ارتفاع أسعار الخراف واللحوم يخيب آمال المستهلكين

ارتفعت أسعار الخراف واللحوم في سوق الأغنام وسوقي مدينة زايد والميناء للحوم في أبوظبي بنسبة تراوحت بين 28% إلى 75% للخراف بمختلف أنواعها وبنسبة وصلت إلى 33 % للحوم بكافة أصنافها قبيل وخلال الأسبوع الأول من شهر رمضان المبارك،وعكس التوقعات واصلت الأسعار ارتفاعها على الرغم من تراجع أسعار الخضراوات والفواكه في السوقين· وخابت أمس توقعات المستهلكين من انخفاض الأسعار خلال الأسبوع الثاني من شهر رمضان كما كان يحدث سنويا· وكشفت جولة ميدانية لـ''الاتحاد'' أمس عن ارتفاع أسعار الخروف الجزيري من 350 درهما إلى 450 درهما و500 درهم والتيس الجزيري من 250 درهما إلى 320 درهما والخروف الجيبوتي من 175 درهما إلى 300 درهم والخروف الأسترالي من 375 درهما إلى 480 درهما و500 درهم، كما ارتفع سعركيلو اللحم الهندي من 18 درهما إلى 24 درهم وكيلو اللحم الباكستاني من 18 درهما إلى 24 درهما و25 درهما ، وكيلو اللحم المحلي (إنتاج العين) من 18 درهما إلى 22 درهما و23 درهما بينما سجل اللحم المستورد من أستراليا وغيرها ارتفاعا طفيفا وصل إلى درهم واحد حيث يباع حاليا بسعر25 درهما بعد أن كان يباع بسعر24 درهما· شكاوى المستهلكين واشتكى مستهلكون التقتهم ''الاتحاد'' أمس في سوق الأغنام في أبوظبي من استمرار ارتفاع أسعار الخراف بكافة أنواعها طوال أيام الشهر المبارك مؤكدين أن هذا الارتفاع يحرمهم من عادتهم بتناول اللحوم على موائد الإفطار وتنظيم دعوات إفطار لأقاربهم وأصدقائهم والفقراء والمساكين· وأشار المستهلك المواطن عتيق صالح إلى أنه اعتقد أن أسعار الخراف ستنخفض خلال الأسبوع الثاني من رمضان بعد انخفاض إقبال المستهلكين على السوق كما هو معتاد سنويا مؤكدا أنه فوجئ بالأسعار أمس حيث بلغ سعر الخروف الجزيري 450 درهما و500 درهم بعد أن كان سعره لا يزيد قبل رمضان عن 350 درهما· ويؤيد المستهلك منصور سعيد المنصوري كلام عتيق صالح مؤكدا أن أقل زيادة في غالبية أصناف الخراف وصلت إلى 20% مشيرا إلى أن هذه الزيادة طبيعية حيث إننا في موسم شهر رمضان وجميع التجار وليس تجار الخراف فقط يرفعون الأسعار· وبرر المنصوري هذه الزيادة مشيرا إلى أن ارتفاع الإيجارات السكنية والتجارية هي سبب ارتفاع أسعار جميع السلع· آراء التجار ويؤكد التاجر مبارك سعيد أن سوق الأغنام هذا العام شهد لأول مرة انخفاضا كبيرا في أعداد الأغنام المتواجدة في حظائره بسبب منع الخروف الصومالي لأسباب صحية فضلا عن أن تجار الأغنام يواجهون لأول مرة منافسة شرسة من تجار الأغنام السعوديين والكويتيين والقطريين في التعاقد على شراء كميات ضخمة من الأغنام عند نزولها سوق رأس الخيمة قادمة من إيران وخاصة الخروف الجزيري· ويذكر التاجر دولت خان بمؤسسة سالم لبيع الأغنام أن غياب الخروف الصومالي أضر كثيرا بغالبية التجار حيث كان هذا النوع من الخراف يلاقي إقبالا كبيرا من الوافدين محدودي الدخل بسبب انخفاض سعره حيث كان يباع بسعر يتراوح بين 150 درهما إلى 180 درهما، وللأسف اختفى الخروف الصومالي وحل محله الخروف الجيبوتي لكن الإقبال ضعيف جدا على الأخير بسبب ارتفاع سعره إلى 300 درهما علما بأن صافي وزن لحم هذا النوع لا يزيد على 12 كيلوجراما بينما كان صافي لحم الخروف الصومالي 15 كيلوجراما· ويضيف التاجر محمد ربيع من مؤسسة المثلث الفضي للأغنام إلى أن تجار الأغنام لديهم مبررات عديدة لرفع الأسعار حيث إن موسم رمضان والعيد لايتكرران حيث يتزايد إقبال المستهلكين على السوق فضلا عن أن قيمة إيجار حظيرة الأغنام الواحدة ارتفعت من 17 ألف و500 درهم إلى 19ألف و500 درهم الأمر الذي يدفع التجار لرفع أسعارهم· ويتوقع محمد ربيع أن تستمر الأسعار في ارتفاعاتها وأن لا تنخفض بعد العيد بصورة كبيرة كما حدث مع الخضراوات · سوق اللحوم وفي سوق ميناء زايد للحوم رصدت ''الاتحاد'' شكاوى للمستهلكين المواطنين والوافدين من ارتفاع أسعار اللحوم· وذكر المستهلك الوافد عصام بشير أن ارتفاع الأسعار تراوح بين 4 دراهم إلى 6 دراهم للكيلو الواحد مشيرا إلى أن هذه الزيادة شملت غالبية أصناف اللحوم سواء الهندي أو الباكستاني أو المحلي، وقال: السبب الرئيسي وراء الارتفاع هو جشع وطمع تجار اللحوم وأتساءل لماذا ترتفع الأسعار في رمضان تم تتراجع أسعارها مرة أخرى بعد رمضان ولاشك أن هذا التراجع يدحض حجج التجار برفع الأسعار رغم وجاهة بعض أسبابها مثل ارتفاع إيجارات محلات الجزارة· ويضيف : التجار وملاك البنايات وغيرهم يطرحون مبررات لرفع الأسعار والإيجارات ويدافعون عنها بقوة وينسون هذا المستهلك المسكين الذي لا يجد من يدافع عنه ، فراتبه مازال ثابتا بينما كل شيء حوله يرتفع بصورة كبيرة ولا نعرف متى يتوقف طوفان الغلاء !! ويبررالتجارعبد الرزاق محمد نذير مسؤول ملحمة عبد الرزاق ومحمد صالح مسؤول ملحمة الميناء وزهير مسؤول ملحمة لقمان زيادة الأسعار مشيرين إلى أن موسم رمضان يعوض بعض خسائرهم خاصة وأن المستأجرين الأصليين لمحلات الملاحم في السوق يؤجرونها لهم بقيمة تتراوح بين 25 ألف درهم و35 ألف درهم بينما إيجار البلدية لا يزيد عن 7500 درهم سنويا ، فضلا عن أن إقبال الزبائن على سوق الميناء للحوم قليل للغاية عكس سوق مدينة زايد الذي ترتفع فيه الإيجارات إلى 50 ألف درهم ويجني فيه التجار أرباحا جيدة· ويوضح عبد الرزاق محمد أن الشركة المكلفة بتوريد اللحوم إلى السوق رفعت أسعار اللحوم قبيل رمضان وحتى أمس من 18 درهم إلى 22 درهم وبالتالي رفع التجار إلى سعر الكيلو إلى 24 درهم أي بزيادة درهمين حاصل مكسبهم وهذه ليست زيادة كبيرة بأي حال!! من للفقراء؟ اختتمت ''الاتحاد جولتها الميدانية باللقاء المؤثر للمواطن سعيد حمد المزروعي والذي تساءل: من للفقراء الآن بعد أن وصل كيلو اللحم إلى 24 درهما؟ فهل يعقل أن يرتفع سعر كيلو اللحم إلى هذا الرقم الكبير بالنسبة للعمال الوافدين المساكين الذين لاتزيد رواتبهم عن ألف درهم أو للمواطنين الفقراء الذين لاتزيد رواتبهم عن ثلاثة آلاف درهم ، وهل تكفي هذه الرواتب الهزيلة إطعام أطفال المواطنين والوافدين الفقراء لحما في الشهر ولو مرة واحدة؟ وواصل سعيد المزروعي حديثه قائلا: المواطنون الأغنياء والميسورون مثلي لا يهمهم أن يرتفع سعركيلو اللحم إلى خمسين درهما أو أكثر لكن المهم أن ننظر إلى الفقراء ومحدودي الدخل وأطالب بدعم حكومي للفئات الفقيرة حتى لا يحرموا من اللحم كما حرمتهم رواتبهم المتدنية من شراء سلع كثيرة وأنا أعرف وافدين كثيرين يعيشون حياة صعبة للغاية في ظل ارتفاع الأسعار الحالي ودولتنا معطاءة وخيرة وأنتظر منها المبادرات الخيرة كما عودتنا في نجدة الفقراء والمساكين·