الحريري يطمح في رئاسة الحكومة اللبنانية المقبلة

افتتح رئيس مجلس الوزراء اللبناني فؤاد السنيورة حملته الانتخابية بالصلاة في مسجد بهاء الدين الحريري في مدينة صيدا التي وصلها ظهر أمس في زيارة تستمر عدة أيام استعداداً للاستحقاق النيابي في 7 يونيو المقبل• وشكلت رحلة السنيورة الانتخابية الأولى إلى دائرة صيدا ليفوز بمقعد نيابي من اثنين، توترا بالغا بين تيار ''المستقبل'' الذي ينتمي اليه رئيس مجلس الوزراء، والتنظيم ''الشعبي الناصري'' الذي يمثله في البرلمان النائب اسامة سعد الذي كرر أمام أنصاره في لقاء عاجل أمس القول ''اهلاً بالمعارك'' ما يؤشر إلى معركة حامية بين الرجلين في حين ان المقعد الثاني مضمون من حيث المبدأ لصالح وزيرة التربية والتعليم العالي بهية الحريري• ومع وصول السنيورة إلى عاصمة الجنوب، أعلنت ''الجماعة الإسلامية'' في صيدا، ان المفاوضات مع تيار ''المستقبل'' وصلت إلى طريق مسدود، وان على الشيخ عمار مرشحها للمقعد الثاني، الذي يتنافس عليه السنيورة والنائب اسامة سعد عن ''الشعبي الناصري''، ما زال مستمراً في المعركة• وأوضحت مصادر المعارضة في صيدا لـ ''الاتحاد'' أنه من شأن خوض غمار المعركة حتى النهاية، سحب البساط من تحت أقدام السنيورة لصالح سعد، خصوصاً ان قوى المعارضة تدعم الأخير بقوة، وتوقعت بروز معطيات تغير قواعد اللعبة الانتخابية في دائرة صيدا من خلال تضامن التنظيمات الإسلامية مع احزاب المعارضة• وتحدثت المصادر نفسها عن ان الهدف من ابعاد السنيورة إلى دائرة صيدا عوضاً عن ترشيحه عن الدائرة الثالثة في بيروت، التي يتزعمها رئيس تيار ''المستقبل'' النائب سعد الحريري المضمونة الربح، يكمن في رغبة الأخير في تولي رئاسة الحكومة المقبلة، وهذا ما لم ينفه الحريري في تصريحاته الصحفية الأخيرة، ويؤيده في ذلك بقوة الرئيس بري• واللافت ان حماوة المعركة في صيدا انسحبت على مدينة طرابلس مباشرة، وتعثرت المفاوضات بين أقطاب لائحة هذه المدينة التي تتكون من 9 مرشحين عن 9 مقاعد، وكشف النقاب عن اخراج النائب مصباح الأحدب من لائحة ''المستقبل'' لصالح النائب السابق احمد كرامي، ما اثار حفيظة الأول الذي لوح بالتخلي عن فريق 14 مارس والتحالف مع فريق 8 مارس على لائحة رئيس الحكومة السابق عمر كرامي المنافسة الرئيسية للائحة المستقبل• وفيما لم تتضح بعد الخريطة النهائية لتحالفات طرابلس، جدد الرئيس كرامي هجومه على فريق 14 مارس متهماً ''اياه باستخدام المال السياسي بقوة في المعركة، ولفت إلى ان أبناء طرابلس الذين يعرفون كل الحقائق، لن ينصاعوا للاغراءات المادية ولن يبيعوا ضمائرهم في هذه الانتخابات التي يصر أكثر من قطب بارز فيها على وصفها بالمصيرية• وأكد منسق تيار ''المستقبل'' النائب سمير الجسر الذي يتزعم لائحة ''المستقبل'' بان الانتخابات هي مصيرية حقاً وقال خلال افتتاحه مركز ''تجمع علائلات التبانة'' في طرابلس أمس، ان لوائح ''المستقبل'' ستعلن مطلع الأسبوع المقبل، لافتاً إلى ان الانتخابات المقبلة مصيرية لانها تأتي بعد ازمة سياسية خرجت عن اطار المؤسسات الدستورية، وعلى الناس الاختيار بين مشروع الدولة ومشروع النظام الامني الشمولي الذي قد يعود من نافذة الانتخابات