السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

رحلة في أعماق البيئة البدوية عبر الجناح الإماراتي في «الجنادرية»

رحلة في أعماق البيئة البدوية عبر الجناح الإماراتي في «الجنادرية»
15 فبراير 2014 22:02
أحمد السعداوي (الرياض)- رحلة في أعماق البيئة البدوية الإماراتية تقوم بها يومياً أعداد كبيرة من زوار الجناح الإماراتي المشارك في المهرجان الوطني للتراث والثقافة، الذي يقام سنوياً في المملكة العربية السعودية والمعروف بمهرجان «الجنادرية»، واستضاف دولة الإمارات لتكون ضيف شرف المهرجان في دورته التاسعة والعشرين المقرر أن تنهي فعالياتها في الثامن والعشرين من فبراير الحالي. الرحلة الشائقة عبر عوالم الطوي وبيوت الشعر وأسرار الصقور والصقّارين، كانت حديث الجمهور الكبير من أهل المملكة العربية السعودية وغيرهم من زائري المهرجان الذين توافدوا على متابعة الفعاليات، ما يعكس الاهتمام بالحدث التراثي متعدد الأنشطة، خاصة بعد المشاركة الإماراتية المتميزة، التي نجح من خلالها أبناء الإمارات في تمثيل دولتهم بشكل مشرف، حيث استطاعوا إبراز النواحي الجمالية في المجتمع الإماراتي من موروث محلي وعادات وتقاليد راسخة في الجذور وتتناقلها الأجيال عبر الزمن. واحة إماراتية بيت الشعر بما يمثله من المسكن التقليدي لأهل الصحراء والمكان الذي يتم فيه استقبال الضيوف زين الجدار الخارجي للجناح الإماراتي، فكان أشبه بواحة إماراتية، يستريح فيه زائرو المهرجان ويجلسون فيه بعضاً من الوقت يشربون خلاله القهوة العربية ويتأملون مكونات بيت الشعر وطريقة صنعه، التي توفر للجالسين فيه أقصى درجات الراحة بحسب المكونات والخامات المتوافرة في البيئة الصحراوية، حيث تعتمد في الأساس على النخيل ومنتجاته وأصواف الأغنام باعتبارها المادة الرئيسية لصناعة الأبسطة وغيرها من محتويات بيت الشعر. أما داخل الجناح فقد احتشدت أعداد غير مسبوقة من الزائرين المتعطشين للتعرف على الملامح الجميلة للحياة الصحراوية الأصيلة، وتجمعوا في منطقة البيئة البدوية، وكان أبرز ما فيها اصطفاف الجمهور للتعرف على الصقور والاستمتاع بمعايشة البيئة التي عاش فيها أهل البادية في الإمارات، وتعرفوا على أهمية الصقور في عمليات الصيد ومعاونة سكان الصحراء على الحياة. خبرة ممتدة الوالد علي جابر الحمادي، مشرف ركن البيئة البدوية وهو أحد أبناء الإمارات الذين أحسنوا التعامل مع الجمهور ولم يبخلوا عليه بما لديهم من معارف اكتسبها عبر خبرته الممتدة لأكثر من ثلاثين عاماً مع الصقور والتي ورث حبها جيلاً عن جيل، حيث يقول الحمادي إنه عمل صقاراً منذ سنوات عمره المبكرة كونها رياضة الآباء والأجداد، وهي رياضة وهواية مفيدة يستفيد منها سكان الصحراء وليست فقط لمجرد قضاء أوقات الفراغ، مؤكداً أنه يشعر بالفخر كونه يسهم مع إخوانه العاملين في الجناح الإماراتي في تقديم أشكال مختلفة من الحياة في المجتمع الإماراتي منذ أعوام عديدة قبل ظهور أساليب الحياة العصرية، التي لم تنسهم موروثاً قديماً، يعتزون به ويعتبرونه أساس كل شيء في حياتهم. وأوضح أن إقبال الجمهور للتعرف على الصقر كان أكبر مما توقعه، وكان هناك شغف كبير من الزائرين على اختلاف أعمارهم بالصقور، وظل يجيبهم عن الأسئلة الخاصة بالصقور وأنواعها مثل الجير، وهو من أفضل الأنواع وأندرها لشجاعته في الصيد، والشاهين، وهو متوسط الحجم بالنسبة لباقي أنواع الصقور، والحر وهو أكثر الأنواع التي يحب امتلاكها هواة الصيد بالصقور، والوكري وهو صغير الحجم وغالباً يكون لون رأسه أحمر. موسم الصيد ويتحدث الحمادي لضيوف المهرجان عن أدوات الصقار مثل البرقع، الوكر، الملواح، النقل، المرسل، ويعلم الزائرين أساليب العناية بها من الناحية الغذائية والطبية، حتى يصبح الطائر صحيحاً قوياً ويفيد صاحبه في ممارسة الصيد، الذي يهواه كثير من سكان منطقة الخليج ويتهيأون له في موسم الصيد الذي يتوافق مع شهور الخريف والشتاء، مشيراً إلى أن معايشة الصقور تكسب الصقّار الصبر الذي يتعلمه أثناء تدريب الطيور المختلفة التي يتعامل معها. وأشاد بالدعم الذي يلقاه التراث الإماراتي بكافة أشكاله من القيادة الرشيدة لدولة الإمارات، التي صارت على نهج المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه الذي كان الراعي الأول للتراث وبذل الكثير من أجل حفظ التراث في نفوس الجميع صغاراً وكباراً. اعتزاز بالموروث من ناحيتهم، عبر الكثير من الزائرين عن إعجابهم بالاعتزاز الإماراتي بموروثهم المحلي، واعتبروا المشاركة الإماراتية هدية مقدمة من أبناء الإمارات إلى أشقائهم أبناء الشعب السعودي، وقال عمر عبدالله المنقاش الذي جاء إلى الجناح الإماراتي بصحبة ولديه آمنة (5 سنوات) وعبدالله (8 سنوات)، إن المشاركة الإماراتية هذا العام أكثر تنوعاً واستطاعت نقل مختلف أشكال الحياة في الإمارات، لافتاً إلى أنها المرة الأولى التي يشاهد فيها أبناؤه الصقور عن قرب وكانوا سعداء بالتقاط الصور معها، وأخذ بعض المعلومات عنها باعتبار الصقر من الطيور التي يحبها كل سكان منطقة الخليج، ويشاركون أهل الإمارات هذا الاهتمام بالصقر وعالم الصيد. فيما عبر أحمد العتيبي (17 سنة) وشقيقه سليم العتيبي (14 سنة) عن سعادتهما برؤية أنواع الصقور في الجناح الإماراتي، واعتبراها أجمل ما شاهداه في الجنادرية هذا العام متمنيين أن تستمر المشاركة الإماراتية بهذا الحجم والفعاليات الكثيرة كل عام، خاصة أن الفنون الإماراتية مثل الرزفة والعيالة كانت متميزة جداً ودفعتهما لزيارة المهرجان أكثر من مرة، على الرغم من بعد المسافة عن منزلهما بحوالي ساعة بالسيارة.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©