السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

استشارة الطبيب ضرورية لضمان صيام صحي

استشارة الطبيب ضرورية لضمان صيام صحي
25 سبتمبر 2007 00:03
راعت الشريعة الإسلامية مصلحة العبد بتوازن دقيق يكفل سلامة الجسد ورقي الروح معاً، بحيث لا يؤدي حفظ أحدهما إلى فوات الآخر· وحرص المريض المسلم على تحقيق عبادة الصوم العظيمة لا يخرج عن هذا الميزان الشرعي، وعليه فإن على المريض المسلم أن يتشاور مع طبيبه حول إمكانية الصوم وأن يراعي عدداً من المسائل المهمة· وقال الدكتور محمد أبو الخير مستشار الأدوية والمنتجات الطبية- هيئة الصحة بأبوظبي: إن من الأمور التي تهم المريض الصائم معرفة مدى إمكانية تعديل أوقات وجرعات الأدوية التي يتناولها بحيث يمكن التوفيق بين الصوم والالتزام بأخذ الدواء في أوقات الفطر· وأوضح أنه توجد تراكيب دوائية طويلة المفعول، ولكن لابد من مراجعة الطبيب لإجراء هذا التعديل بما يحقق سلامة الجسد، ويقلل من احتمال المرض، فيتفرغ المريض لصومه دون منغصات أو مشاكل، مشيراً إلى أنه يمكن توزيع الدواء الذي يؤخذ مرتين يومياً على أوقات السحور والإفطار، وكذلك الذي يؤخذ ثلاث مرات يومياً على السحور والإفطار ومنتصف الليل، ولكن لابد من مراجعة الطبيب، لأن لكل دواء طبيعة معينة قد لا يصلح لها مثل هذا التوزيع· بركة السحور وثانية تلك المسائل الهامة هي التي قد يؤدي الصوم إلى نقص في سوائل الجسم وهبوط في سكر الدم، ولابد للمريض الذي يضر الجفاف أو نقص سكر الدم بجسمه من أن يحرص على تعاطي كميات جيدة من السوائل في فترة الفطر، كما يحرص على وجبة السحور قبل الفجر مهما كانت هذه الوجبة قليلة، لأن فيها بركة تعوض نقص الكمية، كما أن توقيتها قريب من فترة الصوم فيمتد نفع السحور إلى أطول فترة ممكنة· وعلى الصائم أن يتجنب تعريض نفسه للشدة والحرارة التي قد تنهك جسده، وعليه أن يراجع مع طبيبه علامات تدهور المرض التي تحتم عليه الفطر وقضاء هذا اليوم نأياً بالنفس عن التهلكة، كما ينتبه إلى أن بعض الأمراض كالصرع يمكن أن تثار نوباته بسبب نقص النوم، فلابد لمن أراد صلاة القيام والليل من أن يستعين على ذلك بقيلولة تعطي الجسد حظه من الراحة· وثالثة تلك المسائل أن هذا الدين يسر، فعلى المريض المسلم إذا وجد من نفسه القدرة على الصوم أن يأخذ بأسباب الحيطة والسلامة، وإن وجد من نفسه ضعفاً فليعلم أن في رخصة الله تعالى بالفطر سعة ورحمة، فليقبل رخصة الله تعالى، إن الله كان بنا رحيماً، ثم ليسأل أهل العلم عما قد يلزمه من قضاء أو كفارة بحسب حالته المرضية· مرض السكري وتعتبر إعادة جدولة الأدوية في رمضان أحد جوانب معالجة مرض السكري في رمضان· وعلى المريض الالتزام بنظام غذائي جيد، ومراقبة مستوى السكر في الدم ومتابعة أنشطة رياضية متوسطة ومنتظمة خاصة في وقت مبكر من النهار أو في المساء، فهي من الجوانب التي يجب مراعاتها· ويقول الدكتور محمود بن بركة رئيس قسم الغدد- مدينة الشيخ خليفة الطبية: إن على مريض السكري أن يستعد لرمضان مبكراً من خلال معرفة مدى إمكانية إعادة جدولة جرعات الأدوية خلال شهر الصيام بصورة لا تؤثر على صحته، معتبراً أن الأمر يختلف من مريض إلى آخر حسب شدة الحالة· وأضاف الدكتور ابن بركة أن مرضى النوع الثاني من السكري عادة ما ينصحون باستخدام الأدوية التي كانوا يستخدمونها قبل رمضان مع تغيير مواعيد أخذ الدواء، حيث ينصحون بأخذ جرعة الدواء الذي كان يؤخذ قبل رمضان صباحاً عند وقت المغرب في رمضان (عند الإفطار) وجرعة المساء في غير رمضان تؤخذ قبيل السحور مع مراعاة إنقاصها بنسبة 25-50%· دواء الميتفورمين يمكن إعطاؤه بعد الإفطار وبعد السحور، لكن بعض المرضى لا يتحملون جرعة السحور بسبب الأعراض المعدية التي يسببها، مثل روزجليتزون وبيوجليتزون تؤخذ مع وجبة المساء لكونها تؤخذ مرة واحدة، كما أن المرضى الذين يستخدمون أدوية خافضات السكر من مجموعة سلفونيل يوريا بالاضافة للأنسولين يجب أن يأخذوا الأنسولين ما بين الساعة العاشرة والثانية عشرة مساءً، بينما أدوية خافضات السكر من مجموعة سلفونيل تؤخذ قبل الافطار· أما بخصوص مرضى النوع الأول من السكري المعتمد على أخذ جرعات الأنسولين فيقول الدكتور سالم بيشاح استشاري أول غدد صماء بمدينة الشيخ خليفة الطبية: إنه إذا اختار المرضى الذين يندرجون تحت هذه الفئة الصيام فيجب أن تكون هنالك عناية فائقة للسيطرة على مستوى السكر بشكل منتظم وتحديد جرعات الأنسولين بناءً على ذلك· وبالنسبة لمرضى السكري الذين يستخدمون الأنسولين طويل المفعول مثل جلارجين أوديتمر يجب أن يستخدموه في وقته المعتاد عليه ما بين الساعة العاشرة والحادية عشرة مساءً أو مع الإفطار، أما فيما يتعلق بالأنسولين قصير المفعول أوسريع المفعول فتؤخذ على الإفطار وعند السحور· فيما يتعلق بجرعات الأنسولين فتحدد بناءً على فحص منسوب السكر قبل الوجبة، وكذلك على كمية الطعام المستهلك· إذا تم أخذ وجبة إضافية أو ما يسمى بالتوفيله فيمكن عندها أخذ جرعة من الأنسولين سريع المفعول· بالنسبة للذين يستخدمون الأنسولين المخلوط 70/30 أو75/25 فبإمكانهم متابعة أخذ الجرعة التي كانوا يستخدمونها في الصباح قبل رمضان في وقت الإفطار، ويتم ضبط هذه الجرعة بناءً على منسوب السكر الذي يتم فحصه بعد ساعتين إلى ثلاث ساعات بعد الإفطار، أما بالنسبة لجرعة ما قبل السحور فيجب أن تقلل أو تستبدل بالأنسولين قصير المفعول· ويجب الافطار متى ما ظهرت أعراض انخفاض السكر، وتعتبر الساعات القليلة قبل وقت الافطار هي الأكثر خطورة لحدوث هذه الأعراض، مع أن التمارين الرياضية قد تؤدي إلى حدوث انخفاض السكر في أوقات أخرى· وعلى المرضى الذين تحدث عندهم أعراض انخفاض في منسوب السكر أثناء الصيام استشارة طبيبهم في الحال· مرضى الكلية من جهته قال الدكتور عبد الكريم مدحت صالح مدير قسم الكلى مدينة الشيخ خليفة الطبية: إن الجفاف البدني الذي يرافق الصيام في شهر رمضان المبارك وخصوصاً في الأشهر الصيفية يدعو للاعتقاد بأن الكلى قد تكون أكثر عرضة للاجهاد في سائر الأعضاء، وتكثر الأسئلة حول امكانية الصيام لدى مرضى الفشل الكلوي، وتؤكد الدراسات الحديثة والممارسات الطبية المعتمدة أن صيام الأصحاء المعافين لا يشكل أي ضرر على الكلى، بل العكس فإن للصيام فوائد صحية جمة للكلى وغيرها من الأعضاء· وأوضح أن المرضى الذين يعانون من الفشل الكلوي الحاد لا ينصح بصيامهم، إذ إن الجفاف يزيد من ضعف الكلى ويطيل فترة انتكاسها ويعيق قدرتها على الشفاء، فهذه الحالة توجب الامتناع عن الصيام حتى تستمل فترة مدة العلاج وتعود الكلى الى حالتها الصحية الطبيعية· أما في حالات القصور الكلوي المزمن الذي لا يرجى شفاؤه، فقد يكون الصيام ممكناً إذا كانت الوظائف الكلوية بحالة مستقرة (رغم ضعفها)، اذا استشعر المريض القدرة على الصيام، وأجاز له الطبييب ذلك مع الاتفاق على جدولة جديدة للعلاجات والأدوية والمتابعة الطبية أثناء فترة الصيام· وأضاف أن مريض الكلى التي تجرى له عملية غسيل الدم يمكن له الصيام إذا أحس بالقدرة على ذلك، وأجاز له الطبيب المعالج، ويكون الصيام في الأيام التي لا تتزامن فيها جلسات الغسيل، إذ إن هذه تبطل الصيام بفعل السوائل والأملاح التي تدخل الجسم أثناء عملية الغسيل· وعلى من أراد الصيام في الأيام المتواترة الاعتدال في الأكل والشرب عند الإفطار وعدم الإكثار من المأكولات الغنية بأملاح الصوديوم والبوتاسيوم واجتناب الكثير من الماء الذي يحتبس داخل جسم المريض مما قد يعرض حياته للخطر· ويتوجب على مريض الغسيل البريتوني إذا أراد الصيام أن يحد إجراء الغسيل في الفترة ما بين وقتي الأفطار والسحور فقط، إذ إن الغسيل البريتوني اثناء النهار يفسد الصيام· وقد تكون الفترة الزمنية المحدودة غير كافية لأداء كمية الغسيل المطلوبة مما يشق على المريض ويعرضه للمخاطر، فيفضل في هذه الحالة الأخذ برخصة الأفطار اذا توفر العذر الشرعي· أما مرضى زراعة الكلى فيمكن لهم الصيام بعد سنة، وربما بعد ستة أشهر من الزراعة في بعض الحالات إذا كانت وظائف الكلية المزروعة مستقرة، وأجاز لهم الطبيب ذلك· وفي حال الصيام يترتب على المريض والطبيب المعالج الاتفاق على جدولة جديدة للأدوية بحيث يتم توزيعها بالتوقيت المناسب عند فترتي الأفطار والسحور·
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©