الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

ثريا العريض: قصائدي تفور بالحزن لمعاناتنا العربية

ثريا العريض: قصائدي تفور بالحزن لمعاناتنا العربية
22 سبتمبر 2007 22:07
تعد الدكتورة ثريا العريض تجارب شعرية مهمة ومميزة على الساحة الشعرية العربية وقيل عنها وعن تجربتها الكثير ومن هذه الشهادات ما قاله الشاعر والكاتب السعودي الدكتور غازي القصيبي الذي وصفها بـ''زرقاء الظهران''، والشاعر اليمني الكبير الراحل عبد الله البردوني ''هي أشهر الشواعر المعاصرات''، أو ما قاله الناقد محمد العباس معتبراً أنها ''صوت أنثوي صاف'' ضمن الخطاب النسوي في الخليج، ترسم علاقة المرأة العربية بالوطن المتناقض الوجوه· ''الاتحاد'' التقتها وكان معها الحوار التالي: ؟ أنت ابنة الشاعر البحريني المرحوم إبراهيم العريض، حدثينا عن ذكريات الطفولة مع والدك الشاعر الذي يعتبر أحد أهم رواد حركة الشعر العربي في المشرق، وأي تأثير لوالدك في صنع مخيلتك الشعرية؟ ؟؟ ولدت بعد ثلاث سنوات من وفاة شقيقتي هند، ''طفلة تحبو'' فكان استقبالي في العائلة ترحيباً وبتشوق، خاصة من والدي الذي كان متعلقاً بي بالرغم من أنني جئت الطفلة السادسة بين إخوتي· وقد ظل شعوري بالأمان والثقة بالنفس مستمراً منذ ولادتي· لا أذكر متى بدأ وعيي بوالدي، لكني شديدة التعلق به· الكل يعرفه شاعراً وأديباً ونحن نعرفه والداً حبيباً·· كانت علاقته بنا حميمة جداً، لم يكن يفرق في معاملته للفتاة والفتى، لكنه كان يحتفي بالذكاء ويشجع الموهبة بغض النظر عن الجنس· علمنا حب الجمال وتذوقه في كل ما حولنا وله الفضل الأول والأكبر في صنع مخيلتي الأدبية، حيث فتحت لي مكتبته بوابات الاطلاع على روائع الأدب العالمي الروائي ودواوين الشعر بأكثر من لغة· شجعني على الرسم أيضاً وعرفني على الأدباء والمفكرين البحرينيين والعرب، حيث كنا نلتقي بهم في زياراتهم لمنزلنا أو عندما يصطحبني في السفر إلى المتاحف والمسارح وعروض الأفلام المتميزة· ولم يصنع مخيلتي الشعرية فقط بل أسس بنائي الثقافي كله وشعوري بخليجيتي وقوميتي وتوجهاتي السياسية· ؟ أنت حاصلة على شهادات عليا في التخطيط التربوي والإدارة من جامعة عريقة بأميركا، لكنك تكتبين الشعر ولديك دواوين شعرية عديدة· أين تجدين نفسك، وهل تهربين من ضغط العمل والإدارة إلى واحة الشعر؟ وهل المرأة العربية بطبيعتها شاعرة تحن إلى الجمال والإبداع والخلق الذي يترجم رقتها، وربما تجد فيه متنفساً لما تتعرض له من قهر وظلم؟ ؟؟لا أهرب إلى الشعر فالشعر جزء لا يتجزأ من كياني وهو معي في موقع و كل نفس· ولا أستطيع القول إن كل امرأة عربية شاعرة تحن إلى الإبداع ولكنه عالم متسع يحوي من يحملن موهبة الشعر ومن يتذوقنه ومن لا يفهمن فيه شيئاً ولا يرينه مهما لا كإبداع ولا كتعبير· كوني شاعرة بالسليقة، لم يكن من صنعي وإنما ولدت شاعرة منذ البدء واحتفاء النقاد والمتلقين بشعري تميز أعتز به جداً، لكنني لا أرى نفسي مجرد امرأة تملك موهبة قول الشعر والتعبير بأسلوب شاعري وتستجدي فرصة للوقوف على أي منبر لتلقي شعرها إلى أي جمهور يسمعها ولو بصورة ترفيه يهرب به من الجفاف والسأم المحيط بنا·· أراني بالدرجة الأهم امرأة مثقفة إلى أعلى الدرجات وليس بحمل الشهادة العليا وإنما لمتابعتي الجادة مستجدات المجالات التي تهمني وعلى رأسها علم النفس وعلم الاجتماع و تطوير دور المرأة في بناء المجتمع، ولذلك يجتمع الشعر والانفعال حين أعايش الضغوط التي تعانيها المرأة العربية والشرقية عموماً فتعبر قصائدي عن مشاعري الأنثوية وحين يأتي انفعالي من جهة مواطنتي القومية تأتي قصائدي تفور بالحزن لما أعايشه من معاناتنا القومية· النقد ؟ هل أنت مرتاحة لما كتبه النقاد حول تجربتك الشعرية ومنهم سعد البازغي، محمد العباس، محمد اليوسفي، عبد الله الغذامي، إبراهيم الحجري، معجب الزهراني، عبد الله المعيقل، وعبد السلام المسدي؟ ؟؟ طبعاً يسرني أن يهتم النقاد بقصائدي وأن يأتي ذلك بصورة إيجابية غالباً ومن منطلق الاهتمام المهني التخصصي وليس عبر معرفة شخصية بي تحدوهم للكتابة عني· الذين ذكرتهم - ومن لم تذكر منهم تناولوا شعري بالدراسة - هم فعلاً من خيرة النقاد في ساحتنا العربية وإلى جانب ذلك هناك أكثر من أطروحة للدراسات العليا في الأدب تناولت جوانب من شعري بالتفصيل، تم اختيارها كمحور لها بناء على اقتراح الباحث الدارس أوالدكتور المشرف في جامعة سعودية أو مصرية أو أردنية أو حتى بريطانية لكونها تجربة غنية وتقدم الجديد· ؟ اعتبرك الناقد محمد العباس ''صوتاً أنثوياً صافياً ضمن الخطاب النسوي'' هل أنت مع هذا التصنيف، وهل تصنيف إبداع المرأة الشعري بـ''كتابة نسوية'' يحط من مكانتها أمام إبداع الرجل الذي يرى أن إبداع أو أدب المرأة ضعيف المستوى؟ ؟؟ الناقد محمد العباس فعل متميز بين النقاد في الساحة الخليجية وهو لا يلقي الأحكام جزافاً ولا يلجأ للتصنيفات دون مبررات حقيقية· أوافقه أن صوتي في الشعر صوت أنثوي وأجد أن ذلك هو ما يجب أن يكون حين الصوت يأتي طبيعياً متفقاً مع تفاصيل الشاعر الواقعية· لست ضد مصطلح الشعر الأنثوي ولا أجده متهماً بالضعف أو يحط مكانته مقارنة بإبداع الرجل· صحيح أن الأبداع إنساني بالدرجة الأولي، لكنه أيضاً بشري تؤثر فيه مواصفات المبدع البشرية ومنها الجنس وتفاصيل المحيط البشري والثقافي والطبيعي الذي يحيط بهذا المبدع· هناك جوانب مشتركة في الشعر لكونه إنسانياً وجوانب خاصة تأتي من كونه بشرياً أو فئوياً وكون الإبداع يصدر عن امرأة لا بد أن يكون صادق التعبير أن يتأثر بكونها أنثى ولها في محيطها الخاص موقع ومعاناة ومشاعر وحتى لغة خاصة بها وجوانب لا يتعرض لها أو يشاركها فيها الرجل في هذا المحيط نفسه· ؟ما رأيك فيما تعرفه السعودية من وفرة في الإصدارات الروائية التي تكتبها كاتبات شابات أذكر منهن رجاء الضايع، صبا الحرز وأخريات· كيف تفسرين هذه الوفرة؟ ؟؟ولم لا·· ما يحدث تطور طبيعي وربما جاء متأخراً بعض الشيء بأسباب الضغوط المجتمعية في الفترة الأخيرة· طبيعي أن تشارك المرأة في كل جوانب الحياة ومنها الإبداع والجوانب الثقافية الأخرى لقد نجحنا في نشر التعليم العام حتى فاق عدد الطالبات عدد الطلاب، وانتشرت التقنية الحديثة مثل التواصل عبر الإنترنت بآخر الإصدارات ودور النشر في العالم وليس فقط العربي· فلم الاستغراب أن تغتنم الشابات المتعلمات الموهوبات هذه الفرص المتوافرة للتواصل ولنشر إبداعاتهن؟ حيث إن الرواية هي الفن التعبيري الذي اجتاح الساحة العربية بعدما تسيد الساحة العالمية منذ منتصف القرن الماضي، ليس غريباً أن تبدأ فتياتنا الموهوبات بكتابة الرواية وليس الشعر الذي يحتاج موهبة أخرى أو القصة القصيرة التي تزحلقت عن عرش الكتابة السردية· ؟ كيف ترين مستقبل الشعر في السعودية ومنطقة الخليج العربي عموماً ؟ ؟؟ الشعر سيظل دائماً موجوداً كاستعداد فطري طبيعي عند بعض الأفراد· قد يكون شعبياً وقد يكون فصيحاً سيظل هناك من يولدون وهم يحملون هذا الاستعداد· اليوم أجد أن الشعر الشعبي اجتاح الساحة العربية وقد يكون السبب أن موجة التركيز على ضرورة التجديد في الأسلوب والصيغ الشعرية سممت العلاقة بين الشاعر الفصيح والمتلقي في المجتمع الذي لا يهمه الشعر الغرائبي بقدر ما يهمه أن يعبر الشعر ببلاغة عن همومه المشتركة أو هموم الشاعر الخاصة به ''وهذا هو سبب جماهيرية نزار قباني في بداياته مثلاً''· النتيجة اليوم أن باب الشعر الفصيح استعصى على المتلقي العام واقتصر على نخبة فئوية تكتفي بذاتها ومن هنا تقاطر المتلقون إلى بوابة الشعر الشعبي التي لا تقصي أو ترفض أحداً· ؟هل سيعود المنبر للشعر الفصيح؟ ؟؟حين يعود الشعر إلى التعبير القابل للفهم والرمزية المشتركة الجذور وربما يأتي ذلك حين تترك الإذاعات وبرامج التلفزيون البث باللهجات المحلية فيضطر المستمع إلى تذكر لغة القرآن لكي يتواصل مع كل البرامج و ليس نشرة الأخبار فقط
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©