ليس بالمهر وحده ينجح الزواج

بين جيلنا الحالي ''جيل الرفاهية''، وجيلنا السابق فجوة معرفية وثقافية تظهر تداعياتها في أمر الزواج ومدى نجاحه أو فشله• هذه الفجوة غيبت الثقافة الأسرية والوصايا التي كانت تقدمها الأمهات لبناتهن والتي تختزن خبرة سنين من سبر غور الرجل العربي واستيعاب احتياجاته ونظرته للزوجة وما يطلبه منها، ومفاتيح قلبه وعقله• كل هذه الخبرات تفقدها فتيات هذه الأيام اللاتي ظنن أن الشهادة الدراسية كافية لإدارة شؤون البيت والتعامل مع الزوج وتربية الأولاد• يتجلى كل ذلك في ملاحظة أن التركيز الكبير على المهر عند مناقشة مشروع الزواج فهل حقا هو العنصر الأهم في هذا المشروع؟ لاحظت أن مجتمعنا يقدر الفتاة بمهرها،حتى الأمهات والآباء يفتخرون بأن فتاتهم تزوجها رجل بمهر كذا أو كذا، والفتاة لا ترضى إلا بأن يكون مهرها غاليا جدا حتى تنافس قريناتها وتشعرهن بأنها مهمة جدا لدى زوج المستقبل• لكن للأسف كثير من حالات الزواج التي يكون فيها المهر كبيرا تفشل في النهاية وقد لا تدوم لمدة سنة ،فهل فعلا يعتبر مهر الفتاة دليلا على قيمتها؟ أتمنى من النساء والرجال على حد سواء أن يغيروا أسلوب تفكيرهم ويهتموا بأمور أخرى أكثر أهمية ومنها إعداد العريسين لحياتهما المستقبلية بما يساعدهما على مواجهة المشاكل التي من الطبيعي أن تحدث بين أي اثنين؟ نلاحظ أن الطرفين يبدآن عشهما الزوجي بدون أي خبرة ولا ثقافة زوجية، حتى الوصايا التي كانت أمهاتنا تقدمها لبناتها اختفت بسبب اعتقاد الأمهات بأن بناتهن متعلمات ولسن بحاجة لهذه الثقافة ، في حين أن الأمهات يعلمن بخبرتهن أمورا في الحياة الزوجية لم يتحدث عنها اي برنامج دراسي طوال مسيرة بناتهن التعليمية• إن تأمين مسيرة الزواج اهم من تأمين نفقاته، ففي حال الفشل سوف يخسر الجميع ولن يكون للمهر قيمة• سعد عبد الرحيم