حزب الله: لا وفاق على الرئيس.. لا نصاب

سخنت الأجواء السياسية عشية الجلسة البرلمانية الاولى المقررة للانتخابات الرئاسية اللبنانية غدا الثلاثاء، حيث أعلن نواب ''حزب الله'' أحد أبرز أطراف المعارضة عن مقاطعتهم الجلسة· في وقت طالب نواب ''الاكثرية'' قوات الأمن باتخاذ تدابير استثنائية لحمايتهم تحسبا من أي عمليات تستهدفهم سعيا إلى تعطيل الاستحقاق· وكان بري دعا إلى عقد جلسة غدا لانتخاب خلف للرئيس الحالي اميل لحود لكنه قال انه سيرجئ الجلسة في حال لم يكتمل النصاب الذي حدده بثلثي أعضاء البرلمان· وقالت مصادر سياسية إن الانتخابات الرئاسية ستتأجل على الأرجح إلى اكتوبر لأن المتنافسين من الأكثرية والمعارضة لم يتوصلوا بعد الى اتفاق على مرشح توافقي يخلف الرئيس الحالي، مشيرة إلى ان بري سيدعو الى جلسة أخرى في أكتوبر بما يفسح مزيدا من الوقت للتوصل الى تسوية للأزمة السياسية· وقال وزير الطاقة المستقيل محمد فنيش ان نواب الحزب لن يشاركوا في جلسة مجلس النواب غدا ما لم يتم التوصل قبل ذلك الى توافق على اسم الرئيس، واضاف ''اذا لم يكن هناك وفاق لن يكون هناك نصاب··حتى الآن ليس هناك اي وفاق بعد ونحن على تشاور دائم مع رئيس البرلمان نبيه بري والمطلوب من الاكثرية ان تحترم الدستور الذي ينص على انتخاب الرئيس على اساس نصاب ثلثي النواب''· فيما قال النائب عبد المجيد صالح (حركة امل) ان الجلسة النيابية ستخصص فقط للتشاور، واضاف ''آمل ان تكون الجلسة غدا للتشاور واستئناف مبادرة بري لانها المعبر الطبيعي للوصول الى استحقاق يؤمن رئيسا''· وفي المقابل، قال نواب الأكثرية انهم سيحضرون جلسة الثلاثاء· وطالب النائب الياس عطالله الذي يلازم منزله في بيروت في إطار التدابير الامنية التي تلتزم بها قوى ''14 مارس'' خوفا من الاغتيالات بتدابير متعددة تحمي حياة النواب، وقال ''يجب تطبيق هذه التدابير الى ان يتم انتخاب رئيس جديد··وفي أي حال من واجب النواب والاكثرية التوجه الى البرلمان غدا''، وأشار الى ان التدابير الأمنية يجب ان تشمل محيط البرلمان في وسط بيروت والطرق المؤدية اليه ومواكب النواب''، وقال ''لكي يكون الأمن شاملا لا بد من حل مشكلة المخيم'' (في اشارة الى خيم الاعتصام التي أقامتها المعارضة قرب مقري البرلمان ورئاسة الحكومة منذ الاول من ديسمبر 2006)· كما طالب النائب أكرم شهيب بحماية عربية ودولية للانتخابات الرئاسية والرئيس المنتخب· في وقت نزل نحو 40 من نواب الاكثرية في فندق فينيسيا الواقع على بعد كيلومتر من البرلمان وسط تدابير أمنية مشددة من الجيش والشرطة· ووفق الدستور يقوم النواب بانتخاب الرئيس بأكثرية الثلثين (86 نائبا) بالاقتراع السري في الدورة الاولى والنصف زائد واحد (65 نائبا) في الدورات اللاحقة· وتملك الاكثرية 68 نائبا من أصل 128 في حين ان للمعارضة 58 نائبا· ويشغل أحد المستقلين مقعدا نيابيا كما شغر مقعد باغتيال النائب انطوان غانم· وتنعقد جلسات انتخاب الرئيس الجديد حكما من 14 نوفمبر حتى 24 نوفمبر اليوم الأخير لانتهاء الولاية الرئاسية· أما في حال خلو سدة الرئاسة لأي علة كانت فتناط صلاحيات رئيس الجمهورية وكالة بمجلس الوزراء وفق النص الدستوري· لكن هذا النص يشكل نقطة خلاف جوهري بين الاكثرية التي ترى ان الحكومة الحالية هي المخولة بتسلم صلاحيات الرئاسة في حال لم يتم انتخاب رئيس، فيما تلوح المعارضة بلجوء رئيس الجمهورية الى تشكيل حكومة انتقالية في هذه الحال برئاسة قائد الجيش العماد ميشال سليمان على اعتبار ان الحكومة الحالية أصبحت ''غير شرعية'' منذ نوفمبر الماضي بعد استقالة وزراء المعارضة وبينهم كل وزراء الطائفة الشيعية منها· المرشحون يعتبر نسيب لحود (62 عاما) المرشح الافضل لدى الاكثرية، فيما تدعم المعارضة زعيم تكتل ''الإصلاح والتغيير'' النائب ميشال عون، لكن الاثنين غير متوافق عليهما من الطرفين· وهناك 3 مرشحين آخرين الى جانب لحود وعون هم بطرس حرب وروبير غانم (الاكثرية) والمستقل شبلي ملاط، كما أن هناك مرشحين آخرين محتملين مثل وزير العدل شارل رزق، والوزير السابق النائب جان عبيد· فيما ينظر الى قائد الجيش العماد ميشال سليمان وحاكم مصرف لبنان رياض سلامة على انهما مرشحان توافقيان قد يتم التوصل الى تسوية حول احدهما اضافة الى ميشال ادة كمرشح توافقي آخر مقرب من البطريرك الماروني نصر الله صفير· آراء الخبراء قال الخبير القانوني زياد بارود ''ان هدف جلسة الثلاثاء ليس انتخاب رئيس فموعد 25 سبتمبر ليس الا اليوم الاول من مهلة شهرين· فيما قالت المحللة السياسية في مركز كارنيجي للشرق الاوسط امل سعد غريب ان تحديات الانتخاب في الواقع تتمثل في معركة حول هوية لبنان وارتباطاته بالخارج، واضافت ''ان معركة الرئاسة هي معركة بين لبنانين اثنين أو مشروعين للبنان فالأكثرية تسعى الى الاستئثار بالسلطة فيما الولايات المتحدة وإدارة الرئيس جورج بوش متورطتان بشكل لم يسبق له مثيل في السياسة اللبنانية حيث تضع كل اوراقها في هذه السلة لانها فشلت في العراق''·