الثلاثاء 16 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

بلال الأغبري: على المنشد الديني أن يحفظ نفسه من الغرور والرياء

بلال الأغبري: على المنشد الديني أن يحفظ نفسه من الغرور والرياء
25 سبتمبر 2007 00:03
هو منشد بالفطرة لم يدرس فن المقامات والموسيقى، ولكنه تأثر بقوة وجمالية الجرس الصوتي في اليمن، فوسط الأصداء المتماوجة في الطبيعة، ووسط العزلات الجبلية في مدينة ''تعز'' وتأثيرات النغم المتمهل مثل أمواج البحر الأحمر· ترعرع صوت المنشد اليمني بلال الأغبري، ثم استقام وطال وانتشر حتى استحوذ على أسماع وقلوب الأهالي، فصوته يجمع بين القوة والرهافة، وبين الجموح والشجن، وهو بين هذا وذاك يقولب الموهبة الصوتية ويروضها من أجل الوصول إلى المحافل الإنشادية، ومن أجل الخروج إلى الآخر من دون التخلي عن الخصوصية التاريخية والمكانية· واللقاء التالي يلقي الضوء على منابع هذه الموهبة الإنشادية القادمة من اليمن كي تبوح بقدراتها في مسابقة منشد الشارقة، وهي القدرات التي تشي منذ الآن بقدرة صاحبها على حجز المراكز الأولى في المسابقة· يقول بلال الأغبري إن مشاركته في برنامج منشد الشارقة أتت من خلال الرغبة النقية والتحدي الذاتي لتجاوز التصفيات التمهيدية التي جرت في اليمن، خصوصا وأن البرنامج يتمتع بشعبية كبيرة عند اليمنيين، وكان ذلك واضحا من خلال مشاركة 600 منشد في التصفيات الأولى، وهو رقم كبير مقارنة بمشاركات الدول العربية الأخرى التي احتضنت التصفيات، ويرى أن الحصول على المرتبة الأولى وسط هذا الكم من المتسابقين، يعتبر دون شك انجازا شخصيا، وهو يحمل الشخص في نفس الوقت مسؤولية تمثيل البلد الذي أتى منه، وأتمنى أن يكون مردودي في التصفيات النهائية هنا في الشارقة معبرا عن قيمة هذا التواجد ومترجما للجهد الأدائي الذي بذلته لأصل إلى هذه المرحلة· ويضيف بلال: إن نجاح برنامج منشد الشارقة يعود بالأساس إلى تكاتف فريق العمل، وروح الأخوة التي تجمع بين المنشدين، والأهم من ذلك الطيبة التي نراها ونلمسها من أهل الإمارات، وهي الطيبة التي تشعرك بالمودة والتواصل الإنساني الذي يتجاوز ما نراه في البلدان الأخرى من تمييز ومحاباة وتفرقة· وعن أجواء رمضان في مدينة تعز يقول بلال: ''هذه أول مرة أسافر فيها إلى خارج اليمن، وهذا هو أول رمضان أقضيه خارج مدينتي الحميمة (تعز)، فأجواء رمضان في اليمن تحمل سمات لصيقة بعادات وتراث المكان، فاليمني الذي لا يصل أرحامه في هذا الشهر الفضيل لا يعتبر صائما، وهذا مؤشر يدل على مدى التلاحم أو التواصل الذي يحول الناس هناك إلى كتلة واحدة من المشاعر الصافية والمتحابة، وقس على ذلك ما نراه من موائد مشتركة وجلسات روحانية ومحاضرات دينية مشتركة في المساجد، مع بعض الترويح الذي نجده في جلسات السمر التي لا تخرج عن حدود التقاليد العريقة والمحافظة على أصالتها وتجذرها في نفوس اليمنيين· وهناك ظاهرة جميلة في اليمن تتمثل في الهجرة العكسية التي يشهدها الموسم الرمضاني، حيث يسافر أهل المدن إلى الأرياف للتلذذ بالجو الطقسي والروحاني الشفاف في القرى والمناطق النائية، حيث تتجلى هناك مظاهر الحياة الفطرية والمتخلصة من شوائب المدن وملوثاتها السمعية والنفسية· وعن المنابع الأولى التي دفعته إلى عالم الإنشاد يقول بلال إنها المنابع الأسرية والاجتماعية دون شك، فأنا في رمضان أحيي الجامع وأؤم الناس في التراويح والقيام، ويشاركني في ذلك اثنان من أخوتي (ساري ويوسف)، أما والدتي فهي شاعرة وحافظة وملحنة للأناشيد الدينية، وأكثر أناشيدي من شعرها· وعن مواصفات المنشد الناجح يقول بلال: ''نجاح المنشد يعتمد أساسا على إخلاص النية، فإذا كان الهدف من النشيد هو الوصول إلى قلوب الناس والتأثير فيهم تأثيرا إيجابيا من الناحية الإيمانية والأخلاقية، فهذا دليل على أن المنشد يسلك الوجهة التصاعدية باتجاه التألق والفوز الحقيقي، بغض النظر عن الفوز في المسابقات العامة أو الجماهيرية، ويجب ألا يتيح المنشد الفرصة لصفات الغرور والرياء والكبر أن تتسلل إليه''·
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©