الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

حق الزكاة.. لنا منجاة

22 سبتمبر 2007 22:01
هي حق من الحقوق على المسلم إذا أقامه زالت عنه صفة البخل ووصف بالكرم وطهر ماله وأهله وضمن لنفسه مكانا بجوار رسوله في الجنة، ذلك الحق هو حق الذكاة، فالزكاة ركن من أركان الإسلام، لقول الرسول -صلى الله عليه وسلم- ''بني الإسلام على خمس''، وذكر الزكاة في الركن الثالث من أركان الإسلام· والزكاة لغة هي النماء والزيادة، والزكاة كما روى الطبراني عن رسول الله: ''الزكاة قنطرة الإسلام''· ثم انظروا إلى هذا الحديث القدسي الجليل الذي رواه النسائي عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: ''يقول الله تعالى: يا ابن آدم اثنتان لم تكن لك واحدة منهما جعلت لك نصيباً من مالك حين أخذت بكظمك لأطهرك به وأزكيك، وصلاة عبادي عليك بعد انقضاء أجلك''، وهل ما تنفقه من مالك في الزكاة هو مال مفقود؟ كلا والله· ما نقص مال من صدقة انظروا إلى ما رواه أحمد في مسنده والترمذي في سننه أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال ''إن الله عز وجل يقبل الصدقات ويأخذها بيمينه فيربيها لأحدكم كما يربي أحدكم مهره أو فلوه أو فصيله، حتى إن اللقمة لتصير مثل جبل أحد''· بل اقرأوا معي ما رواه الترمذي ''ثلاثة أقسم عليهن، وأحدثكم حديثا فاحفظوه: ما نقص مال عبد من صدقة، ولا ظلم عبد مظلمة فصبر عليها إلا زاده الله عزاً، ولا فتح عبد باب مسألة إلا فتح الله عليه باب فقر'' أو كلمة نحوها· والناس دائماً في طبعهم البخل· وهل تعلمون أيها الأحباب ما جزاء من يبخل ولا يزكي، الذي يجيب على ذلك هو الله تبارك وتعالى في قوله: (ولا يحسبن الذين يبخلون بما آتاهم الله من فضله هو خيرا لهم بل هو شر لهم سيطوقون ما بخلوا به يوم القيامة) (آل عمران: 180)، بل إن من يبخل بالزكاة قد وصفه الله تبارك وتعالى بالإشراك وذلك في قوله: (وويل للمشركين· الذين لا يؤتون الزكاة) (فصلت: 6 و7)، فسماهم الله بالمشركين· بل اسمع الأكثر من ذلك قول الله تبارك وتعالى (والذين يكنزون الذهب والفضة ولا ينفقونها في سبيل الله فبشرهم بعذاب أليم· يوم يحمى عليها في نار جهنم فتكوى بها جباههم وجنوبهم وظهورهم هذا ما كنزتم لأنفسكم فذوقوا ما كنتم تكنزون) (التوبة: 34 و35)، وقد أخرج الإمام أحمد وابن حبان والحاكم والبيهقي أن الرسول -صلى الله عليه وسلم- قال: ''أول ثلاثة يدخلون النار: أمير مصلت، وذو ثروة من مال لا يؤدي حق الله تعالى من ماله، وفقير فخور''، بل إن الزكاة تعمر المجتمعات وتنميها وتجعل الخير في أراضيها· ومنع الزكاة يكون على عكس ذلك تماماً فيظهر الفواحش وتجف الأرض وتنتشر المجاعات· دواء للأمراض وانظر إلى ما رواه الطبراني في الكبير عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم: ''خمس بخمس'' وذكر من هؤلاء الخمس ''وما منعوا الزكاة إلا حبس عنهم القطر''، وروى الطبراني أيضاً عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم: ''ما منع قوم الزكاة إلا ابتلاهم الله بالسنين''· فهل تريد أن يكرمك الله بزيادة العمر، ويمنع عنك ميتة السوء ويذهب عنك الكبر والفخر؟ فعليك بالزكاة· ولا تتعجب من كلامي، فقد روى الطبراني عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: ''إن صدقة المسلم تزيد في العمر وتمنع ميتة السوء ويذهب بها الكبر والفخر''، وهل تريد أن تكون في قبرك مستريحاً وتجعله روضة من رياض الجنة؟ فعليك بالزكاة، لما رواه البيهقي والطبراني أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: ''إن الصدقة لتطفئ عن أهلها حر القبور''، بل إن المتصدق أو المزكي إذا كان مريضاً فإن دواء مرضه بالصدقة، وفي ذلك أخرج البيهقي والطبراني قول رسول الله -صلى الله عليه وسلم: ''داووا مرضاكم بالصدقة''، ومن ينفق في سبيل الله يستحق دعاء الملائكة له بالرزق الواسع، وفي ذلك أخرج البخاري ومسلم في صحيحيهما أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: ''ما من يوم يصبح العبد فيه إلا ملكان ينزلان فيقول أحدهما اللهم أعط منفقاً خلفاً، ويقول الآخر اللهم أعط ممسكاً تلفاً''· التعجيل بالزكاة والصدقة وانظر إلى المثل الرائع الذي ضربه لنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فيما رواه البخاري ومسلم، حيث يقول: ''مثل البخيل والمنفق كمثل رجلين عليهما جبتان من حديد فإذا أراد المتصدق أن يتصدق سبغت ووفرت حتى تجن بنانه وتعفي أثره، وإذا أراد البخيل أن يتصدق تقلصت ولزمت كل حلقة مكانها، فهو يوسع ولا توسع''، ورسول الله -صلى الله عليه وسلم- طلب منا أن نعجل بالزكاة والصدقة قبل أن يأتي يوم لا تجد فيه أحداً يريد أن يأخذها، وفي ذلك روى البخاري ومسلم ''تصدقوا فإنه يأتي عليكم زمان يمشي الرجل بصدقته فلا يجد من يقبلها يقول الرجل: لو جئتَ بها بالأمس لقبلتها فأما اليوم فلا حاجة لي بها''، وروى أيضاً البخاري ومسلم ''إن الساعة لا تقوم حتى يطوف أحدكم بصدقته لا يجد من يقبلها منه''، بل إن الذي يمنع الزكاة من ماله يعذب به في قبره، ويوم القيامة فقد أخرج البخاري في ذلك قول النبي: ''من آتاه الله مالاً فلم يؤد زكاته مُثّل له يوم القيامة شجاعاً أقرع له زبيبتان يطوقه يوم القيامة ثم يأخذ بلهزمتيه -يعني شدقيه- ثم يقول أنا مالك كنزك''، ثم قرأ النبي -صلى الله عليه وسلم قول الحق سبحانه (ولا يحسبن الذين يبخلون بما آتاهم الله من فضله هو خيراً لهم بل هو شر لهم سيطوقون ما بخلوا به يوم القيامة)·
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©