الأربعاء 17 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

فــــاطمة الأميرة الفقيرة

فــــاطمة الأميرة الفقيرة
23 سبتمبر 2007 22:55
فاطمة بنت عبدالملك بن مروان زوجة عمر بن عبدالعزيز خامس الخلفاء الراشدين، كانت فصيحة زمانها وأديبة عصرها وذات جمال رائق وحسن فائق ودين وورع لم يسبق اليه احد من نساء بني أمية، عاشت طفولتها في قصر الخلافة في كنف والدها الذي عُني بها كثيراً وفضلها على بقية ابنائه، وذلك لما كان يظهر منها من محاسن الاخلاق والطباع والجود والشجاعة والنبل، وكانت لديها ميول علمية وثقافية، فأحضر لها والدها المؤدبين والمعلمين، وساعدتها صفاتها على تشكيل شخصيتها القوية والمستقلة، وعندما بلغ بها العمر السادسة عشرة تزوجت ابن عمها عمر بن عبدالعزيز الأموي، وكان وقتها شاباً يعيش حياة الرفاهية والقصور، وأعجب بابنة عمه في جمالها ولباقتها، فطلب خطبتها واغدق عليها أمواله واقنعها بنواله، وهي لم تكن بأقل منه مالاً· وبعد الزواج عاشت فاطمة مع زوجها في البداية عيشة الرفاهية مثلما كانت تعيش في قصر ابيها، وازدادت علاقتهما وتوثقت بروابط الحب المتبادل، الامر الذي جعلها تقبل العيش في مشقة وعناء بعد ان تولى عمر بن عبدالعزيز الخلافة خلفاً لابن عمه سليمان بن عبدالملك بن مروان، حيث إنه لما آلت اليه الخلافة والحكم رأى أن عبئها ثقيل لا يحمله عاتقه، ومن جملة ما صنعه أنه قال لفاطمة: أن أردت صحبتي فردي ما معك من مال وحلي وجواهر الى بيت مال المسلمين فإنه لهم، وإلا فلا اجتمع أنا وانت في بيت واحد، فردته جميعه ولم يبق لها منه شيء، وكانت هذه نقطة تحول في حياة الاميرة التي عاشت منذ طفولتها حياة الرفاهية والقصور، فقد تبدل هذا كله الى النقيض، واستغنت عن الرفاهية ومتع الحياة في قصور الخلفاء، وفضلت ان تكمل المسيرة مع زوجها وتشد من أزره، وبقيت معه في عيشة التقشف والضيق ورغم اتساع الخلافة والملك بسبب الفتوحات الاسلامية ووفرة الاموال في بيت مال المسلمين، فإن بيت الخليفة لم يكن فيه درهم واحد، وكانت هي والخليفة لا يملكان الا قوت يومهما، واستمرت فاطمة على حياة التقشف هذه لم تكلَّ منها حتى مات زوجها وانتقلت الخلافة الى اخيها يزيد بن عبدالملك الذي قال لها: إن عمر قد ظملك في مالك وإني رددته اليك فخذيه، فقالت: كلا، والله لا آخذه، فما كنت لاطيعه- تقصد زوجها- حيا واعصيه ميتاً· فأخذ يزيد هذا المال وفرقه على أهله، وبقيت فاطمة في حالة زهد وعبادة وورع، واعتزلت الناس، وظلت تنتظر اليوم الذي يجمعها بزوجها الحبيب حتى جاء هذا اليوم، ولحقت بزوجها، ولم تترك درهماً ولا متاعاً·
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©