الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

النية شرط لصحة الصوم

النية شرط لصحة الصوم
23 سبتمبر 2007 22:53
* هل صحيح أن كلاً من صوم التطوع والقضاء لا يشترط لصحتهما عقد النية قبل الشروع في الصوم خلافاً لما عليه الحال بالنسبة لصوم رمضان؟ بمعنى أنه إذا حدث مثلاً واكتشف الإنسان أن النهار قد انتصف وهو لم يتناول شيئاً منذ الفجر ولم يأت شيئاً من المفطرات، فهل يجوز له أن ينوي الصيام ويتم يومه؟ ؟؟ يقول الدكتور أحمد الحداد كبير المفتين بدائرة الشؤون الإسلامية والعمل الخيري بدبي: إن تبييت النية من الليل شرط لصحة صوم رمضان، والصوم الواجب من قضاء أونذر أوكفارة، عند جمهور أهل العلم من المالكية والشافعية والحنابلة لقوله صلى الله عليه وسلم: من لم يبيت الصيام من الليل فلا صيام له ، وعلى هذا فمن لم ينو من الليل لم يصح صومه، ويجب عليه أن يمسك، ويقضي· غير أن السادة الأحناف أجازوا النية إلى الزوال إذا لم يكن قد تناول مفطراً، لما جاء أن النبي صلى الله عليه وسلم أمر رجلاً من أسلم ''أن أذِّن في الناس أن من كان أكل فليصم بقية يومه - يعني يمسك عن الطعام والشراب-ومن لم يكن أكل فليصم فإن اليوم عاشوراء''، وكان صوم عاشوراء واجباً في أول الأمر· وتوسع السادة المالكية في صحة النية من أول الشهر للشهر كله، ولكن يسن له أن يجدد النية لكل ليلة· أما صيام النفل، فإن النية فيه تجوز ما لم تزل الشمس، إن لم يكن قد أكل قبل ذلك عند جمهور أهل العلم لحديث عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لها ذات يوم: ''ياعائشة هل عندكم شيء؟ قالت: ما عندنا شيء، قال: فإني صائم''، قالت: خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم فأهديت لنا هدية أو جاءنا زور يعني ضيف فلمَّا رجع رسول الله صلى الله عليه وسلم قالت: يارسول الله أهديت لنا هدية، وقد خبأت لك شيئاً، قال: ما هو؟ قلت حيس، قال: هاتيه، فجئت به فأكل ثم قال: قد كنت أصبحت صائماً''، كما أخرجه مسلم، فدل الحديث على جواز النية من النهار، لأنه صلى الله عليه وسلم لما لم يجد ما يأكل نوى الصوم، وكان ذلك نهاراً، كما دل على جواز أن يفطر المتنفل إذا احتاج إلى ذلك، فإنه صلى الله عليه وسلم لما وجد الطعام وبه حاجة إليه أفطر، فالصائم المتطوع أمير نفسه كما قالوا· وقد خالف في هذا السادة المالكية، فلم يجيزوا النية بعد الفجر لفرض ولا نفل قياساً للنفل على الفرض، ولعموم حديث: لا صيام لمن لم يبيت الصيام من الليل غير أن الخلاف في هذا فيه سعة للناس· الصبي المميز يؤمر بالصوم ليتربى عليه ؟ كيف نعود أطفالنا على صيام الشهر الكريم، وما أنسب طريقة لترغيب الصغير في الصوم؟ ؟؟ يقول الدكتور احمد الحداد: إن الأطفال إما أن يكونوا مميزين، أو غير مميزين، فإن كانوا مميزين فإما أن يكونوا قادرين على الصوم، أو غير قادرين، فهذه أقسامهم الأربعة: فإن كانوا غير مميزين فإنهم لا يربون على الصيام، لأنه لا يَصح منهم كالصلاة بخلاف الحج، لورود النص فيه، ولا يصح قياس الصوم والصلاة عليه لاختلاف وضعه عنهما، ولذلك يعتبر تجويعهم، بالصوم في هذه الحالة عبثاً وأذية لهم· أما إن كانوا مميزين وقادرين على الصيام، فإن الجمهور من أهل العلم على استحباب تصويمهم ليتعودوا عليه قياساً على الصلاة التي يقول فيها المصطفى صلى الله عليه وسلم: مروهم بالصلاة لسبع سنين واضربوهم عليها لعشر سنين، وفرقوا بينهم في المضاجع · فإن الصوم في معنى الصلاة، ولحديث الرُّبيِّع بنت معوِّذ رضي الله تعالى عنها عند البخاري، قالت أرسل النبي صلى الله عليه وسلم غداة عاشوراء إلى قرى الأنصار من أصبح مفطراً فليصم بقية يومه، ومن أصبح صائماً فليصم، قالت: وكنا نصومه بعدُ ونصوِّم صبياننا، ونجعل لهم اللُّعبة من العِهن، فإذا بكى أحدهم على الطعام أعطيناه ذاك حتى يكون عند الإفطار ، فهذا عمل الصحابة كان على ذلك في صوم النفل، فصوم الفرض أحق أن يعوّد عليه الأطفال المميزون القادرون· إلا أن السادة المالكية لم يروا ذلك للأطفال خشية أن يتعودوا على الفطر حيث يخدعون أهليهم بالصيام، ويفطرون من ورائهم، فلكي لا تنمو فيهم هذه الغريزة عند كبرهم، لم يروا تصويمهم، حتى إذا بلغوا مكلفين، عندئذ يؤمرون، ويعاقبون·
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©