24 سبتمبر 2007 00:52
أقرت الحكومة الاسرائيلية امس اطلاق سراح 90 اسيرا فلسطينيا غالبيتهم من حركة ''فتح'' في مبادرة دعم للرئيس الفلسطيني محمود عباس، تسبق عقد مؤتمر دولي للسلام في نوفمبر المقبل·
كما أعلنت إسرائيل عن موافقتها على نشر 500 شرطي فلسطيني مسلح فى مدينة نابلس في الضفة الغربية اعتبارا من الاسبوع الحالى للمساهمة في فرض النظام العام· وذكر راديو اسرائيل أنه قد تم الاتفاق على نشر قوات الشرطة خلال اجتماع عقده وزير الجيش الاسرائيلى أيهود باراك الاسبوع الماضى، مع رئيس الوزراء الفلسطينى سلام فياض، مشيرا الى استئناف عمل جهاز الارتباط العسكري والمدني الثنائي، وكذلك تواصل الاجتماعات الامنية بين الجانبين على مستوى الضباط·
وقال مسؤول حكومي اسرائيلي إن ''الحكومة وافقت على إطلاق سراح 90 اسيرا فلسطينيا في ''بادرة حسن نية'' تجاه الرئيس محمود عباس''· مضيفا ان 22 وزيرا صوتوا مع القرار مقابل ثلاثة صوتوا ضده· ووافق مجلس الوزراء بزعامة رئيس الوزراء إيهود أولمرت على الإفراج عن السجناء ''من حيث المبدأ'' بعد تأخير دام نحو أسبوعين· وستقر لجنة وزارية قائمة بأسماء من سيجري الإفراج عنهم·
ورحب مسؤولون في السلطة الفلسطينية بهذا القرار، إلا أنهم اشاروا في الوقت عينه، الى أن الجيش الاسرائيلي يواصل عمليات الاعتقال التي ينفذها في الضفة الغربية المحتلة، الأمر الذي يبقي عدد الأسرى الفلسطينيين على حاله· وانتقد هؤلاء المسؤولون كذلك عدم قيام اسرائيل بمبادرة لرفع عدد من الحواجز العسكرية الخمسمئة التي تقطع اوصال الضفة الغربية وتحول دون حرية تنقل الفلسطينيين في داخلها· إلا أن اسرائيل تؤكد أن هذه الحواجز تسمح لها بالحد من عدد الهجمات التي تشن عليها·
وأوضحت الناطقة باسم رئيس الوزراء الاسرائيلي، الذي تعهد قبل أسابيع بإطلاق سراح هؤلاء الاسرى، أن المفرج عنهم ''أيديهم ليست ملطخة بدماء اسرائيليين، وهم يدعمون الحكومة الفلسطينية ويلتزمون مواجهة الارهاب''· واضافت ميري ايسين ان ''غالبية هؤلاء الاسرى ينتمون الى ''فتح''، بينما ينتمي الباقون الى سائر المنظمات الفلسطينية باستثناء ''حماس'' والجهاد الاسلامي''، مشيرة الى ان الافراج عن هؤلاء سيتم مطلع اكتوبر· وتستخدم اسرائيل عبارة ''ملطخة ايديهم بالدماء'' للإشارة الى الفلسطينيين الذين شاركوا في هجمات أوعمليات ضد اسرائيل أسفرت عن سقوط ضحايا·وقال جدعون عزرا وزير البيئة الاسرائيلي العضو في الحكومة الامنية المصغرة للاذاعة العامة، ان الافراج عن الاسرى يمكن ان ''يعزز استئناف المفاوضات بين اسرائيل والسلطة الفلسطينية''· ولكن هذه المقولة لم تقنع الفلسطينيين· وقال اشرف العجرمي وزير شؤون الاسرى الفلسطيني إن ''هذا الاجراء لا يساعد التوجه الفلسطيني· ما يساعد هو بحث معمق لكافة مسائل (النزاع) وتخفيف القيود الاسرائيلية على الفلسطينيين''· واضاف ان الحواجز الاسرائيلية في الضفة الغربية ''لا تتناقص بل على العكس يرتفع عددها'' خلافا للتعهدات التي التزم بها اولمرت تكرارا·
وقال كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات إن ''وضع (الحواجز) هو اسوأ اليوم مما كان عليه قبل اسبوع''، مرحبا في الوقت عينه بقرار الإفراج عن الأسرى·
وانتقدت حركة ''حماس'' قرار الحكومة الاسرائيلية الافراج عن تسعين معتقلا فلسطينيا فقط والابقاء على آلاف الأسرى في سجونها· ودعا النائب الاول لرئيس المجلس التشريعي الفلسطيني أحمد بحر (حماس) الى وقف اللقاءات مع الجانب الاسرائيلي معتبرا انها ''تشكل غطاء للسياسة الاسرائيلية التي تستهدف الشعب الفلسطيني''·
المصدر: القدس
عدد اليوم
