فن التعامل مع المراهق

تحتاج مرحلة المراهقة التى يمر بها كل فتى وفتاة الى عناية خاصة، فمسيرة الإنسان قد تتحدد من خلال هذه المرحلة وإذا كانت موجهة بصورة صحيحة فإن أثر هذا التوجيه سينعكس على بقية مراحل العمر • ومن الممكن أن يخسر المراهق جانبا من حياته لو ظل يعيشها من وراء ستار القلق من المستقبل أو عاش يكتم بين حوائجه كل الآراء بحيث لا يستطيع التعبير عنها إلا همسا أو فى صورة من صور السلوك التي قد تبدو منحرفة أو متطرفة وهو ما يظهر لدى الآباء والأمهات في الشعور بالألم والقلق والخوف على أولادهم المراهقين• إن المراهقة فترة مشرقة ومليئة بالحياة والحيوية وتحتاج من الآباء الى معرفة قواعد فن التعامل مع المراهق• فأفضل تعامل مع المراهق هو الحــوار والتفاهم بأن يجد المراهق لدى الأهل أذناً صاغية وقلوبا متفتحة من الأعماق تتعرف على مطالبه بفهم، وتوظف طاقاته التوظيف السليم مع الاعتراف به كقوة هائلة تصنع الأمل فى المستقبل ،وبذلك نجد لدى المراهق فرحة تبدأ من ظهور الأعراض الجسمية والنمائية حيث يستشعر ذاته ويكبر لديه حب المغامرة والعناد والتمرد والمزاجية المتقلبة والتصرفات المزعجة والعواطف الحساسة ولهذا يحتاج المراهق الى نوع خاص من الاهتمام• ليس مطلوبا من الآباء الاهتمام بتوفير الجانب المادي بل لابد من توفير الجانبين النفسى والمعنوى واحترام المراهق من خلال إشعاره بأنه قد بلغ سنا يعتمد عليه وأن له الحق فى التعبير عن رأيه وإشراكه فى بعض القضايا الأسرية وغيرها من سلوكيات تنمي فيه روح الاحترام وتشعره بأهميته• ومن قواعد فن التعامل مع المراهق : الصبر عليه حتى يشعر بالأمن وحسن المعاملة والتفاهم •ومواجهة مشاعره بكل هدوء حتى نعطيه الفرصة لكي يعبر عنها• يجب أن نفتح قلوبنا للابناء في هذه المرحلة ليعبروا عن أنفسهم ويقولوا ما بداخلهم بكل صراحة وبسهولة وتلقائية• وعلينا أن نذوب معهم ونحن نتعامل معهم ونتفهم أبعاد تصرفاتهم حتى يشعروا بمودتنا وحرصنا عليهم •بالإضافة الى متابعة الأصدقاء ومراقبتهم عن بعد حتى نجنبهم رفاق السوء وزرع بذور الإيمان فى نفوس الأبناء من خلال التثقيف الديني والإجابة على كل ما يدور بداخلهم من استفسارات• أحمد عبدالله