السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

السودان والبحث عن حلول

18 ابريل 2009 01:57
بعد انقضاء أسبوع أو أسبوعين على الفترة التي حظي فيها السودان بأقصى درجات الاهتمام بأحواله وأزماته من أشقائه العرب، عاد زعماء المعارضة السودانية ليثبتوا أنه على رغم كل هذا الاهتمام، فإن أزمة السودان أو أزماته ما زالت في مكانها دون حل• وأن الخطوة الأخيرة التي اتخذتها بعض الأجهزة الحكومية بتحديد موعد جديد للانتخابات لن تعني أن المشكلة أو المشاكل كلها ستكون قد حلّت عند الوصول إلى تاريخ الانتخابات في العام المقبل• وعلى ضوء هذا الوضع السائد، فقد تجدد التفكير في أمر الانتخابات••• كيف تكون ومتى تكون ومن يتولى أمرها؟ وعلى رغم أن الأفكار حول هذه القضية قد جرى تداولها كثيراً خلال السنوات الثلاث الأخيرة، إلا أن الحديث قد تجدد مرة أخرى وكان أول المتحدثين الترابي رئيس حزب ''المؤتمر الشعبي'' المعارض الذي قاد هذا الأسبوع حملة إعلامية تدعو إلى قيام حكومة إدارية مستقلة تشرف على الاستحقاق بدلاً من الحكومة الحاضرة• وواضح من طرح الترابي، أنه يريد أن يقول إنه لا يثق في أية انتخابات تجريها الحكومة الحالية التي يقودها ''المؤتمر الوطني''، وإن الاقتراحات التي تدعو لتكوين حكومة قومية أو ما إلى ذلك لا تكفي، فالانتخابات التي يراد إجراؤها الآن خطوة مصيرية؛ ولهذا فلا بد أن تتولاها حكومة مستقلة تماماً غير خاضعة لأي حزب• وإذا راجعنا مواقف أحزاب المعارضة الأخرى فسنجد أنها لا تختلف مع طرح الترابي من حيث المبدأ، فـ''حزب الأمة'' القومي بقيادة السيد الصادق المهدي يتحدث عن حكومة قومية والفرع الآخر من ''حزب الأمة'' بقيادة السيد مبارك الفاضل المهدي لا يختلف كثيراً عن ذلك، وكذلك الحزب الشيوعي السوداني• ولو دعونا هذه الأحزاب للاتفاق على مطلب واحد هو مطلب الترابي، فإنها لن تختلف عليه• ولكن إذا افترضنا أن أحزاب المعارضة اتفقت على مطلب واحد حول قيادة الحكم في مرحلة الانتخابات، فإن المتوقع ألا يعني ذلك الكثير بالنسبة للحزب الحاكم الذي أثبت خلال السنوات الماضية أنه غير مستعد للتنازل عما في يده من سلطة لأية جهة أخرى مهما كانت الدواعي• إن أكثر مشاكل السودان تعقيداً وأعسرها على الحل هي مشكلة دارفور التي بدأت منذ عام ،2003 وهي بالتأكيد لم تصل إلى مستواها الحالي من أول يوم لاندلاعها، بل كانت صغيرة ثم كبرت وتطورت نتيجة سوء وخطأ السياسات التي طبقت لمواجهة الانفجار الذي حدث في بداية الأمر• ثم كانت هناك خطوة نحو الحل بالتوصل إلى اتفاقية في أبوجا قبل عامين، ولكن هذه الخطوة لم يحسن استثمارها فأعقبها المزيد من التدهور في العلاقة بين الحكومة والمتمردين، وهنا أيضاً كانت ثمة سياسات مسؤولة عن هذا التدهور• ومن الجانب الآخر نلاحظ أنه خلال كل هذه السنوات تقريباً ظلت أحزاب المعارضة تطرح رؤاها في الحلول وأهمها أن تشرك في الحكم وأن تستشار فيما ينبغي أن يكون وما ينبغي ألا يكون• وقدمت المعارضة عشرات المذكرات ولكن الحزب الحاكم اكتفى بالرد بكلمة لطيفة ومجاملة لا بأس بها، ولكن لا التزام بالتنفيذ أبداً• وإذا استمرت هذه الحال، فإن أزمات السودان ستظل معلقة تتوالد إلى ما لا نهاية• محجوب عثمان
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©