هو كثير الصمت، لكنه صمت له لغة خاصة يجيدها جيداً، ويري أن العمل هو لغة الحوار المثالية، ولذا كان عازفاً طوال الفترة السابقة عن إجراء حوارات مطولة ومستفيضة عن النادي وتطلعاته، مؤكداً أن أوان الحديث لم يحن بعد، بالرغم من تواصله الدائم مع أبناء النادي، سواء من خلال لقاءاته معهم في النادي أو من خلال زياراته للمنتدى ورده على أعضاء ومنتسبي النادي ليسجل ظاهرة سبق بها غيره من مسؤولي الأندية، هو العميد مطر حمد المهيري رئيس مجلس إدارة نادي بني ياس، والذي تابع مباراة الفرحة والتأهل في النادي، وقال للاعبيه قبلها: سأكون في البيت أنتظر قدومكم بالأمانة التي تسعدنا جميعاً.
وفي ليلة الفرحة، كان مطر المهيري أسعد الناس، يستقبل المهنئين من أبناء النادي وعشاقه الذين أقبلوا من كل صوب وحدب، يباركون بتأهل السماوي إلى دوري المحترفين، كما استقبل اللاعبين استقبال الأب السعيد بعودة أبنائه المظفرين، ووسط أجواء الفرحة تلك، فتح قلبه وعقله لـ»الاتحاد» في حوار شامل عن كل ما يخص بني ياس ومسيرته، سواء ما مضى منها أو ما هو آت. في البداية، وجه المهيري التهنئة إلى صاحب الفضل الأول وصانع السياسة والاستراتيجية لنادي بني ياس، الفريق سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان، وزير الداخلية، رئيس النادي، وقال: نحن منفذون لسياسة سموه وهو دائما يبحث عن الأفضل وأسلوب العمل مع سموه هو محفز على الإبداع والانتصارات، وهو أسلوب يمكن تسميته «العلاقة الذاتية»، التي تنغمس في كل شأن على حدة، بما يتيح لك التعايش مع هذا الشأن وإعطائه كل ما لديك من طاقة، أن تتوحد مع هدفك وتصبح مهموما به وتعيش فيه، هكذا سموه في العديد من المهام التي يقوم بها، ويتعامل مع كل منها بأهمية خاصة، تجعل النجاح هو الثمرة المرتقبة من هذا العمل المخلص، ونحن محظوظون بهذه القيادة الواعية والمخلصة التي رسمت لنا طريق النجاح. وعن مكافآت الصعود التي سيصرفها مجلس إدارة النادي للاعبين، وما تنص عليه اللائحة، قال: لا توجد لائحة خاصة بالصعود، وحتى الآن لم نستقر على قيمة المكافآت، ومن يحدد هذه الأمور هو الفريق سمو الشيخ سيف بن زايد، وزير الداخلية رئيس النادي، ومباركته وفرحته هي أغلى مكافأة لنا وللفريق. وحول سبب عدم سفره مع الفريق إلى الذيد، ليعيش لحظات الفرحة مع الفريق، قال المهيري: عندما يرحل الفريق لأداء مباراة خارج ملعبه، فهو في مهمة سيعود منها، وواجب علينا أن ننتظره وأن نتسلم منه الأمانة التي خرج ليجلبها ونشكره على ذلك، علينا أن ننهي المشهد هنا، في بيتنا، نادي بني ياس، ومثلما كان بداية المشهد يجب أن تكون أيضا الخاتمة، وهذا يجسد الانتماء للمكان الذي نتشرف جميعا بالانتساب إليه. أضاف المهيري أن المهمة لم تنته بعد، وإنما بدأت، وأن هناك مرحلة ثانية قادمة لها شؤون وشجون خاصة بها، مؤكدا أنهم في النادي لا يؤمنون سوى بالرقم واحد، وأن كل الأرقام الأخرى من الثاني وحتى المائة تتساوى لديهم، وأنهم لن يقبلوا أن يكونوا مجرد رقم عادي في دوري المحترفين، وأنه حتى بالنسبة لصراع الدرجة الأولى فلن ينته لديهم إلا بالتتويج أبطالا للمسابقة والحصول على درعها، وأن يكون ذلك بأقدامهم وليس بهدايا الغير. وعن طموح بني ياس في المحترفين، قال المهيري: طموحنا في العام الأول إن شاء الله أن نكون في أحد المراكز الأولى المتقدمة للمسابقة، والأهم أن عيني على نقطة هامة، وهي الجمهور، حيث أطمح إلى 20 ألف متفرج يؤازرون السماوي ويحضرون مبارياته، وقال: أنا بدون هذا العدد لن أحقق طموحي، وبدون الجمهور لن أساوي شيئا، فلا أميل للمباريات الخالية والأندية التي بلا جماهير، ولمن ستلعب إن لم تكن هناك جماهير، وأفضل نجوم العالم وأفضل المنشآت لا تغني عن الجمهور لأنه روح وعصب المنافسة، وهو هدف سنحققه إن شاء الله، ولدينا الاستراتيجية الكفيلة بتحقيق ذلك، ولو فعلناه سيكون إنجازنا الحقيقي في دوري المحترفين. ولخص المهيري استراتيجية النادي في الفترة المقبلة، في ثلاث نقاط، الأولى تتركز في التواجد في دوري المحترفين للمنافسة، وثانيها التركيز على أولاد النادي وعدم الاستعانة بالغرباء إلا في أضيق الحدود، مؤكدا أن من لا يسخر موارده لخدمة أهدافه لن يكون قادرا على سد الثغرات، وثالثها، عدم التفريط في أبناء النادي، الذين لن يقبلوا أصلا ترك ناديهم. ووجه رسالة إلى جمهور بني ياس، قال فيها: نحن أولى بنظرتكم لنا، ولهذا الفريق، وإذا كنا قد قصرنا في عدم التواصل معكم من قبل، فالآن نحن نفتح لكم ذراعنا وقلوبنا بكل الحب، وإن شاء الله لن نتخلى عنكم، فكونوا معنا. وعن المدرب التونسي لطفي البنزرتي، وهل سيستمر مع السماوي، قال المهيري: هو مستمر معنا بعقد مفتوح والأمور الفنية متروكة له ليفعل ما يشاء، وتلك هي توجيهات سمو رئيس النادي، ونحن لا نتعامل مع المدربين بالقطعة، ومثلما عشنا الفرحة معه، علينا أن نتحمل غير ذلك، وما يميز البنزرتي أنه مدرب وقائد، وقد قبل المهمة في وقت عصيب كان الخلل فيه في كل مكان وصنع فريقا قويا أصبح له هيكل وأرضية، وقد كنت يوما من أكثر الكارهين لدكة الاحتياط، واليوم أراها مع البنزرتي مكانا لخلق النجوم بل هي النجم. وقال: لقد كان أول قرار أصدرته فور تولي المهمة، يقضي بتحريم الشأن الفني على أي من أعضاء مجلس الإدارة، بمن فيهم رئيس المجلس، وبات هذا المربع خاصا فقط بسمو رئيس النادي، ومدرب الفريق، مشيرا إلى أن ذلك كان من أسباب الإنجاز، إضافة إلى روح الأسرة التي عمت بني ياس وقادت الجميع للتأهل عن جدارة واستحقاق. وحول التغيرات التي من المحتمل أن يشهدها فريق بني ياس في دوري المحترفين، وهل سيدخل نجوم جدد، اكتفى المهيري بالقول: ستري مالم تراه عيناك في دنيا الرياضة، وسيكون كل لاعبينا نجوما سواء الأساسيين أو الاحتياطيين. وأسأله: هناك من يقول إن ما رُصد لكم من دعم لم يُتح لغيركم وكان كلمة السر فيما تحقق، فما تعليقكم على ذلك؟، ويرد المهيري: الموازنة لم تتغير، ولكن هناك جهازا إداريا يطوع نفسه لموازنة، وجهازا آخر يطوع الموازنة لتطلعاته وما يريده منها، و100 مليون بلا عقول مبدعة وتواقة للعمل لا تساوي شيئا، ونحن لم نستسلم، وبحثنا عن موارد إضافية للنادي، وعملنا من خلال عقول، تمثل رأس المال الحقيقي للنادي. وأخيرا، وحول ما يتردد عن وجود انشقاقات في مجلس الإدارة، قال المهيري: نادي بني ياس كتلة واحدة تتحرك، ولا يوجد أي انشقاق أو أي خلاف، وإن كانت هناك اختلافات، فهي حول من يحب بني ياس أكثر، ولو لم نختلف في وجهات النظر، فهذا يعني أن عملنا خطأ، لابد من تنوع الرؤى والاقتراحات وفي النهاية نتفق على مافيه صالح بني ياس، وصدقني لا أتصور أن نمر بأيام أسوأ من التي مررنا بها في البداية حيث كان جمهور بني ياس يئن من كثرة الانتظار، ويصرخ من واقع الفريق، واليوم هو يهلل من الفرحة، وإن شاء الله تتواصل أفراح السماوي ويحقق ما تتطلع إليه جماهيره
عدد اليوم
