الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

سهام ناصر: نحتاج إلى الجرأة في استعمال أدوات المسرح

سهام ناصر: نحتاج إلى الجرأة في استعمال أدوات المسرح
24 سبتمبر 2007 23:55
الفنانة والمخرجة اللبنانية سهام ناصر قدمت منذ عودتها من الولايات المتحدة العديد من الأعمال التي لاقت نجاحاً كبيراً، بمهرجانات مسرحية عربية عريقة، منها عملها المهم الأول ( الجيب السري ) الذي فاز بجائزة ( أفضل عرض مسرحي متكامل ) في مهرجان القاهرة للمسرح التجريبي عام 1992 ، والجائزة الأخرى عن عملها ( كلن هون ) إضافة إلى العديد من الأعمال التي نالت جوائز مهمة وحققت نجاحات كبيرة، وتشارك هذه الكاتبة والمخرجة الجريئة في مهرجانات عربية وعالمية مهمة، إنها فنانة منتمية للتربة الوطنية اللبنانية ، وتعشق جو الريف الذي انطلقت منه صوب بيروت والجامعة اللبنانية ، والعالم الخارجي لتنفتح على الحضارة الإنسانية، والجانب الآخر من العالم كي تستولد أعمالاً مسرحية فنية تفوز بالجوائز الأولى على مستوى الوطن العربي، وهي تتناول القضايا الفنية بعمق العارف القدير المتخصص، '' الاتحاد'' التقتها خلال زيارتها مؤخرا إلى الشارقة وكان معها الحوار التالي: ؟ للمسرح أهمية كبرى في عملية التطور، فأين تضعين المسرح العربي في الخريطة الثقافية العربية ؟ ؟؟ أنا متشائمة بعض الشيء وأكثر بقليل من الوضع العربي لأسباب بلا شك نعرفها ونلمسها، وكذلك متشائمة من وضع المسرح العربي في الخريطة الثقافية العربية، عمر المسرح العربي في أدق مراحله التاريخية وأعمقها منذ جورج أبيض ومارون النقاش في حدود الخمسين عاما وفي عمر الشعوب وثقافتها هذا يعني أنه لا يزال طفلا يحبو تكبر أطرافه هنا وتصغر هناك حسب الأمكنة الجغرافية في الخريطة العربية · التجاري والنخبوي ؟ يصنف المسرح إلى تجاري ، يجذب الناس للفرجة ، وإلى مسرح جاد يتعامل مع النخبة الذين يتواجدون في المهرجانات فقط ، فإلى أي مدى تعتقدين أن التنوع ظاهرة صحية ؟ ؟؟ هذا حال المسرح في مختلف الأزمنة ، أحد أهداف المسرح التجاري والنخبوي المتعة فيما تعرضه ، فيما تراه وتسمعه ، هذا يعتمد على رغباتك ولكن لم نبلغ بعد مرتبة تجعلنا في راح من أمرنا ، مازلنا كلنا نحن العرب بشكل عام نفضل الذهاب إلى المطعم على الذهاب إلى المسرح؛ وأنا أدعو إلى أن نجعل المسرح واحدا من عاداتنا اليومية والاجتماعية· إن الأعمال النخبوية لابد منها ، هدفها ليس الفذلكة أبدا ، بل التطور ولحق ركاب هذا القرن ، المسرح التجاري هدفه الكسب السريع وله ناسه ومكانه وزمانه ، لا بأس به إذ إن إحدى حسناته أن يدعو الناس إلى الفرجة ويدعوهم إلى ارتياد المسرح · ؟ ما دور المهرجانات في تحقيق رسالة المسرح؟ ؟؟ المهرجانات المسرحية لها دائما الدور الفعال والمهم جدا في بلورة تطلعات المسرحيين ويجب أن يكون هذا هو الهدف الأول ، أما الهدف الثاني وهو المكمل للهدف الأول فهو فتح أذرعنا نحن جميعاً من فنانين ورسميين للجمهور العريض كي يأتي للفرجة ، الفائدة الأولى هي ببساطة ذلك التجمع للفنانين وإفساح المجال للمقارنة والنقض وفتح أعين الجماهير العريضة إعلاميا على ما يجري أمام الحفل · في فرنسا وحدها خلال عام واحد هناك 500 مهرجان مسرحي في كافة أنحاء فرنسا ! تصور تلك السعادة ، خذ نظرة سريعة وشاملة لأي مهرجان لأي مهرجان ما وانظر كيف بدأ وأين وصل وهذا شيء طبيعي أن ينجح هنا ويخفق هناك ، إلا أنه يفتح العيون على عمل أو أكثر يحمل في طياته الكثير من الوعود في المستقبل · الجيب السري ؟ أنت دائمة الاعتزاز بعملك المسرحي (الجيب السري ) والذي كان قفزة نوعية في حياتك المسرحية ، وحقق أكثر من جائزة في مهرجان القاهرة التجريبي على وجه الخصوص ، لو تصفي لنا مشاعرك في تلك الفترة ؟ ؟؟ كان اشتراكي في الجيب السري أنا وفريق العمل من أنجح وأهم الزيارات لي إلى مهرجان عربي في القاهرة ، كم هي عظيمة تلك المدينة ، كنت قبلاً أتابع كافة النشاطات العربية الأخرى من خلال الإعلام والكتب والمجلات الثقافية لا غير ، وبتواضع أرجو ألا يساء فهمي حين طلبت المساعدة آنذاك من وزير الإعلام اللبناني، حيث قلت له إن عملنا هذا سوف يفوز بالجائزة الأولى، أعطنا دعماً متواضعاً ، وكنت أملك في جيبي ألفي دولار لا غير، وذهبنا، هذه الثقة تعبت من أجلها سنوات طويلة داخل مختبر معهد الفنون الجميلة مع طلابي ، المسرح الذي أعمل للوصول إليه هو التفتيش والبحث المستمر ، التقرب أو الاقتراب أكثر فأكثر لذواتنا وإيجاد وسيلة تعبير وأسلوب يعبر عن جيلنا ، زمننا الآن ، نحتاج جميعاً نحن المسرحيين العرب ، كتاباً وممثلين ومخرجين ، إلى الجرأة في إيجاد واستعمال أدوات المسرح ، كافة أدواته المركبة لكي نجد لغة مسرحية ننعتق فيها من الروتينية والتبعية للآخرين ، والانعتاق أيضاً من الأفكار المسبقة حتى ( الموروث ) منها إذا كان ذلك يشكل حجر عثرة أمام طموحاتنا وحرية فكرنا ، والتعبير عن همومنا ومشاغلنا الآنية منها والعظيمة الشأن على حد سواء ، ولكن الموروث هو البداية · ( الجيب السري ) هو عرض يتناغم فيه النص مع الشكل تناغماً كلياً ، وكأنك أمام قطعة موسيقية أنغامها هي كل ما تسمعه وتشاهده من حركة هنا و جملة هناك ، صرخة ، ضحكة ، عتمة ، ونور ، كل ذلك عبر شخصية مسرحية غير متفردة ، ومكررة اثنتين وعشرين مرة متشابهة ، تجلس أمامك أنت المتفرج على سلم متدرج، وكأنهم جميعاً مرآة مقعرة حيناً ، وصافية جامدة حيناً آخر ، وتقول لك أنا أنت وبالعكس · المسرح والتكنولوجيا أنا لا أقلل من أهمية استخدام التكنولوجيا ، ولكنني أرفض أن تحل التقنية بديلاً عن جسد الممثل وروحه وحركاته على المسرح، لأننا لا نريد أن نقدم أغنية أو فيلماً على الخشبة ، ولا نريد أن نقطع التواصل بين الممثل المسرحي، والجمهور في الصالة، لا باس من استخدام التكنولوجيا وتوظيفها، والاستفادة منها على ألا تكون بديلاً عن المسرحية التي تعتمد بشكل أساسي على النص والممثل.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©