ارتبطت الفنانة مديحة حمدي بالدراما الدينية، وأصبحت قاسماً مشتركاً في معظم المسلسلات التي تتناول سير الصحابة والتابعين، وشاركت في بطولة مسلسلات ''محمد رسول الانسانية''، و''القضاء في الإسلام'' بأجزائه التسعة، و''شهداء الاسلام''، و''الإمام مالك''، و''عمر بن عبدالعزيز''، و''الأمير المجهول''، و''الفتح المبين''، و''الإمام النسائي''، وهي الفنانة الوحيدة التي لم تعلن اعتزالها التمثيل عقب ارتدائها الحجاب·
وعن قلة الطلب على الدراما الدينية قالت مديحة حمدي: هذا لا أساس له من الصحة، والطلب يتزايد سنوياً على الدراما الدينية التي يكون لها تأثير كبير حال عرضها في الفضائيات العربية، لكن المشكلة في الصعوبات الكثيرة التي تواجه هذه الدراما خاصة في الإنتاج، لأن التصوير يتطلب مبالغ كبيرة للديكورات والإكسسوارات والملابس وأماكن التصوير الخارجي وغيرها·· الى جانب تعامل التليفزيون المصري مع الدراما الدينية وكأنها من الدرجة الثانية، حيث يصر على عرضها في الفجر أووقت الظهيرة، وهي أوقات ميتة عكس ما كان يحدث في الماضي، حيث كانت الدراما الدينية تعرض في الأوقات المتميزة عقب صلاة العشاء والتراويح·
القيم والفضائل
وطالبت مديحة حمدي بالإكثار من الدراما الدينية وعرضها طوال العام، وألا يقتصر العرض على شهر رمضان فقط، خاصة أن هذه الأعمال تمس قضايا المجتمع الحالية خاصة الأخلاقية منها، وتكون دعوة لتحري الصدق في كل أمور الحياة، وفي السعي الى الرزق والعلاقات الاجتماعية، وقالت: إن الاسلام مليء بالأحداث والشخصيات التي يمكن أن تتناولها الأعمال الدرامية وتكون قدوة للأجيال الحالية، وهذه الأعمال تهدف الى غرس القيم والفضائل والمبادئ وتحث على الأخوة والإيثار والتعاون والحب والرحمة والفضيلة وكل القيم النبيلة·
وأشارت الى أنها تعتبر نفسها داعية داخل الوسط الفني، وترى ان الحجاب مسألة طبيعية جداً لكل امرأة وأنها تدعو الى الوسطية، وتعتز بالعديد من الأدوار الدينية التي قدمتها طوال مشوارها واصبحت بها ضيفة على جمهور رمضان وهي الاعمال التي دفعتها للقراءة والتعمق في الدين، وتتبع الفتوى أينما كانت ومجالسة العلماء وتحري الحلال، والبعد عن الحرام وعدم قبول العمل لمجرد المادة، سواء كانت ممثلة تعمل مع جهات انتاجية أخرى أو منتجة تتولى بنفسها انتاج الأعمال الفنية·
وتعتز مديحة حمدي بعشرات الشخصيات التي قدمتها في المسلسلات الدينية، ومنها ''خامس الخلفاء الراشدين عمر بن عبدالعزيز'' الذي شاركت في بطولته أمام نور الشريف وعمر الحريري وهالة فاخر وعبدالرحمن أبوزهرة ووجدي العربي وتأليف عبدالسلام أمين واخراج أحمد توفيق·
وتقول إنها لا تنسى هذا العمل الذي تعرض لجوانب العظمة في حياة عمر بن عبدالعزيز صاحب الشخصية الفريدة والتميز الواضح بين الشخصيات الاسلامية التي قدر لها أن تعتلي عرش الحكم في تاريخ الدولة الاسلامية، وهو الشاب الأموي الذي كان مولده في مصر وشب مترفاً وناعماً، شأنه شأن بني أمية من ذوي الجاه والسلطان، وكيف كان يستخشن الحرير، ويطلب ما هو أنعم منه، وتحوله التام بعد استخلافه، وكيف أصبح صورة أخرى لمثله الأعلى وجده الأعظم عمر بن الخطاب وما بين المرحلتين كانت سنوات صراع وفتن نشأت عنها مذاهب وامتدت الفتوحات شرقاً وغرباً، وكانت هذه المرحلة من أخطر مراحل التاريخ الإسلامي·
وأضافت أنها تعتز أيضاً بعشرات الشخصيات المختلفة التي قدمتها في مسلسل ''القضاء في الاسلام'' أمام أشرف عبدالغفور وسميرة عبدالعزيز وعبدالغفار عودة ومديحة سالم وسمير حسني وتأليف محمد أبوالخير وإخراج فايق اسماعيل وأحمد طنطاوي وتوفيق حمزة حيث قدمت في تسعة أجزاء زاد كل جزء منها على 30 حلقة رصداً لصفحات مشرقة في التاريخ الاسلامي جسدت معاني العدل ممثلة في قضاة الشريعة حيث كانوا يستمدون أحكامهم من القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة ومنذ صدر الاسلام وعبر العصرين الأموي والعباسي وظهر رجال اتصفوا بالعدل والورع والعفة والوقوف في وجه كل سلطان جائر·
قصص إنسانية
وقالت مديحة حمدي إن وراء حجاب كل فنانة قصة انسانية تخصها وحدها، وإن الحجاب فرضه الله على المرأة وليس بحاجة الى مناقشة أو محاولة التقليل منه، ولا تعارض بين الحجاب ورسالة الفن، وضربت مثلاً بنفسها منذ بدأ مشوارها مع الحجاب حين أدت العمرة عام 1976 والحج في العام التالي، وكيف كان قرارها بعدم الاعتزال رغم ارتدائها الحجاب ايماناً منها بأهمية دورها في المجتمع والذي تستطيع القيام به من خلال الفن القائم على الاحتشام والرسالة النافعة والقائمة على الأمانة والصدق والكلمة الطيبة·
وأكدت أنها اتجهت الى الانتاج الخاص عقب ارتدائها الحجاب حتى لا يفرض أحد عليها أي نوعية من الأدوار ترفض تقديمها أو ترى أنها لا تتناسب مع الخط العام الذي انتهجته لنفسها حيث تولت انتاج مسلسل ''ذو النون المصري'' من تأليف عبدالسلام أمين واخراج هاني لاشين، وقدمت فيه شخصية رابعة العدوية التي تعتبرها أهم وأصعب شخصية قدمتها في مشوارها الفني·
وتتمنى مديحة أن تتغير نظرة المخرجين للفنانات المحجبات وتحديد أدوارهن، ولا تجد حرجاً من تقديم شخصية الأم والعمة والزوجة والأخت المحجبة على الشاشة، وقالت إنها تحرص على تقديم نماذج جيدة في أعمالها الاجتماعية، كما حدث في مسلسل ''امرأة من الصعيد الجواني'' أمام معالي زايد ورياض الخولي وقدمت فيه شخصية الأم القوية التي تصر على أن يكمل أولادها تعليمهم الجامعي رغم ضيق ذات اليد· وفي مسلسل ''حضرة المتهم أبي'' أمام نور الشريف قدمت شخصية سيدة ريفية تتمتع بطيبة شديدة، الأمر الذي يوقع ابنتها التي تدرس في القاهرة في كارثة·
عدد اليوم
