الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الكبر والتعالي

الكبر والتعالي
23 سبتمبر 2007 22:53
من السلوكيات السيئة التي ظهرت بين الناس في مجتمعاتنا المعاصرة الكبر والتعالي، وظهر هذا جلياً بين بعض الفئات التي حباها الله سبحانه وتعالى مزيداً من نعمه، وبدلاً من أن يشكر الواحد منهم ربه سبحانه وتعالى على هذه النعم في الصحة أوالمال أوالملبس أوأدوات الرفاهية راح يتعالى على الناس، فلا يخالطهم أو يحدثهم أو حتى يصافحهم· ويقول الدكتور محمد الدسوقي -استاذ الفقه بجامعة القاهرة-: إن الإسلام يحث على أن يتواضع الناس بعضهم لبعض حتى تسود المودة والمحبة والتعاون على فعل الخير، كما ينهى عن التكبر والخيلاء والتعالي على الناس، لأن ذلك يتنافى مع الاخلاق الاسلامية التي جاء بها القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة وطبقها الرسول صلى الله عليه وسلم واصحابه من بعده، فقد كان صلى الله عليه وسلم المثل الاعلى في التواضع وخفض الجناح مع اهل بيته ومع خدمه ومع الغني والفقير والكبير· وروي أبوسعيد الخدري -رضى الله عنه- قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعلف البعير، ويقُمُّ البيت -اي ينظفه- ويخصف النعل، ويرقع الثوب، ويحلب الشاة، ويأكل مع الخادم، وكان لا يمنعه الحياء أن يحمل بضاعته من السوق الى اهله، وكان يصافح الغني والفقير، الى آخر الصفات الكريمة التي تؤلف القلوب وتجمع الصفوف· ويضيف الدكتور الدسوقي: إذا كان الاسلام قد حث على التواضع وخفض الجناح فإنه حذر من الكبر والخيلاء والتعالي على الناس، ولذلك تعددت آيات القرآن الكريم وأحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم محذرة من هذا السلوك الذي يرفضه الاسلام وينأى بالمسلم عن أن يتصف به، ويقول الله تعالى في سورة لقمان: (ولا تصعر خدك للناس ولا تمش في الأرض مرحاً إن الله لا يحب كل مختال فخور، واقصد في مشيك واغضض من صوتك إن أنكر الأصوات لصوت الحمير) (لقمان:18-19)، ويقول سبحانه وتعالى في سورة القصص: (تلك الدار الآخرة نجعلها للذين لا يريدون علواً في الأرض ولا فساداً والعاقبة للمتقين) (القصص:83)، وفي الحديث القدسي عن الله عز وجل: ''العزة إزاري والكبرياء ردائي فمن نازعني في واحد منهما قصمته''، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ''من تعظم في نفسه واختال في مشيته لقي الله وهو عليه غضبان''· ويفرق الرسول بين الكبر والتعالي على الناس وبين النظافة وحسن المنظر، والاسلام لا يمنع الانسان من أن يظهر بمظهر حسن، فقال صلى الله عليه وسلم: ''لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر''، فقال رجل: إن الرجل يحب ان يكون ثوبه حسناً ونعله حسناً، فقال صلى الله عليه وسلم: ''ما نقصت صدقة من مال وما زاد الله عبداً بعفو إلا عزاً وما تواضع احد لله الا رفعه الله''· ان المتكبر دائماً يرى أنه اعلى منزلة من غيره، وأن الناس جميعاً اقل منه منزلة، وينظر اليهم بازدراء واستخفاف، وهذا ليس من سمات المسلمين، وقد عرف السلف الصالح مغبة الكبر وعواقبه الوخيمة فابتعدوا عنه وتمسكوا بخلق التواضع فزادهم الله عزاً ومكن لهم في الارض·
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©