الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

جولة ميتشل••• عناصر جديدة في سياسة السلام

جولة ميتشل••• عناصر جديدة في سياسة السلام
18 ابريل 2009 01:56
لأول مرة منذ تنصيب الحكومة الجديدة في إسرائيل، وتولي بنيامين نتنياهو السلطة، يلتقي مبعوث السلام الأميركي للشرق الأوسط، جورج ميتشل، القادة الفلسطينيين والإسرائيليين لبعث الأمل من جديد في حل الدولتين كتسوية نهائية للصراع• وقد بدأ ميتشل، مفاوض السلام المخضرم، جولته الشرق الأوسطية منذ يوم الاثنين الماضي، حيث التقى بمسؤولين في المغرب والجزائر كجزء من استراتيجية جديدة تتبناها إدارة أوباما تنظر إلى السلام من منظور أشمل يضم دولاً عديدة، وبعد لقائه بالمسؤولين في القدس ورام الله يومي الخميس والجمعة، ينتقل المبعوث الأميركي إلى مصر وبعدها إلى دول الخليج العربي• ومن العناصر الجديدة التي تتضمنها سياسة أوباما تجاه المنطقة، احتمال الربط بين الصراع الإسرائيلي - الفلسطيني، والمخاوف الإسرائيلية من البرنامج النووي الإيراني، وذلك حسب ما تناقلته الصحف الإسرائيلية، وتبقى مهمة ميتشل الأساسية المساعدة على إيجاد حل للصراع في الشرق الأوسط بعدما وصل إلى درجة من التدهور غير مسبوقة في شهر يناير الماضي، عندما اندلعت الحرب بين إسرائيل و''حماس'' في غزة، لكن من المرجح أن تصطدم محاولات المبعوث الأميركي للسلام في المنطقة مع مواقف رئيس الوزارء بنيامين نتنياهو• فهذا الأخير، أشار في خطاب تنصيبه إلى أنه سيسعى إلى سلام اقتصادي مع الفلسطينيين، دون أن يأتي على ذكر حل الدوليتن الذي تبنته الحكومات الإسرائيلية السابقة ومعها المجتمع الدولي• والأكثر تشدداً من رئيس الوزراء هو وزير خارجيته، أفيجدور ليبرمان، الذي أكد في خطاب مثير للجدل ألقاه قبل أسبوعبن أن إسرائيل غير ملتزمة باتفاق أنابوليس، لكن مسؤولين في حكومة نتانياهو يطالبون بالتريث، وبعدم القفز مباشرة إلى استنتاجات حول مواقف الحكومة الإسرائيلية من عملية السلام وما ستقوم به لدعم وتعزيز احتمالاته• وفي هذا الإطار، قال أحد المسؤولين الإسرائيليين: ''إننا في الوقت الحالي نجري مراجعة لسياساتنا، والحقيقة أن الإدارة الأميركية مازالت في شهورها الأولى، ونحن في أيامنا الأولى، وما عبر عنه رئيس الوزراء هو الانخراط مع السلطة الفلسطينية والعمل على ثلاثة مسارات متوازية: اقتصادية وأمنية ودبلوماسية''• ولم يدلِ ميتشل بأي تصريحات لوسائل الإعلام، كما لم يصدر بيانات عامة خلال جولته الشرق الأوسطية؛ لأنه مازال في مرحلة تكوين رؤيته وجس نبض الحكومة الإسرائيلية الجديدة، وهو ما أشار إليه ''ستيوارت تاتل''، المتحدث باسم السفارة الأميركية في إسرائيل قائلاً: ''إنها المرة الأولى التي سيلتقي فيها ميتشل بالحكومة الجديدة وسيبدأ بالإجابة عن أسئلته المتعلقة بمواقف هذه الحكومة وتصوراتها حول السلام والتعامل مع الفلسطينيين''، مؤكداً أن زيارة ميتشل لدول لم يعتد المسؤولون الأميركيون على زيارتها تدل على رغبة إدارة أوباما في تبني رؤية أشمل للشرق الأوسط تمتد إلى مجمل الدول المنطقة العربية وعدم حصر الاهتمام على ما يجري في نقطة بعينها• ومن المؤشرات الأخرى على تغير الاستراتيجية الأميركية تجاه المنطقة، هو احتمال ربط إدارة أوباما بين المقاربة الإسرائيلية لتحقيق سلام مع الفلسطينيين، والمخاوف الإسرائيلية بشأن البرنامج النووي الإيراني، ففي يوم الخميس الماضي نقلت صحيفة ''يديعوت أحرنوت'' عن مسؤول أميركي قوله إنه ستكون هناك مقايضة: بوشهر مقابل ''يتزهار'' في إحالة إلى المفاعل النووي الإيراني وإحدى أكثر المستوطنات الإسرائيلية تطرفاً في الضفة الغربية• وبعبارة أخرى، سيرتبط موقف واشنطن من إيران بطريقة أو بأخرى باستعداد نتانياهو لتفكيك المستوطنات في الضفة الغربية، وأضافت الصحيفة أن نتنياهو وكبار وزرائه - ليبرمان وإيهود باراك- (اتفقوا على التحدث بصوت واحد يؤكدون فيه على ''خريطة الطريق'' كمسار للسلام، ويوضحون فيه أن القضية الفلسيطينية سترتهن بالمقاربة الأميركية تجاه التهديد الإيراني، بالإضافة إلى موقفها إزاء ''حزب الله'' و''حماس'')• وتواصل الصحيفة الإسرائيلية: ان المسؤولين الأميركيين باتوا واعين بهذا الربط، وقد وصلوا إلى خلاصة مفادها أنه ''إذا كنتم تريدون المساعدة الأميركية للتخلص من الخطر الإيراني بما في ذلك مفاعل بوشهر فاستعدوا لإخلاء المستوطنات في الضفة الغربية، خاصة مستوطنة يتزهار باعتبارها رمز الانسحاب الإسرائيلي من الضفة الغربية''• لكن ''مارك هيلر''، المحلل بمعهد دراسات الأمن القومي بجامعة تل أبيب يرى أن الربط بين الموضوعين لا يستقيم بسبب الاختلاف الجوهري الموجود بينهما قائلاً: ''أعتقد أن ما سيقوم به أوباما تجاه إيران لا علاقة له بما ستقوم به إسرائيل حيال الفلسطينيين، وهي تعكس فقط التخوف الإسرائيلي من أن تقول الإدارة الأميركية إنه سيكون من الأسهل إبداء الحزم مع إيران، لو حصل تقدم على المسار الفلسطيني، لا سيما أن هناك حالياً أطرافاً في الولايات المتحدة تعتقد أن الموضوعين متصلين، وأن حل القضية الفلسطينية، هو مفتاح حل بقية قضايا المنطقة''• ومن المتوقع أن تستمر التعقيدات نفسها التي وقفت في وجه رئيس الوزراء السابق، إيهود أولمرت، الذي تبنى حل الدولتين في تعطيل مساعي المبعوث ميتشل، فمثلاً مازالت ''حماس'' و''فتح'' مصرتين على حربهما الباردة بعدما تعثرت جهود المصالحة بينهما في مصر، كما أن ''حماس'' وإسرائيل لم تصلا بعد إلى اتفاق رسمي لوقف إطلاق النار، وهي المسألة التي عادت إلى الواجهة مع سقوط صاروخ ''قسام'' على إسرائيل في الوقت نفسه الذي وصل فيه ميتشل إلى الدولة العبرية• إلين براشر - القدس ينشر بترتيب خاص مع خدمة كريستيان سيانس مونيتور
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©