عباس النوري.. من الزوج المخدوع إلى زعيم المرتزقــــــة

''عباس النوري'' نجم البيئة الشامية، والابن الحقيقي لحي القيمرية القديم، يلعب في هذا الموسم ست شخصيات مختلفة في ستة أعمال تعرض في رمضان الحالي، ورغم إصابته بوعكة صحية قاسية، فإنه تعافى وأكمل مشوار التصوير في ''الحصرم الشامي'' و''ممرات ضيقة''· وفي هذا الموسم نشاهد عباس في عملين شاميين: ''باب الحارة'' و''الحصرم الشامي''، مما يخلق إشكالاً لدى المشاهد، لكنه يفسر هذه الحالة بالقول: ''باب الحارة أعتبره ينتمي للعام الماضي، وهو مسلسل يعكس البيئة الشامية· أما ''الحصرم الشامي'' فمسلسل مختلف، لا يغرق في البيئة، لكنه يهتم بالأحداث التاريخية، وتأثيرها على الناس· وأنا أجسد فيه شخصية أحد زعماء المرتزقة، وهو قاس وحنون في آن، وتساعده الظروف فيسيطر على الشام، مثله مثل غيره من المرتزقة، حيث كانت دمشق مستباحة أمام كل المرتزقة''· وهذا المسلسل من إخراج سيف الدين سبيعي· وجديد عباس النوري في هذا الموسم الرمضاني دور مفاجئ سيثير الدهشة لدى المشاهدين، ويؤدي فيه شخصية الزوج المخدوع في مسلسل ''ممرات ضيقة'' للمخرج محمد الشيخ نجيب، ويقول عن هذا الدور: ''أنا أعتبر هذه الشخصية في منتهى الجرأة، وأتوقع أنها ستصدم الجمهور، والعمل يركز على موضوع الخيانة الزوجية، ولا سيما عندما يسافر الزوج للعمل خارج البلاد، فتعيش زوجته فراغاً عاطفياً كبيراً''· ويشارك النوري في مسلسل ''الاجتياح'' للمخرج شوقي الماجري، ويعتبره من الأعمال الهامة والضرورية، ولا سيما في هذا الوقت، ويقول: ''الاجتياح يروي وبواقعية قصة اجتياح مخيم جنين في عام ،2002 وتصدي مئتي مقاتل فلسطيني لقوات العدو الغازية، وكيف حققوا صموداً أسطورياً بالمعنيين السياسي والعسكري· فمن ناحية أولى وحّد هذا التصدي جميع الفصائل الفلسطينية تحت قيادة مشتركة، ومن ناحية ثانية انتصر الحب الفلسطيني على الحقد الإسرائيلي، ولا سيما أن العمل عبارة عن قصة حب، وأنا تعاملت معه من هذا المنطلق· إنه قصة حب الشهداء الذين استشهدوا دفاعاً عن حبهم لأرضهم وشعبهم وعائلاتهم· وأديت فيه دور أبو جندل زعيم المقاومة في المخيم''· على أن مفاجأة عباس النوري لهذا الموسم، هي قيامه بدور أبو جعفر المنصور مؤسس الخلافة العباسية وباني بغداد· يقول: ''أبو جعفر المنصور استطاع أن يقود انقلاباً من داخل الدعوة العباسية حتى يصل إلى الخلافة· وأنا لدي موقف من الأعمال التاريخية التي يجب أن ننظر إليها بجرأة، بحيث ينظر العربي إلى تاريخه بعيداً عن الترهات، والأفكار المسبقة''· وعن تعامله مع شخصية ''أبوجعفر'' يؤكد عباس: ''لقد نظرت إلى شخصيته على أنها شخصية من لحم ودم، وتعاملت معه على هذا الأساس، مقدماً حياته الخاصة، وعلاقته مع إخوته وطموحاته''· ويضيف عباس: ''أعتقد أن هذا العمل سيثير نقاشاً، لأن أحداً لا يستطيع أن يلغي المنصور من التاريخ، وأنا أؤيد الجدل الذي يأخذ المنحى الحقيقي للأحداث التي جرت في زمن لم نكن فيه''· ولم يشأ عباس النوري أن يتحدث عن مشاركته في مسلسل ''أشياء تشبه الحب''، ولا سيما أنه مر بتجربة مرضية، كانت صعبة وقاسية عليه· وبعد تجربته العاصفة مع المرض، فإن عباس النوري يقرر أن يخفف من نشاطه في التمثيل، وأن يبدأ العمل بالإخراج، ''يكفيني في العام عمل واحد على صعيد التمثيل وعمل آخر في الإخراج''· ثم يضيف: ''لدي مشروعان جاهزان· الأول مسلسل بعنوان أولاد القيمرية، وقد كتبته بالمشاركة مع الكاتب حافظ قرقوط عن قصة واقعية كتبتها زوجتي عنود خالد· أما العمل الثاني فهو معاصر واجتماعي ومن تأليف زوجتي أيضاً''·