الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

تعذيب أحباب الله

23 سبتمبر 2007 22:52
كنت في المول البارحة عندما شاهدت هذا الأب وهو يضرب ابنه الصغير، والطفل يصرخ من الألم والأب يضربه حتى يتوقف عن الصياح· لم أحتمل المنظر فأمسكت بالأب حاجزا بينه وبين الطفل الذي ربما لم يتجاوز الثالثة أو الرابعة·· والله سلمني من الضرب· وعرفت هذه السيدة التي عادت قبل أيام من المحكمة مكسورة الجناح، فقد ربح زوجها السابق قضية ضم أبنائه إليه، نفسها تؤنبها لأنها تعتقد أنها تخلت عن أطفالها الأربعة، وإحساس الأم بالأمومة مختلف لا يشعر به ولا يفهمه غير الأم، وما يزعجها ويقلقها أكثر هو خوفها على أطفالها الذين تعرف أن والدهم وزوجته يسيئون معاملتهم، والأب يضربهم بعنف ويهينهم ولا يطعمهم، وكان يغلق باب المطبخ حتى لا يبحثوا عن الطعام في الثلاجة·· ومسألة إساءة معاملتهم مثبتة في محاضر الشرطة، غير أن إثباتها لا يكفي إن لم يكن هناك إجراء احترازي حتى لا يتكرر الأمر على الأقل، لكن هذا ما يحدث·· يغلق المحضر لأنه لا يوجد قانون يعاقب الأب على إساءة معاملة أبنائه· مثل هذه المرأة ليس بإمكانها أن تفعل الكثير غير رفع يديها الى السماء ليحفظ الله أطفالها من كل سوء·· ونعم بالله· وفي الولايات المتحدة يحق للدولة أن تتدخل لحماية الأطفال من والديهم، ربما يكون قانون الولايات المتحدة فيه مبالغة بالنسبة لمجتمعاتنا، غير أن الأطفال أبرياء وهم أحباب الله، صحيح أن بعضهم متعبون ويستأهلون الضرب لكن ليس بقسوة، فلا شيء يستحق القسوة لهذه الدرجة، والتأديب لا ينبغي أن يكون باستخدام القسوة لأن هناك فرقاً بين تأديب البهائم أو الحمير أعزكم الله وبين تأديب الأطفال· مرة واحدة سمعت قصة حدثت في العين، فقد كان الأب يحمي الملعقة على النار ويكوي بها جسد الصغير ذي الست سنوات، ولولا أن مديرة المدرسة اكتشفت الأمر وأبلغت الشرطة لاستمر تعذيب الطفل هو وشقيقته التي تصغره بثلاث سنوات، وهما صامتان خائفان من العقاب اليومي، كان تصرف الشرطة إنسانيا أكثر منه قانونيا، فقد تم استدعاء الأب وحجزه الى أن وقع على تعهد بعدم تكرار ذلك·
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©