آستون مارتن دي بي إس .. رياضية بخصائص خارقة

إذا كان للإيطاليين أن يفتخروا بسياراتهم الرياضية الشهيرة على المستوى العالمي مثل (بوجاتي فيرون) و(فيراري إف 430) و(مازيراتي) وغيرها، فإن للإنجليز حقهم في أن يفتخروا بسلسلة السيارات الرياضية الراقية التي أنتجتها شركة آستون مارتن خلال السنوات القليلة الماضية وكانت آخرها (فانكيش) و(دي بي9)· و(آستون مارتن) ليست من الشركات التي تفضّل إغراق السوق بالطرازات الجديدة، بل إنها لا تعمد إلى إطلاق طراز جديد إلا عندما تستشعر بكل دقة التوجهات المتجددة والمتغيرة لهواة القيادة الرياضية بشكل خاص وبعد أن تتحرى ديناميكية الأسواق بشكل عام، وفي هذا الإطار، عمدت مؤخراً إلى إطلاق أحدث نسخة من سلسلة (آستون مارتن دي بي) حملت الرمز (دي بي إس) وقيل إنها تأتي لتستخلف أختها (فانكيش)· وما لبثت السيارة الجديدة أن تحولت إلى نسخة إنتاجية تم تسعيرها بمبلغ 160 ألف جنيه إسترليني (310 آلاف دولار) على أن يتم إطلاقها للبيع في الأسواق العالمية بداية العام المقبل، وكانت نسختها التصورية قد حظيت باهتمام الشخصية البوليسية الأسطورية جيمس بوند الذي اختارها للقيام بمغامراته في فيلم (الكازينو الملكي)، واختارت الشركة هذه المرة مكاناً خاصاً جداً لإطلاقها الإعلامي حيث كان هذا الحدث جزءاً من تظاهرة عالمية لافتة في عالم السيارات هي (سباق بيبل بيتش) للسيارات الكلاسيكية الذي نظم قبل أشهر قليلة في الولايات المتحدة· وكانت (فانكيش) قد ظهرت قبل ست سنوات باعتبارها الباكورة الأولى لثورة تطورية جديدة التزمت بها آستون مارتن؛ إلا أن الظروف تغيرت خلال هذه المدة مما اقتضى استبدالها بنسخة جديدة يمكنها أن تضم المزيد من الخصائص الخارقة والتكنولوجيات المتطورة، وهكذا ظهرت على هذا الأساس (دي بي إس)، ويؤكد ستيف كروبلي خبير تجريب السيارات في مجلة (أوتوكار) الإنجليزية والذي قام باختبار (دي بي إس) أنها أفضل من (فانكيش)؛ وهي أسرع وأكثر أناقة ومجهزة بأحدث التكنولوجيات ويتم بناؤها بطرق أفضل، ومن المعلوم أن (دي بي إس) هي من أولى السيارات التي يتم إنتاجها في المصنع الجديد لشركة آستون مارتن في مدينة جايدون القريبة من وارفيك في بريطانيا· وأشارت مصادر الشركة إلى أن (دي بي إس) مبنية على منصّة السيارة السابقة (دي بي9) وهذا يبدو بوضوح من خلال تشابه حجمي الطرازين فضلاً عن قيام الكثير من أوجه الشبه بينهما في طريقة تصميم الهيكل الخارجي، إلا أن خبراء الشركة ينبّهون إلى أن (دي بي إس) ليست بديلة لـ(دي بي9) التي لم تقطع من برنامج إنتاجها إلا نصفه، وحتى لا تختلط الأمور ببعضها بالنسبة للمتابعين غير الخبيرين، فضل الدكتور أولريش بيز المدير التنفيذي للشركة أن يشير إلى أن (دي بي إس) ليست إلا سيارة جديدة تأتي لإعادة تنشيط الدورة الدموية في جسد السلسلة (دي بي) كلها، وأشار أيضاً إلى أن (دي بي إس) تأتي لتسدّ ثغرة ضيقة في فئات السيارات الرياضية التي تصنعها الشركة وتقع بين (دي بي9) و(دي بي آر إس9) الخاصة بالسباقات· وتضم (دي بي إس) مجموعة من التراكيب التكنولوجية الجديدة مثل صفائح الهيكل المصنوعة من الألياف الكربونية، ونظام الكبح بالأسطوانات المصنوع من السيراميك، والنظام المكيف لامتصاص الصدمات، فضلاً عن أحدث نسخة من نظام التحكم الإلكتروني بالثبات، ويضاف إلى كل ذلك أن (دي بي إس) أخف من (فانكيش) بمعدل 7 بالمئة أو بمقدار 120 كيلوجراماً، وتم إخضاعها لهذا (الريجيم القسري) عن طريق استخدام مقاعد جديدة تماماً أكثر تطوراً وأخف وزناً، وكان لا بد لهذا الفرق في الوزن أن يترك أثره على تسارع السيارة أثناء الانطلاق وحيث أصبحت (دي بي إس) هي الأسرع من بين كل السيارات التي صنعتها شركة آستون مارتن خلال تاريخها كله، ويمكنها الانطلاق من سرعة الصفر إلى 100كيلومتر في الساعة خلال 4,0 ثانية، كما يمكنها التسارع من 0 إلى 160 كيلومتر في الساعة خلال 9,4 ثانية فيما تبلغ سرعتها القصوى 320 كيلومتراً في الساعة· وتستمد (دي بي إس) هذا الزخم الحركي من محرك ضخم يتألف من 12 أسطوانة و48 صماماً تبلغ سعته 6,0 لتر وجرى تطوير نسخته الخاصة بالسيارة الجديدة بحيث يتمكن من شفط كمية أكبر من الهواء وتحقيق سرعة أعلى في الدوران، ويمكن للمحرك الجديد توليد 510 أحصنة من الطاقة عند 6500 دورة في الدقيقة توافق تحرير 420 ليبرة قدم من عزوم التدوير عند 5740 دورة في الدقيقة·