الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

أسماء الله الحسنى (الواسـع)

أسماء الله الحسنى (الواسـع)
22 سبتمبر 2007 22:00
وسعت رحمة الله كل شيء وأحاط علمه بكل شيء وشمل عدله كل مخلوقاته ومن هنا جاء اسمه الواسع الذي لا حدود لرحمته وعلمه وعدله وقدرته· ويقول د· أحمد محمود كريمة -أستاذ الشريعة الإسلامية بجامعة الأزهر-: الواسع اسم جليل وصفة عظيمة من اسماء الله وصفاته الحسنى والجمالية، وهو مشتق من السعة، والسعة تضاف مرة الى العلم اذا اتسع وأحاط بالمعلومات الكثيرة، وتضاف مرة أخرى الى الإحسان وبسط النعم، وإذا أمعنا النظر والبحث في هذين المعنيين نجد الواسع المطلق الذي لا حدود لسعته هو الله تعالى وحده، ولا يمكن أن يتصف بهذا غيره مهما ارتفع شأنه وإذا نظرنا الى علمه -جل شأنه- فإنه لا حدود ولا قيود له، فلا ساحل لبحر معلوماته بل تنفد البحار ولو كانت مدادا لكلماته، وان نظرنا الى إحسانه ونعمه -سبحانه وتعالى- فلا نهاية لقدرته ولا حد لنعمه التي لا تعد ولا تحصى، وإذا كانت كل سعة مهما عظمت تنتهي الى طرف فإن سعة الله تعالى لا طرف ولا حد يحدها، والذي لا يتناهى الى طرف فهو أحق باسم السعة، والله تعالى هو الواسع المطلق لأن كل واسع بالاضافة الى ما هو أوسع منه ضيق، وكل سعة بشرية تنتهي الى طرف فالزيادة عليها متصورة، والذي مالا نهاية له ولا طرف فلا يتصور عليه زيادة· ويضيف د· كريمة: واسم الله الواسع يأتي من السعة في كل شيء وليس في العلم والإحسان فحسب، فالله تعالى هو الذي وسعت رحمته كل شيء وأحاط علمه بما كان وما يكون، وما هو كائن، وهو الذي لا نهاية لسلطانه وغناه وإحسانه وعطاياه، وهو لا يشغله معلوم عن معلوم، ولا شأن عن شأن، ولا حدود لمدلول أسمائه وصفاته لأن أسماءه دالة على صفاته وصفاته لا تنحصر، وهي صفات كمالية بكمال الذات، وسبحانه من لا يحيط بذاته الا ذاته، ولا يعرف كنه صفاته الا هو جل جلاله، ومن هذا كله جاء اسم الله الواسع والذي يشمل كل هذه المعاني وما ماثلها، وقد ورد هذا الاسم بكل هذه المعاني في الكثير من الآيات القرآنية منها: قوله تعالى: (والله يعدكم مغفرة منه وفضلا والله واسع عليم) (البقرة: 268)، وقوله تعالى: (ان الفضل بيد الله يؤتيه من يشاء والله واسع عليم)، (آل عمران: 73) وقوله تعالى (فأينما تولوا فثم وجه الله ان الله واسع عليم)(البقرة: 115)· ويوضح د· كريمة أن سعة العبد في معارفه وأخلاقه فإن كثرت علومه، فهو واسع بقدر سعة علمه وان اتسعت أخلاقه حتى لم يضقها خوف الفقر وغيظ الحسود وغلبة الحرص وسائر الصفات فهو واسع ولكن كل ذلك له حدود والى نهاية وإنما الله وحده هو الواسع الحق المطلق الذي لا حدود ولا نهاية لسعته·
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©