عبدالله الشهوني: عفة اللسان واليد والقلب سمات الصائم الحقيقي

ترتسم مشاهده في قلوبنا، ونشعر بحب وحنين حين نتذكرها تمر كالحلم، وأحياناً نستدعيها لتكون وقوداً للمضي قدماً ولتحقيق النجاح والتفوق، خاصة اذا كانت مرتبطة بالروحانيات والإيمانيات في شهر الخير والبركة الذي نحبه ونعظمه جميعاً نحن المسلمين، فلكل منا لحظات لا ينساها في أيام رمضان المبارك·· تعلم الصيام في الثامن من عمره، ومازال طعم تلك الأيام يمر عبر وجدانه وذاكرته كالنسيم قائلاً: إن الرفاهية أوجدت أمراضاً كثيرة لم يعرفها المجتمع الخليجي في السنوات الفائتة· ويتذكر عبدالله حمود الشهوني نائب مدير خدمة العملاء بهيئة كهرباء دبي أن بداية الصيام كانت في عمر الثامنة، وأنها أيام تحمل مذاقاً خاصاً أسماها بأيام الأكلات الطازجة، ويقول: إن نمط الحياة في الطفولة كان يسير بوتيرة واحدة حيث المدرسة والملعب والمنزل والمباراة اليومية، مشيراً إلى هواية اصطياد النورس، وبيعه بالأسواق يوم الجمعة بما يتراوح بين الدرهم وخمسة دراهم، وتذكر أنه ذات مرة كان يجلس بسوق دبي القديم، وجاء أحد الأطفال مع والده وتمسك بشراء النورس ''الصلال''، فرفع الشهوني سعر النورس إلى 15 درهماً· وفي مرحلة الشباب ترك الدراسة عامين ليعمل مساعداً في شركة النقليات الخاصة بوالده، ثم يعود ليلتحق بالجيش في منطقة دبي العسكرية الوسطى، وسافر إلى بريطانيا للحصول على دورة دبلوم فن اتصالات 4 سنوات، ثم عاد إلى الوطن والتحق بإذاعة وتليفزيون دبي عامين، وحينما التقى أحد الأصدقاء أغراه بمميزات العمل في دائرة مياه دبي، ليترك الإذاعة ويلتحق بقسم الشكاوى الطوارئ، ثم قسم الحسابات الذي تحول إلى خدمة العملاء خلال السنوات القليلة الماضية· ويسترجع لحظات ''الطبلة'' في وقت السحور، معرباً عن سعادته برؤية المساجد تكتظ بالمصلين، مؤكداً أن المثابرة على العمل والجدية يجب التدرب عليها من الصغر، قائلاً: إن ظروف الشباب حالياً أفضل من الماضي، حيث توفير أدوات التعلم والرقي والتدريب، حيت كان التعليم في الماضي يرتكز على المنزل والأسرة· وقال: إن رمضان شهر الصحة التي تنجم عن ممارسة الرياضة والصيام والعبادة، كما أن تأثيراته الإيجابية عديدة، خاصة الروحية والنفسية، فرمضان شهر الروحانيات والنفحات وتأثير عظيم في النفس، حيث يعيش الإنسان الإيمان واقعاً ملموساً، تترجم معانيه في الأقوال والأفعال، فعفة اللسان واليد والقلب سمات تصاحب الصائم الحقيقي· وطالب بتواصل الأجيال عبر قنوات اجتماعية وثقافية والاستفادة منها في التوعية والتوجيه، للمحافظة على الهوية والتراث والثقافة والشخصية الإماراتية·