اعتقال زعماء 35 حزباً معارضاً في إسلام آباد

اعتقلت سلطات الامن الباكستانية زعماء 35 حزبا يمثلون المعارضة كاجراء وقائي لمنعهم من عرقلة مساعي الرئيس برويز مشرف لإعادة انتخابه لخمس سنوات جديدة· واتخذت الحكومة الباكستانية وفقا لمصادر رسمية هذا الإجراء بعد التهديدات التي وجهتها أحزاب المعارضة بتعطيل الانتخابات الرئاسية من خلال تنظيم المظاهرات والاستقالات الجماعية من المجالس النيابية· وصدرت بحق أربعة زعماء بتحالف حركة كل الاحزاب الديمقراطية أوامر اعتقال لمدة 30 يوما وتحديد اقامتهم في مساكنهم تحت حراسة مشددة· وأغلب الذين اعتقلوا في اسلام آباد في وقت متأخر أمس الأول ينتمون إلى الحزب الذي يتزعمه رئيس الوزراء السابق نواز شريف، وإلى أحزاب في التحالف الديني المحافظ· وقال أكبر مسؤول إداري في اسلام آباد تشودري محمد علي انه تم احتجاز 14 شخصا كإجراء وقائي، وأضاف إنه يتوقع القيام بالمزيد من الاعتقالات لاحقا· ومن بين المعتقلين راجا ظفر الحق رئيس حزب الرابطة الإسلامية الباكستانية جناح نواز شريف ونائبه جواد هاشمي إلى جانب حسين أحمد زعيم مجلس العمل المتحد وهو تحالف للأحزاب الدينية· وقال جواد هاشمي بعد أن اطلع على أمر الاعتقال إن ''اعتقالنا غير قانوني وغير دستوري، تريد الحكومة أن تمنعنا من الاستقالة من البرلمان لكن هذا حقنا الدستوري والقانوني الذي لا يمكن حرماننا منه''· وأضاف هاشمي ''إن الحكومة يجب أن تواجه تبعات عدوانها السافر''· ووصف هاشمي تقييد اقامته بانها عمل جبان وقال إن الحكومة في حالة ذعر من اعتزام المعارضة الاستقالة بشكل جماعي من البرلمان بمجرد قبول أوراق ترشيح مشرف يوم 29 سبتمبر· وقال للصحفيين ''قررت حركة كل باكستان الديمقراطية التي تتألف من 17 حزبا معارضا الانسحاب من مقاعدها في المجالس الوطنية والاقليمية وألا تكون مجمعا انتخابيا لإعادة انتخاب برويز مشرف، وربما أزعجهم هذا ووضعوا قيودا علينا وأنا هذه المرة محتجز، لا يسمح لأحد بالمجيء هنا، لا أعرف كيف تمكنتم من الوصول إلى هنا''· من جهته قال سيد بلال زعيم الجماعة الاسلامية وهي أحد الأجنحة التي يتألف منها ائتلاف للأحزاب الإسلامية للصحفيين ''لم يبق سوى أيام على الانتخابات، إن مشرف يعتقل كل زعماء الأحزاب المعارضة خصوصا أعضاء المجلس الوطني وأعضاء مجلس الشيوخ، نشعر بدهشة شديدة إزاء مثل هذا العمل من جانب تلك الحكومة، ولذلك فالموقف يتجه تديجيا نحو وضع بالغ السوء''· وتمكن زعماء الاحزاب الأخرى من الاختباء بعد أن ذاعت أنباء مداهمات الشرطة التي وصفها مسؤولون بأنها إجراء وقائي ضروري للحفاظ على النظام في البلاد قبيل أعمال الاحتجاج· وتعهد البرلمانيون المعارضون بتقديم استقالة جماعية عندما يقدم مشرف أوراق ترشيحه يوم الخميس المقبل· واحتج حزب الشعب الباكستاني الذي عقد محادثات مؤخرا مع مشرف لتقاسم السلطة مع زعيمته المنفية رئيسة الوزراء السابقة بي نظير بوتو· وقال نائب رئيس حزب الشعب مخدوم أمين فاهم ''ندين هذه الاعتقالات التي توضح مدى ضعف الحكومة''· وينتظر مشرف لمعرفة ما إذا كانت المحكمة العليا التي يعتبرها معادية منذ محاولته عزل كبير القضاة، ستؤيد الطعن في اعتزامه ترشيح نفسه مرة أخرى في الوقت الذي يبقى فيه قائدا للجيش· ومن المتوقع أن تصدر المحكمة حكما في الأسبوع المقبل· ويسعى مشرف للفوز بفترة ولاية أخرى تمتد لخمس سنوات خلال عملية اقتراع تجريها المجالس البرلمانية الاتحادية والاقليمية في 6 أكتوبر المقبل· ويملك حزب الرابطة الاسلامية الحاكم عددا كافيا من المقاعد يضمن إعادة انتخاب مشرف وقال مسؤولون حكوميون إن الاستقالات لن تمنع عملية الاقتراع· ولم يعلن أي سياسي بارز آخر اعتزامه الترشح أمام الحاكم العسكري مشرف· وبمجرد انتهاء الانتخابات الرئاسية تجرى انتخابات وطنية بحلول منتصف يناير وتتوقع مراكز استطلاع الرأي أن يمنى الائتلاف الحاكم المؤيد لمشرف بهزيمة ثقيلة مما سيجبر الرئيس على البحث عن حلفاء جدد· وإذا ما قررت المحكمة العليا منع إعادة انتخاب مشرف فثمة تكهنات باحتمال أن يحل مشرف البرلمان أو يعلن قانون الطوارئ في باكستان·