الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

بريطانيا تطلق حملة شرسة على مهربي الكافيار الأسود

بريطانيا تطلق حملة شرسة على مهربي الكافيار الأسود
26 مارس 2008 23:52
انتزع الكافيار الأسود مؤخراً لقب ''الذهب الأسود'' بعدما قفزت أسعاره بنسبة بلغت 60% خلال فترة الاثني عشر شهراً الماضية مما حفز عمليات التهريب وهدد حياة الملايين من أسماك الحفش· وتقدر التجارة العالمية غير المشروعة في البيض الأسود الصغير بحوالي 250 مليون جنيه استرليني في كل عام، وتمكنت السلطات في الاتحاد الأوروبي من مصادرة أكثر من 12 طنا من الكافيار المهرب منذ العام ·2002 وقام الاتحاد الأوروبي خلال عام 2002 بفرض حظر على استيراد الكافيار الأسود من منطقة بحر قزوين، وفي عام 2005 انضمت الولايات المتحدة إلى هذا الحظر· وفي العام الماضي فرضت روسيا - المنتج الرئيسي لهذا النوع من الكافيار الفاخر - قيوداً على عمليات صيد أسماك الحفش، وحظرت التجارة في الكافيار الأسود· وبدأت المملكة المتحدة مؤخراً شن أكبر هجوم على تجارة الكافيار غير المشروعة، حيث أصدرت تحذيرات لكبار الطهاة في أكثر من 350 مطعماً وناديا وكازينو في لندن بإمكانية مقاضاتهم في المحاكم متى ما تبين أنهم يشترون الكافيار من السوق السوداء· ويقود هذا الهجوم مجلس ضاحية ويستمينستر لأن معظم الكافيار المهرب يباع في هذه المنطقة التي يبلغ حجمها 8,3 ميل مربع، ويعمل المجلس البلدي بالتعاون مع القوة الوطنية لمكافحة جرائم الحياة البرية المعني بإجراء التحقيقات في حجم التجارة غير المشروعة في جميع الأنحاء البريطانية· ويقول كريس كير الذي يرأس القوة الوطنية للمكافحة: ''كمنتج فاخر فإن الكافيار يجتذب العديد من الشبكات الإجرامية لبيعه في الأسواق البريطانية وتحقيق أرباح هائلة، إننا نرغب في إلقاء القبض ومحاكمة المجرمين ولكن من السهل القول بذلك ومن الصعوبة بمكان تنفيذ هذا الأمر''· أما لورا كينج التي تدير محلات كينج للأطعمة والأغذية الفخمة والتي تزود المطاعم بمعظم كميات الكافيار ''الشرعي'' الذي يباع في بريطانيا فقد قالت من جانبها: ''إن كافيار السوق السوداء مثله مثل الاتجار في المخدرات وبامكانه أن يحقق كميات هائلة من الأموال متى ما تمكن المجرمون من تهريبه وعدم مصادرته''، وأشارت إلى وجود العديد من المنافذ في لندن التي تبيع الكافيار في السوق السوداء· وكانت قوات الشرطة قبل أربعة أعوام من الآن قد داهمت ثلاثة محلات في منطقة كينسينجتون وصادرت 229 صفيحة من الكافيار غير المشروع بالاضافة إلى وثائق وأوراق ثبوتية تكشف عن وجود طلبيات يبلغ حجمها 3 أطنان دون أن تتم إحالة أصحاب المحلات إلى القضاء· إلى ذلك فقد استمرت هيئات انفاذ القوانين تبذل كل ما في وسعها لمكافحة التجارة غير المشروعة التي تساوي قيمتها خمسة أضعاف قيمة التجارة المشروعة، حيث ذكرت جوليا روبرسون في منظمة ''كافيار ايمبتور'' المعنية بالمحافظة على أنواع الأسماك المنتجة أن أكثر من 1,5 طن من الكافيار غير المشروع تم العثور عليها في بريطانيا في فترة السنوات السبع الماضية· وسوف تتقدم القوة الوطنية لمكافحة التجارة غير المشروعة بتقريرها عن حجم التجارة في السوق السوداء في أوائل أكتوبر المقبل· وتقدر الجماعات الناشطة في حماية البيئة أن مخزون أسماك الحفش في بحر قزوين الذي ينتج معظم الكافيار في العالم قد انخفض بأكثر من 90 في المئة خلال فترة العقود الثلاثة الماضية بسبب الافراط في عمليات الصيد المشروع وغير المشروع على حد سواء· وفي أوائل هذا الشهر عمدت هيئة التجارة العالمية في الأنواع المهددة بالانقراض إلى وضع قوانين وفرض حصص جديدة لتصدير الكافيار تتفق مع القيود التي تم فرضها في العام الماضي إلا أنها ما زالت تواجه انتقادات لكونها مخففة وأقل من المطلوب· وتقول فيدرا دوكاسيس في معهد بيو لعلوم المحيطات: ''إن الاحتفاظ بهذه الحصص على حالها يفترض أن مخزونات أسماك الحفش مستمرة أيضاً على نفس حالها، ولما كنت اتشكك في وجود أي دليل يسند هذا الرأي لذلك يجب العمل على خفض هذه الحصص عاماً بعد عام''· وعلى الرغم من أن الخبراء يعتقدون أن القوانين الجديدة تفرض على المصدرين ضرورة وضع أنواع خاصة من الماركات عبارة عن بطاقات غير قابلة لاعادة استخدامها بحيث تساعد على منع امتداد تجارة السوق السوداء الا أن عمليات الصيد والحصاد غير المشروع أصبحا يزدهران بسبب انفجار الطلب المحلي في روسيا أيضاً· وفي ظل المصير المأساوي الذي ينتظر أسماك الحفش ووصول السعر إلى أكثر من 1000 جنيه استرليني لكل مائة جرام من بيض أسماك الدولفين الأبيض فقد اتجهـــت معظم المطــاعم وباعـــة التجزئـــة في بريطانيا إلى البحث عن البدائل المستدامة· وأصبحت حتى المطاعم الفاخرة من أمثال مطعم مايشين ومطعم لي جافروتشي في لندن تقدم لزبائنها الكافيار المزروع في البرك المائية الخاصة والأرخص ثمناً بكثير من بيض أسماك الحفش التي تتوالد في بحر قزوين· ''نقلاً عن صحيفة التايمز اللندنية''
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©