الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

فوكودا.. هل يصبح خيار اليابان التوافقي؟

فوكودا.. هل يصبح خيار اليابان التوافقي؟
25 سبتمبر 2007 00:01
بعد أسبوعين من الحراك الحزبي الداخلي والتنسيق السياسي، قرر الحزب الديمقراطي الليبرالي الحاكم في اليابان، انتخاب ''ياسو فوكودا'' رئيساً للحزب يوم الأحد الماضي، وهي خطوة تضمن له تولي منصب رئيس الوزراء، خلفاً لرئيس الوزراء الحالي ''شينزو آبي'' الذي أعلن اعتزامه التنحي من منصبه مؤخراً· هذا وينظر الكثيرون إلى ''فوكودا'' باعتباره أكثر وداعة وسلماً وأبعد ما يكون عن الأجندة الوطنية التي يقف من ورائها ''آبي''· ولعل هذا ما ساعد ''فوكودا'' في التغلب على منافسه الرئيسي في الحزب، ''تارو آسو''، المعروف بعلاقته الوثيقة بـ''شينزو آبي''؛ كما ساعدته الصفات نفسها في أن ينظر إليه على أنه خيار توافقي أفضل للحزب الديمقراطي الليبرالي، خاصة فيما يتصل بالسياسات الخارجية· ربما يعمد ''فوكودا'' الى خلق نوع ما من التوازن بين استمرار علاقات بلاده الوطيدة مع واشنطن، وتحسين وتوطيد علاقات اليابان بجاراتها الآسيويات، مع الأخذ في الاعتبار بقدر أكبر الحساسية في التعامل مع دول الجوار هذه، لا سيما في ماضي الحرب اليابانية على بعضها· ذلك هو ما يعتقده ''إليس كراوس'' أستاذ السياسات اليابانية بجامعة كاليفورنيا بسان دييجو· إلى ذلك يرى عدد من المراقبين والمحللين لتطورات الوضع السياسي في اليابان، أن الحزب الديمقراطي الليبرالي الحاكم، شرع في البحث عن بديل أكثر مهنية ويعول عليه في منصب رئيس الوزراء، إثر مضي عام كامل على تولي ''شينزو آبي'' للمنصب، وسم أداؤه خلالها بالكثير من الإساءات والتجريح العامين، إضافة إلى كثرة الأخطاء التي ارتكبها· وبصفته عضواً في صفوف الحرس القديم للحزب الديمقراطي الليبرالي، فإن لـ''فوكودا'' علاقات وطيدة برئيس الوزراء الأسبق ''جونيشرو كويزومي'' ذي الشهرة الشعبية الواسعة، حيث سبق له أن عمل معه سكرتيراً أول· وعلى نقيض ''فوكودا'' تماماً، فربما كان تولي منافسه الحزبي ''تارو آسو'' لمنصب وزير الخارجية في عهد ''شينزو آبي''، لطخة لسمعته وتضعه في خانة لا تبعد كثيراً عن موجة السخط والانتقادات العامة الموجهة لـ''آبي''، وخاصة سياساته الخارجية· وعلى حد قول البروفيسور ''كراوس''، فلم يكن الحزب الحاكم يتوقع خروجه وتعافيه من الكارثة السياسية التي أقحمه فيها ''شينزو آبي''، من دون العثور على بديل جديد له، شريطة أن يكون على قدر كبير من الاختلاف والبعد منه في ذات الوقت· وهناك من المحللين من أشار إلى غضب كبار مسؤولي الحزب من ''تارو آسو'' بسبب عدم إخطاره لمسؤولي الحزب -رغم علمه المسبق- بعزم ''آبي'' على تقديم استقالته من منصبه· ولم تكتف ملاحظة المحللين بهذا الحد فحسب، بل قدروا أن غضبة مسؤولي الحزب من آسو تعود إلى شكوكهم في أن تكون لصمته المتعمد عن تلك المعلومة علاقة باعتزامه المناورة لنفسه حول منصب رئيس الوزراء· ومهما يكن فإن كل ذلك لا ينفي حقيقة التقارب في المواقف السياسية بين ''فوكودا'' ومنافسه ''آسو''، رغم فوز الأول بـ330 صوتاً في الانتخاب لمنصب زعيم الحزب، على منافسه الذي حصل على 197 صوتاً فحسب· فكلاهما يأمل في تفادي نظام المحسوبية الذي اتسمت به المشروعات اليابانية العامة، وتمكن ''كويزومي'' من تفكيكه والقضاء عليه، كما يأمل كلاهما في تضييق الفجوة المتعاظمة بين المدن الكبيرة والمحافظات في الريف، إلى جانب مد يد العون لتلك الفئات من المجتمع الياباني التي شعرت بـ''قرصة'' إصلاح السوق والتضييق على الميزانيات مؤخراً· يذكر أن ''فوكودا'' قد انتخب لمنصب زعيم الحزب بعد أحد عشر يوماً من إعلان ''آبي'' اعتزامه التنحي من منصبه كرئيس للوزراء، ولم يمض يوم واحد من إعلانه هذا حتى أدخل آبي إلى المستشفي إثر بعض أعراض التوتر النفسي والإجهاد، ولم يعقب ذلك الإجراء حتى الآن أي حديث عن الموعد الذي سيغادر فيه المستشفى؛ كما يذكر أيضاً أن ''آبي'' كان قد رفض التنحي من قبل، على رغم الهزيمة التي مني بها حزبه في انتخابات المجلس الأعلى التي أجريت في أواخر شهر يوليو الماضي· وفيما يبدو فقد أثر إعلان ''آبي'' عزمه تقديم استقالته من منصبه، وما أعقب ذلك من حمى انتخاب خلف له في زعامة الحزب -وهو انتخاب تقتصر المشاركة فيه على مسؤولي الحزب وحدهم- سلباً على اهتمامات الصحافة، التي غضت الطرف عن مثالب عهد ''آبي'' وأخطائه، وسلطت اهتمامها وتغطيتها في المقابل على من سيخلفه في المنصبين الحزبي والحكومي· وهنا يلاحظ البروفيسور ''كراوس'' أن الحزب الديمقراطي الليبرالي قد تعمد صرف الأنظار عن أخطاء آبي، وليتحقق له ذلك، فقد نجح في تسليط الأضواء والاهتمامات الصحفية كلها على الجولات التي قام بها ''فوكودا'' على امتداد اليابان بأسرها، حيث كان يلتقي الناخبين خلال زياراته ويلقي عليهم الخطب والبيانات السياسية· وإذا كان هذا المخطط قد حقق نجاحاً إلى حد ما، فما كان ذلك إلا بسبب سماح التغطية الإعلامية بتسليط الأضواء على الزيارات هذه، تاركة جانباً ''آبي'' وعهده السيئ· خلال الأيام التسعة التي نظمت فيها حملة الانتخاب لزعامة الحزب، تسابقت جهود الشبكات الإخبارية اليابانية في إظهار كل من ''فوكودا'' ومنافسه ''آسو'' -وهما يعتليان سطح إحدى الحافلات بينما يلتف الناخبون ليستمعوا إلى الخطب السياسية التي يلقيانها عليهم في مسعى منهما للفوز بالتأييد الشعبي؛ غير أنه يجب عدم التعويل كثيراً على الدور الصحفي في هذه الحملة، ذلك هو تحذير البروفيسور ''كنيشي آسانو'' -أستاذ الإعلام بجامعة دوشيشا في كيوتو- بقوله: إن الإعلام قد سبق له أن أيّد ''آبي'' ودعمه، على الرغم من عدم كفاءته لتولي المنصب، وأن الإعلام قد استغل آبي ودفعه دفعاً باتجاه اتخاذ مواقف متشددة ضد كوريا الشمالية بسبب الاتهامات الموجهة لها باختطاف مواطنين يابانيين خلال الحرب العالمية الثانية· مراسل صحيفة كريستيان ساينس مونيتور في طوكيو ينشر بترتيب خاص مع خدمة كريستيان ساينس مونيتور
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©