الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

مهرجان «أضواء الشارقة» يرسم ملامح جمال الإمارات وتراثها العريق

مهرجان «أضواء الشارقة» يرسم ملامح جمال الإمارات وتراثها العريق
9 فبراير 2013 13:09
تعيش إمارة الشارقة هذه الأيام عرساً فنياً وسياحياً استثنائياً، حيث تحتفي وللمرة الثالثة على التوالي بمهرجانها الضوئي الفريد من نوعه، الذي انطلق الخميس الماضي، لتشع وعلى مدى تسع ليال متواصلة، حتى 15 فبراير الجاري، تزدان خلالها بآلاف النقاط الضوئية الملونة، التي ترسم صورا فنية بديعة ومشاهد نابضة بالحياة، على نماذج مختارة من أشهر مبانيها التاريخية ومعالمها السياحية، عاكسة أبعاداً جمالية معبرة عن ملامح مؤثرة من تراث الإمارات، وإرثها الثقافي، وتاريخها الحديث. (الشارقة) - تتلألأ المدينة الباسمة بطاقات هائلة من الأنوار والأقمار الوضاءة، حتى ليلة الخامس عشر من هذا الشهر، فتحتفل مع سكانها وزوارها الذين يتوافدون من كل حدب وصوب ليكونوا جزءا من هذه التجربة الجمالية المتفردة على مستوى كل الشرق الأوسط، وذلك للاطلاع على أحدث تقنيات الرسم الضوئي وإبداعات التشكيل بالأنوار، التي تلتقي بأشعتها من فوق جدران صروح الشارقة كحزم ضوئية مكثفة، تتلون بلوحات راقصة ومتحركة تكونها شلالات من الأضواء الصغيرة الباهرة. وحول فعاليات مهرجان أضواء الشارقة في نسخته الثالثة خلال 2013، قال مدير الإعلام في هيئة الإنماء التجاري والسياحي في الشارقة طارق النقبي، إنها فعاليات مهرجان الأضواء في نسخته الجديدة تتوزع على حوالي 14 موقعاً متميزاً من ربوع الإمارة، لتشرق ببريق الألوان والنور مبتكرة صورا فنية رائعة تحكي قصصا وحكايات لصفحات مضيئة من ماضي الإمارات وحاضرها المتنامي، فترسمها على بعض من قصور الشارقة ومتاحفها وحصونها وأسواقها، بكل ما تمثله من هندسة إسلامية بديعة وما تعكسه قبابها وأقواسها وأعمدتها الشامخة من حضارة وجمال، تصاحبها مقطوعات موسيقية صادحة تعبر عن المشهد المرئي وتعيد صياغته، فتبرز هي الأخرى أوجهاً متعددة من ثقافتنا وتراثنا الغني مع موروثاتنا الشعبية التي نعتز ونفخر بها. لوحات من التراث ويتابع: في هذا المهرجان ركزنا على إبراز مواضيع معينة خلال العروض الفنية للأضواء، منها على سبيل المثال ملامح الحياة البحرية وحياة الكائنات المائية من أسماك ملونة، وعروق مرجانية وقناديل البحر، مع مشاهد قديمة لمهنة صيد اللؤلؤ والغوص تحت الماء، بالإضافة لصور متحركة لتراث الإمارات الأصيل، مع الزخارف الفنية المتراقصة، والتي تتحول بأشكال بديعة من حال إلى حال، و لوحات أخرى تستعرض سمات متألقة من حضارة الإمارات الماضية والحاضرة، مستخدمين في ذلك أحدث التقنيات العالمية في هذا المجال، من تلك التي تتمتع بجودة عالية، وتعتمد آلية ذكية في تكنيك العمل، بحيث تلتقط نقاط الضوء، وتعكسها بطرق فنية جديدة ومتطورة، ليس فيها أي هدر للطاقة الكهربائية على الإطلاق، وبإشراف فريق متخصص من الخبراء العالمين الذين لهم باع في هذا الشأن، إذ يتم في مثل هذه النوعية العروض عادة إغلاق تام للإنارة في محيط العرض «إنارة الشارع»، في حين يستفاد من الطاقة ذاتها لتستثمر في إعادة عملية التشغيل العروض الضوئية، ونحن استطعنا في هذا العام من تقليص النسبة لتصل لحوالي 50% فقط من الطاقة الكلية المستهلكة في إنارة المكان. معالم من الشارقة وتم خلال هذا العام توسيع نطاق العروض الضوئية للمهرجان لتمتد للمناطق الوسطى والشرقية من إمارة الشارقة، إضافة للمعالم السياحية والثقافية في وسط المدينة، لتشمل مواقع كل من القصباء بواجهاتها الداخلية والخارجية، مع منطقة حصن الشارقة، ومسجد النور، والميدان المميز أمام قصر الثقافة، بالإضافة لواجهة المجاز المائية الجديدة والمطلة علي بحيرة خالد، مع جدران مسجد المجاز القريب منها، وضفاف بحيرة خالد، وقباب دار القضاء، والسوق المركزي أو الإسلامي، والمركز الاستشاري، وميدان الكويت، ثم مطار الشارقة الدولي، ومسجد عمر بن الخطاب في مدينة خورفكان، لتنتهي عند معلم جامعة الشارقة في مدينة كلباء. عرض باهر وفيما جاء الافتتاح من على ضفاف القصباء باهراً ومتميزاً بكل المقاييس، فقد احتشدت جماهير غفيرة في مواقع مختلفة من الشارقة، لتتمتع بانطلاقة هذا الحدث الاستثنائي الفريد من نوعه على مستوى المنطقة، كما لوحظ تواجد مكثف للعديد من الأسر والأطفال بشكل خاص في أماكن مختلفة للمهرجان، حيث يصف عبدالله محمد 45 عاماً سبب حضوره لمشاهدة الفعاليات، بقوله إنه عمل بديع، يميز إمارتنا الجميلة ويفردها عن أي مكان آخر، فلطالما عرفت بأنها مدينة الثقافة والفنون، وليس غريبا ان تخرج بأفكار خلاقة تعزز من مكانتها السياحية وتدعم توجهها العام، لتروج لنفسها كوجهة مثالية للترفيه العائلي، فتجمع الكبار والصغار بأسلوب حضاري متمدن، فيه مرح وبهجة ومتعة للناظرين، مظهرة في الوقت ذاته جوانب مهمة من تاريخ الإمارات وتراث وثقافة سكانها الأصليين، مشيراً إلى أن مهرجان أضواء الشارقة، أصبح من الفعاليات التي يعتد بها ويترقبها الكثيرون، خاصة أنه يأتي وسط أجواء مناخية معتدلة بل ومنعشة، لتجعل من الانخراط في الأنشطة الجماهيرية المفتوحة في الهواء الطلق أمراً مرغوباً ومحبباً من قبل الجميع. ترفيه عائلي وعن سعادتها الكبيرة، بحضور المهرجان مع بقية أفراد العائلة، أضافت سلوى إبراهيم ربة منزل34 عاماً: نحن نعد أنفسنا من سكان الشارقة المحظوظين، كوننا نسكن في منطقة كورنيش البحيرة، التي تطل على واجهة المجاز الجديدة وبحيرة خالد، مما يمنحنا اطلالات رائعة من كل ركن وزاوية، فنتمتع بمناظر خلابة ومذهلة للعروض الضوئية التي تستمر بوتيرة يومية متواصلة حتى منتصف الليل وطوال أيام المهرجان، وفي هذا العام قررنا كعائلة أن نحضر حفل الافتتاح، ونشهد أول إشارات الانطلاق، وقد خضنا بالفعل تجربة رائعة وجديدة لأبعد الحدود، خاصة الأطفال الذين كانوا مبهورين طوال وقت العرض، غير مستوعبين كل هذه الصور الملونة المضيئة التي تتراقص على جدران المكان، كما لفتنا جميعا موضوع الاستعراض الذي اعتمد في هذا العام سبر أغوار عالم البحار، عبر لقطات متحركة ومدهشة للحياة البحرية والكائنات الحية الملونة تحت الماء. تجربة رائدة كما أشارت أم عمر التي حضرت مع ابنتيها لتشهد فعاليات افتتاح المهرجان، إلى تأثرها العميق بجماليات الحدث،، وقالت: نحن من سكان إمارة رأس الخيمة، ولقد قرأنا عن هذا المهرجان في الصحف المحلية، فأردنا أن نكون جزءا من الحدث، كونه أمراً استثنائياً ومختلفاً نفتخر بوجوده والاحتفاء به في بلدنا الإمارات، فهذا المهرجان لا يقام إلا بشكل محدود في بعض عواصم العالمية والدول الكبرى، ويعتبر فريدا من نوعه في الوطن العربي، لكنا تعودنا من الشارقة بأن تتبنى كل الأفكار الجميلة، وترعى الأحداث المميزة والهامة، ولعل اختيارها كعاصمة للثقافة والفنون والمدينة العربية والإسلامية الأفضل للعام 2015 لم يأت من فراغ، بل من خلال استحقاق جدير يشي بثقلها الحضاري والتراثي والإنساني بين بقية مدن العالم. وتتابع ابنتها نوف 20 عاماً، الحديث عاكسة بدورها إعجابها الشديد بكامل المهرجان، في قولها إنه عرض بديع، وتجربة ممتعة ورائدة تستحق الحضور والمشاهدة الحية المباشرة، لأن مراقبته من خلال الشاشات لا يفيه أبدا حقه، فلابد من التواجد في وسط المكان فعليا، لتنفعل بكل ما يجري من حولك، خاصة مع صوت الموسيقى والأنغام التي تلاحق أطياف الأضواء، وتتراقص معها بشكل ساحر وباهر، وأروع ما في الموضوع كله هو كيفية تسخير هذه التقنيات الحديثة والآليات المتطورة في التعبير عن الماضي والتراث والتاريخ الحضاري للشعوب، وفي رأي أن الشارقة تفوقت على نفسها في احتفالية النور هذه.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©