كريستينا.. أول مرشحة للرئاسة في الأرجنتين

على خطى ''هيلاري كلينتون''، قرّرت السيدة الأولى في الأرجنتين السيناتور ''كريستينا كيرشنر'' أن ترشح نفسها أكتوبر المقبل لأعلى منصب في الدولة، أو بالأحرى لمنصب زوجها الرئيس الأرجنتيني ''نيستور كيرشنر''· ولكنها على عكس ''هيلاري'' لديها فرص وافرة بالنجاح في الاستحقاق الرئاسي المقبل، لأن المرشــح الوحيد الذي قد يهزمها هو زوجها ''نيستور'' الذي قرّر التنحّي رغم أنه يعلم جيداً أنه يستطيع أن يحظى بغالبية الأصــوات في حــال ترشح· فلمــاذا قرر الرئيس أن يجعل من زوجته رئيسة للبلاد عوضاً عن أن يتسلم ولاية ثانية؟· يشبّه بعضهم زوجة الرئيس الأرجنتيني السيناتور ''كريستينا فرنانديز كيرشنر'' بـ''هيلاري كلينتون'' زوجة الرئيس الأميركي السابق ''بيل كلينتون'' التي بدأت حملتها الانتخابية للفوز بالرئاسة الأولى رغم كل المنافسين، حتى أنهم يقولون إن ''كيرشنر'' أصيبت بـ''حمّى كلينتون للرئاسة''· وبغض النظر عن هذه التعليقات، فإن لدى ''كريستينا'' و''هيلاري'' الكثير من نقاط الالتقاء، ولاسيما لجهة تأثيرهما في سياسات زوجيهما والتعبئة الشعبية لهما، ولكونهما عضوتين في مجلس الشيوخ، حتى أن السيدتين التقتا في بعض المناسبات حيث أعربت ''كريستينا'' عن إعجابها بسيناتور نيويورك قائلة إنها تجدها ذكية ومواكبة للعصر، إضافة إلى قولها: ''وفي الحقيقة أنا أحبها كثيراً خصوصاً وأنها عانت كثيراً أثناء ولاية زوجها (بيل)''· ولعلها تقصد بذلك فضيحته الأخلاقية مع ''مونيكا لوينسكي'' التي تعاطت ''هيلاري'' معها بصلابة· وهذه فضيحة لم تعاني ''كريستينا'' منها خصوصاً وأن المقرّبين لطالما أكدوا أن زوجها ''نيستور'' منصاع لها تماماً ويولي أهمية كبرى لمشاعرهــا، على الرغـــم من أنـــه لم يسلـــم من انتقاداتهــا اللاذعــة· هنــاك بعض الشائعــات التي تقــول إن ''كريستينــا'' هي الوحيدة التي تنتقـــد الرئيس من غير أن تخشى أن يصيــب عملهــا أي مكروه كـــأن تجــرّد مــن منصبهـــا أو تخفــف رتبتهــــا كمـــا يصيب الآخرين!· في مقابل ذلك أفسح ''نيستور كيرشنر'' المجال لزوجته، غير أنه لم يعلن صراحة عن سبب ذلك، غير أن التوقعات تشير إلى أن الرئيس ذا الـ57 عاماً يخطط للحفاظ على السلطة بيده وبيد زوجته حتى العام ،2019 فـ''كريستينا'' ستظل على المقعد الأول لغاية ،2011 لتسلمه الكرسي بعد ذلك لأربع سنوات تالية على أن يردّ لها المعروف فتبقى في سدّة الرئاسة للعام ،2019 علماً أن بعض الشائعات تحدثت عن أن الرئيس سيتنحّى لزوجته لأنه يعاني بعض العوارض الصحية السيئة منذ خضوعه لجراحة في معدته في العام ،2004 وأن ''كريستينا'' عرضت عليه أن تتسلم زمام المسؤولية إلى أن يستعيد صحته ويصبح قادراً بعد فترة من الراحة، على مواصلة عمله· هنــاك شائعـــات أخرى أشـــارت إلى أن السرّ فـــــي خطــــوة ''آل كيرشنر'' يكمن في أن البـــلاد تحتــاج إلى التغيير الذي يتوقــع أن يرخي بظـــلال إيجابيــة علـــى المواطنيـــن، لذلـــك فـــإن شعار حملة ''كريستينـــا'' الانتخابيــة هو: ''التغيير بدأ الآن''· كذلـــك، فإنّ فكــرة أن تتسلـــم امرأة ســـدّة الرئاســة تلقى ترحيبـــاً لدى الشعـــوب المعاصرة، فهنـــاك للمثــال رئيسة تشيلي ''ميشال باستيليت''، فضلاً عن ظاهرة ترشح النسوة إلى مقاعد الرئاسة في الدول المتقدمــة كفرنسا (سيغولين رويال التي انهزمـــت أمـــام نيكــولا ساركوزي) والولايات المتحدة (حيث تصارع هيلاري كلينتـــون للمنافســــة على الرئاســة الأولـــى)· من جانب آخر، هناك مَن يقول إن البلاد تعاني من سلسلة فضائح متعلقة بالفساد، كما أن قطاع الكهرباء في أزمة منذ سنوات، وهناك نقص في الغاز إضافة إلى معدلات التضخم التي بدأت بالتصاعد وهو أمر لا يفضل ''نيستور كيرشنر'' أن يتعاطى معـــه شخصيـــاً، إذ يرى أن يترك زمام الأمور لزوجتــه التي كــان لها صلة وثيقة برسم سياساته، فهي التي تولت مراقبة تعديل النظام القضائي كما أنها تنوب عنه في عدد من الزيارات والمؤتمرات الخارجية· أشارت الإحصاءات الأوّلية إلى أن ''كريستينا'' البالغة من العمر 54 عاماً والعضو في مجلس الشيوخ عن ''بيونس آيريس'' ستنال نحو 40 في المائة من الأصوات في حال ترشح زوجها للرئاسة أي انه سيحظى بزيادة 10 في المائة من الأصوات، وربما انه لن يترشح، ويبقى لديها منافسون بعيدون عنها جداً ومنهم وزير الاقتصاد السابق ''روبيرتو لافاغنا'' الذي قد يحظى بنسبة 12 في المائة من الأصوات فقط· وتجدر الإشارة إلى أن ''كريستينا'' لن تكون الرئيسة الأولى للأرجنتين، فقـــد سبقهـــا إلى هذا المنصب ''ايزابيلا دي بيرون'' زوجة الرئيس ''خوان بيرون'' التي تولــت الرئاســـة بعد وفاة زوجها ثم أطيح بها في انقلاب عسكري، ولكن ''كريستينا'' سبقت ''ايزابيلا بيرون'' بأنها في حال انتخبت فستكون الرئيسة الأولى التي ستفوز بالاقتراع وليس بالتزكية·