الأكثرية تلوح بانتخاب نسيب لحود رئيساً

ارتفعت حرارة السجال السياسي في لبنان عشية بدء الاستحقاق الرئاسي على خلفية اغتيال النائب انطوان غانم، ودخلت مرحلة التحدي في اشارة الى انه لن ينتخب رئيس للبنان في 25 الجاري، بل أن الاتجاه يميل الى التفجير أكثر من التهدئة· ورغم تأكيدات رئيس البرلمان نبيه بري على عقد الجلسة في موعدها بعد غدٍ الثلاثاء فان المعطيات المتوافرة لدى ''الاتحاد'' تشير الى أن نصاب الثلثين لن يكتمل، وان الرئيس بري لن يعلن افتتاح الجلسة بل سيحدد موعداً جديداً بعد عيد الفطر · وحذرت مصادر الأكثرية من مغبة عدم افتتاح بري الجلسة وقالت لـ''الاتحاد'' بان فريق 14 مارس مصمم وعازم على انتخاب رئيس للجمهورية، وفي حال استمر بري على سلبيته بعدم افتتاح الجلسة فان البدائل اصبحت جاهزة وقد يلجأ اليها هذا الفريق كخيار أخير· ووفق السيناريو الذي سربه فريقه الأكثرية فانه بعد إعلان بري تأجيل الجلسة بحجة عدم اكتمال النصاب، تلجأ قوى 14 مارس الى انتخاب رئيس للجمهورية، بغياب رئيس البرلمان الذي ستوجه إليه اتهامات تعطيل الاستحقاق، ويتولى نائبه فريد مكاري إدارة رئاسة الجلسة والاشراف على عملية الانتخاب وبمن حضر، وليس هناك من يعارض أي نصاب يكون قد اكتمل· وذكرت المصادر أن فريق الأكثرية سيأمر نوابه بمغادرة مقر البرلمان فور إعلان بري تأجيل الجلسة الى مكان اقامتهم المؤقتة في فندق فينيسيا، لعقد جلسة نيابية في احدى قاعات المؤتمرات داخل الفندق يحضرها جميع سفراء الدول المعنية بهذا الاستحقاق لاسيما السفراء الاميركي والفرنسي والروسي والصيني والبريطاني، وسفراء الاتحاد الاوروبي وبعض السفراء العرب، ليتم انتخاب المرشح عن الأكثرية النائب السابق نسيب لحود، وطلب حماية دولية فورية وعاجلة من المنظمة الدولية لتوفير الامن للرئيس الجديد· اما لماذا تقرر أن تجري الانتخابات في بيروت وليس في أي مكان آخر بعدما كانت طرحت نيويورك لهذه الغاية، فتعود الى رفض عدد كبير من أعضاء مجلس الامن الدولي لمثل هذا التوجه، فضلاً عن نفى أمين عام الامم المتحدة بان كي مون، ورئيس مجلس الامن الدولي، ان يكون أي منهما تلقى طلباً رسمياً من الحكومة اللبنانية بهذا الصدد· ورد مصدر قيادي في المعارضة على ما تسربه قوى الأكثرية من سيناريوهات للاستئثار بالسلطة واكد لـ''الاتحاد'' بان المخطط واضح تماماً وهو تدويل لبنان، والاكثرية لم تخف رغبتها بذلك من خلال دعوتها للمنظمتين الدولية والعربية لحماية الاستحقاق الرئاسي· وقال إن المعارضة جاهزة للرد مباشرة على اية خطوة سلبية قد تقدم عليها الاكثرية ومرشحها للرئاسة معروف جداً وهو رئيس كتلة ''الاصلاح والتغيير'' النائب الجنرال ميشال عون، وفور إعلان فوزه بالرئاسة سيقدم على تشكيل حكومة انقاذية تكون أولى مهامها حل البرلمان والدعوة الى انتخابات نيابية مبكرة· وسط هذه المستجدات والسجالات السياسية اعلنت قيادة الجيش اللبناني أن المنطقة المحيطة بمقر البرلمان في ساحة النجمة اصبحت منطقة عسكرية محظور على اي كان دخولها بدون تصاريح مسبقة· وقالت مصادر امنية أن وحدات من الجيش ستتولى أمن المنطقة انطلاقاً من حدود اعتصام المعارضة في ساحتي رياض الصلح والشهداء وحتى البحر غرباً وشمالاً اعتبار من يوم غدٍ الاثنين· وقالت مصادر بري انه كان ولا يزال يراهن على بعض العقلاء في صفوف الموالاة الذين يتصلون به ويتصل بهم، من اجل التوصل الى حل توافقي، كما يراهن على موقف سعودي ضاغط، وعلى موقف للبطريرك الماروني نصرالله صفير ''من أجل عدم توريط البلاد في هذا السيناريو''· واكد بري انه مستمر في مسعاه، ولكن ينتابه قلق من أن تتغلب نوازع الشر على الحكمة بما يأخذ البلد الى مهوار كبير· واشار الى انه سيستنفد الايام الفاصلة عن موعد الجلسة في محاولة للجم الانفعالات وقطع الطريق على اي خطوة متسرعة لن تكوت في مصلحة احد· وكان الرئيس بري قد التقى الرئيس الاعلى لحزب الكتائب الرئيس الاسبق أمين الجميل، ورئيس الحزب كريم بقرادوني امس وعرض معهما آخر تطورات ملف الاستحقاق، واطلعهما على مواقفه وثوابته من هذا الاستحقاق·