه بما وقع للأمم السابقة· وحول اختلافات السلف الصالح والمكاسب منها قال ان السلف الصالح رضوان الله عليهم لم يكن اختلافهم في الرأي سبباً لافتراقهم، لأن وحدة القلوب كانت أكبر من أن ينال منها شيء، فقد تخلصوا من العلل النفسية، وإن أصيب بعضهم بخطأ الجوارح· وكان الرجل الذي بشر الرسول صلى الله عليه و سلم والصحابة بطلعته عليهم وأخبرهم بأنه من أهل الجنة هو الذي استهانوا بأمره وعمله، فتبين أنه لا ينام وفي قلبه غِلٌّ على مسلم· وأوضح الدكتور الجندي ان التوحد والاجتماع، والاتفاق والائتلاف في الشرع الحنيف أوضح من أن تبين، ونصوص الكتاب والسنة وأقوال السلف من الصحابة كثيرة ومتعددة و متضافرة لا يأتي عليها الحصر منها ما رواه الإمام مسلم في صحيحه عن عبدالله بن عمرو بن العاص رضي الله تعالى عنهما أن رجلاً سأل رسول الله صلى الله عليه و سلم: ''أيُّ المسلمين خير؟'' قال: ''من سلم المسلمون من لسانه ويده''· وقال الإمام النووي في شرح هذا الحديث: فيه جمل من العلم، مثل الحث على الكف عما يؤذي المسلمين بقول أو فعل ، وفيه الحث على الإمساك عن احتقارهم، وفيه الحث على تآلف قلوب المسلمين، واجتماع كلمتهم· وقال القاضي عياض: الألفة إحدى فرائض الدين وأركان الشريعة ونظام شمل الإسلام فالتآلف سبب الاعتصام بالله، وبه يحصل الاجتماع بين المسلمين، وبضده تحصل التفرقة بينهم، وإنما تحدث الألفة بتوفيق الله تعالى وتأليفه بين القلوب، لقوله سبحانه: ''واذكروا نعمة الله عليكم إذ كنتم أعداء فألف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته إخواناً''· وفي الصحيحين عن أبي موسى الأشعري رضي الله تعالى عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم: ''المؤمن للمؤمن كالبنيان المرصوص يشدُّ بعضه بعضا، ثم شبك بين أصابعه''· وحول احترام السلف لآراء المخالف قال ان السلف اختلفوا في كثير من المسائل العملية وبعض المسائل الاعتقادية، ومازال الاختلاف قائما من بعدهم بين الأئمة في الفروع وبعض الأصول، ولكن مع الحفاظ على أدب الاختلاف والألفة والمحبة والتوقير واحترام رأي المخالف، ومع التحرز عن التحاسد والتقاطع والتباغض· وروى الحافظ الخطيب البغدادي في ''كتاب الرواة'' عن مالك قال هارون الرشيد للإمام مالك بن أنس: يا أبا عبد الله نكتب هذه الكتب، ونفرقها في آفاق الإسلام، لنحمل عليها الأمة· وقال: يا أمير المؤمنين ان اختلاف العلماء رحمة من الله تعالى على هذه الأمة، كلٌّ يتبع ما صحَّ عنده· وكان عمر بن عبد العزيز يقول: ما يسرني أن أصحاب رسول الله صلى الله عليه و سلم لم يختلفوا، لأنهم إذا اجتمعوا على قول فخالفهم رجل كان ضالاً، وإذا اختلفوا فأخذ رجل بقول هذا ورجل يقول هذا، كان في الأمر سعة·
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©