الأمم المتحدة تشترط توفير الأمن لتوسيع وجودها في العراق

تعهدت الدول المانحة ودول جوار العراق فجرأمس بمواصلة دعمها ومساندتها للعراق بما في ذلك دعم توسيع الدور الحيوي الذي تقوم به الأمم المتحدة هناك لتمكينه من إحلال السلام والاستقرار والتقدم بالمنطقة· وفي اجتماع وزاري موسع ترأسه الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون ورئيس وزراء العراق نوري المالكي بنيويورك بحث وزراء خارجية 19 دولة وهي دائمة العضوية بمجلس الأمن ومجموعة الثماني الصناعية ودول جوار العراق إضافة إلى دول إقليمية وممثلي الاتحاد الأوروبي والجامعة العربية والمؤتمر الإسلامي والبنك الدولي، سبل دفع وتفعيل جهود ضبط الأمن وإعادة الإعمار في العراق وتحقيق الاستقرار السياسي والتقدم الاقتصادي فيه· وقال مون إن الأمم المتحدة تعتزم توسيع دورها في تقديم المساعدات والتشجيع على المصالحة ولكنه لن يلتزم بوجود قوي على الأرض حتى يتحسن الوضع الأمني· وقال في افتتاح المؤتمر''إن الأمم المتحدة مستعدة لتوسيع نشاطها في تدعيم شعب وحكومة العراق· وهذه مسؤولية أضطلع بها بكل جدية''· واعترف الأمين العام للمنظمة الدولية بأن العنف الدائر في العراق ''يحمل مضامين مباشرة'' على الدور الذي يمكن أن تلعبه المنظمة من الداخل· وقد حرص على التأكيد على أهمية الدور الحيوي الذي يتعين على حكومات دول المنطقة وفي مقدمتها دول الجوار القيام به من أجل مساعدة العراق على إحلال السلام والاستقرار مشيرا إلى أن مثل هذا الطموح لا يمكن أن يتحقق باستخدام القوة وحدها· كما أبدى مون استعداد الأمم المتحدة لفتح مكتب جديد لها في البصرة وتوسيع مكتبها الحالي في أربيل وأيضا فتح مكتب اقليمي أخر لها في بغداد ليتولى تنشيط الحوار ما بين الحكومة العراقية وحكومات الدول المجاورة· وأضاف أن آليات العمل الخاصة بهذا المكتب وغيرها من القضايا الأخرى ستتم مناقشتها في اجتماع وزاري من المقرر أن يعقد في وقت لاحق من الشهر القادم في تركيا· ونوه إلى أن الدول المجاورة للعراق أكدت خلال هذا الاجتماع استعدادها لتعزيز تعاونها الإقليمي مع العراق وأيضا دعمها لتعزيز الدور الأممي هناك وقال إن بعض المتحدثين من هذه الدول شددوا على الحاجة لتقوية وتعزيز آلية السيطرة الأمنية على الحدود المشتركة مع العراق· وأكد أن الوقت قد حان لقيام المجتمع الدولي بوضع خطة سياسية واقتصادية مشتركة وبناءة في العراق· كما استعرض الخطة الخمسية التي أطلقها العراق وبالتنسيق مع الأمم المتحدة وبدعم من البنك الدولي منتصف العام الماضي بهدف تعزيز الأمن والاقتصاد في البلاد· واستمع المشاركون إلى استعراض مفصل قدمه رئيس وزراء العراق حول الجهود التي تبذلها حكومته من أجل تحقيق المصالحة الوطنية وتوسيع قاعدة التمثيل لحكومته فضلا عن المشاريع والخطط وبرامج الإصلاح الأخرى التي تم تحقيقها حتى الآن والماضي في تنفيذها وذلك وفاء للتعهدات التي التزمت بها حكومته في المجالات السياسية والاقتصادية خلال مؤتمر العقد الدولي للعراق· وقال المالكي إن حكومته حققت تقدما نحو المصالحة الوطنية مبينا أن حكومته يمكنها توفير الأمن للأمم المتحدة بشكل يمكنها من أداء دورها بشكل فعال· وسعت وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس من جهتها الى طمأنة المؤتمر بقولها ''الوضع الأمني في العراق صعب لكنه يتحسن''· واقترح وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير البدء باعادة إعمار العراق من الشمال الذي ينعم بظروف أمنية أفضل· من جهته، أكد سعود الفيصل وزير الخارجية السعودي أهمية تحقيق مصالحة وطنية في العراق لأن اي تقدم فيه يعتمد على ذلك· فيما أكد وزير الخارجية المصرى أحمد أبو الغيط أهمية عدم التعجل فى سحب القوات الأجنبية بشكل مفاجئ من العراق حتى لا ينتج عن ذلك تداعيات سلبية اذا لم تكن القوات العراقية جاهزة لمواجهة التحديات الأمنية الكبيرة فى الميدان·